الرئيسة \  واحة اللقاء  \  محلل عسكري: إيران تريد درعا "جنوب لبنان آخر" وروسيا تنظم مؤتمرات اللاجئين وتهجر السكان 

محلل عسكري: إيران تريد درعا "جنوب لبنان آخر" وروسيا تنظم مؤتمرات اللاجئين وتهجر السكان 

02.08.2021
محمد خضير


بلدي نيوز
الاحد 1/8/2021 
شكك محللون في جدية روسيا في التعاطي مع ملف درعا ورغبتها في وقف قطار التهجير، بعد أن انكشفت خطط النظام الرامية إلى تهجير أبناء درعا وإفراغ المنطقة الجنوبية، ومساعي طهران في تحويل الجنوب السوري إلى "جنوب لبنان" آخر في ظل وجود عشرات المواقع الإيرانية هناك. 
وشهدت محافظة درعا السورية تطورات ميدانية في اليومين الماضيين ودخلت في حسابات جديدة ودقيقة بعد أن انهزم النظام أمام ثلة من المقاتلين المحليين. 
وتعقيبا على ما سبق، خرج الدبلوماسي السابق رامي الشاعر المقرب من دوائر صنع القرار في وزارة الخارجية الروسية، ليقول إنه من المستحيل أن يفرض النظام السوري سيطرته على كامل الأراضي السورية والدليل الذي يحصل في درعا الآن. 
وقال "الشاعر": "أود أن أطمئن الجميع بأنه على الرغم من الاحتكاك العسكري الذي جرى خلال اليومين الماضيين في درعا، وتسبب في وقوع بعض الضحايا من الطرفين، إلا أن الوضع الآن قد أصبح تحت السيطرة بالكامل، ولن تدور أي عمليات قتالية في درعا بعد اليوم، حيث لن تسمح روسيا ومجموعة أستانا والمجتمع الدولي بذلك". 
ورأى "الشاعر" في تصريحات لموقع "كلنا شركاء"، أنّ النظام السوري لم يعد لديه خيار سوى اللجوء إلى الوسطاء بغية التوصل إلى اتفاق يرضي كافة الأطراف لحل القضايا المتنازع عليها. 
وفي الصدد، قال المحلل العسكري "أحمد حمادة" لبلدي نيوز، إن "روسيا هي من أوصل الوضع لهذه النقطة بعد نقض اتفاقات عام 2018 بوصفها الضامن الأساسي لهذه الاتفاقات". 
وأشار إلى أن موسكو هي من ساندت النظام في مطالبة أهالي درعا بتسليم السلاح الخفيف الذين يدافعون به عن أنفسهم، وشرع بحصار درعا، وهنا تدخلت الميليشيات الإيرانية باسم الفرقة الرابعة لاجتياح درعا البلد. 
وأكد حمادة أن "روسيا سمحت للنظام باجتياح درعا ومنحته الضوء الأخضر، إلا أن أبناء درعا أفشلوا هذه الخطة، ومن يقف مع نظام الأسد ومن يستخدم الطائرات من أجله ومن يعتبر نفسه ضامنا لهذه الاتفاقيات، هو المسؤول الأول والأخير". 
وشدد المحلل العسكري السوري على أن "السبب الأساسي للحملة هو تهجير أبناء درعا إلى الشمال وسحب ما تبقى من أسلحة، الأمر الذي زاد التوتر في درعا، واليوم بات مطلب النظام ومن يمثله، إلا أن أهالي درعا قالوا كلمتهم وطالبوا بترحيل جماعي، وهي رسالة موجه إلى روسيا". 
ولفت إلى أن روسيا تنظم مؤتمرات لعودة اللاجئين في الوقت الذي ترعى فيه تهجير المدنيين الآمنين في درعا من منازلهم. 
وقال حمادة إن الدور الإيراني لا يقل عن الدور الروسي، فهي من تتحكم بكل التفاصيل، وميليشياتها تنتشر على الخطوط الأولى إلى جانب ميليشيا "حزب الله". 
وأوضح أن هناك أكثر من 300 نقطة عسكرية لإيران تنتشر من دمشق وصولا إلى الحدود الأردنية، واستشهد بالتصريحات الأردنية التي تؤكد أن طائرات مسيرة إيرانية اخترقت المجال الجوي الأردني وباتت تهدد الوضع في الأردن. 
وذهب للقول أن إيران تريد أن تجعل من جنوب سوريا "جنوب لبنان" آخر تحت غطاء "المقاومة والممانعة"، وأكد أنها تريد حماية إسرائيل كما تفعل في جنوب لبنان. 
ويرى حمادة أن أبناء درعا واجهة آلية النظام العسكرية بالروح المعنوية، ونجحوا في السيطرة على أكثر من 33 حاجزا وبلدة، وسيطروا على معسكرات كبيرة، وأفشلوا هجوم النظام ومخططاته. 
وتوقع حمادة أن الروس والنظام وإيران يريدون معاقبة أهالي درعا لأنهم رفضوا الانتخابات والانصياع للنظام والميليشيات الإيرانية.