الرئيسة \  تقارير  \  مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية :هل يتمكن تحالف أستراليا والهند واليابان من مواجهة الصين؟

مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية :هل يتمكن تحالف أستراليا والهند واليابان من مواجهة الصين؟

25.10.2021
السياق


ترجمات - السياق
الاحد 24/10/2021
تساءلت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، عن إمكانية تمكن المثلث الاستراتيجي، لأستراليا والهند واليابان، من مواجهة الصين، مشيرة إلى أن الدول الثلاث، مضت بهدوء خلال سنوات في تعميق شراكتها، كما تلتزم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتعزيز العلاقات في المنطقة، وهو ما يجعل اتحادها أمام مخاوف.
وقال جيمس برزيستوب، الزميل بمعهد هدسون، في تحليل بالمجلة، إن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، أول مَنْ فكر في تأسيس مصطلح المثلثات بين الدول، إذ إنه يقف وراء المثلث الاستراتيجي (الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين)، مشيرًا إلى أنه يوجد اليوم مثلث استراتيجي جديد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، تقع قمته في كانبيرا، حيث تمتد غربًا إلى نيودلهي، ومن الشمال إلى الجنوب من طوكيو إلى كانبيرا، بينما يمتد خطان استراتيجيان مهمان، من واشنطن العاصمة ولندن.
وأوضح أن هذا الواقع كان يتطور ببطء منذ عام 2007 استجابةً للتحديات التي تفرضها الصين، عبر مشروعها الضخم (طريق الحرير) الذي يمتد من بكين إلى عدد من الدول، مشددا على أن ذلك يعكس شكوكًا في التزام الولايات المتحدة وقيادتها، التي يرجع تاريخها على الأقل إلى تراجع الرئيس الأسبق باراك أوباما عن "خطه الأحمر" في سوريا، ونهج الرئيس السابق دونالد ترامب في التعامل مع التحالفات، كما أنه يعكس اعترافًا من اليابان وأستراليا والهند، بالحاجة إلى الاضطلاع بأدوار أكبر في تعزيز البنية الأمنية في المنطقة.
تطور أمني
وأشار برزيستوب، إلى أن هذا التحالف يظهر تطور الهيكل الأمني لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، من نموذج الحرب الباردة إلى بنية شاملة أكثر تشابكًا، وعلاقات أمنية متنامية بين أستراليا والهند واليابان.
وأوضح أن هذا الهيكل الجديد، يتضمن أيضًا تطوير شراكات استراتيجية مع إندونيسيا وسنغافورة وفيتنام، مبينًا أنه في الوقت نفسه، تواصل أستراليا والهند واليابان، تعزيز التحالفات الثنائية مع الولايات المتحدة، وتوسيع العلاقات الأمنية مع القوى الإقليمية خارج المنطقة، كما يتجلى في صفقة الغواصات "أوكوس".
يذكر أن  "أوكوس" اتفاقية أمنية ثلاثية، بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ومن المقرر أن تساعد الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، في تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، إضافة إلى تعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادئ.
مثلث المحيطين الهندي والهادئ
وعن مدى أهمية مثلث المحيطين الهندي والهادئ، قالت "ناشيونال إنترست": يمكن إلقاء الضوء على الاتجاه نحو زيادة التعاون الثلاثي، في تطوير الجزء الأسترالي الهندي، من المثلث الاستراتيجي الهندي والمحيط الهادئ، مشيرة إلى أن الكتاب الأبيض للسياسة الخارجية الأسترالية عام 2017 حدد الهند كشريك أمني رئيس لدعم النظام الإقليمي.
ولتأكيد أهمية هذا التحالف، استضافت مقاطعة الإقليم الشمالي في أستراليا، مناورات حربية بحرية باسم (تدريبات AUSINDEX) بين البحريتين الملكية الأسترالية والهندية).
وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن تمارين AUSINDEX بدأت عام 2015 ، وأجريت مؤخرًا في سبتمبر 2021 قبالة ساحل داروين بأستراليا.
وأوضحت، أنه خلال القمة الافتراضية في يونيو 2020، رفع رئيسا الوزراء الأسترالي سكوت موريسون والهندي ناريندرا مودي، الشراكة الاستراتيجية التي سبق أن وقعت عام 2009 إلى شراكة استراتيجية شاملة، تتميز بـ "رؤية مشتركة من منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والحرة والقائمة على القواعد" ليتم تعزيزها بالتعاون في المجال البحري.
كما وافق رئيسا الوزراء، على اتفاقية دعم لوجستي متبادل، تنص على وصول متبادل إلى القواعد العسكرية الأسترالية والهندية.
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أنه بعد انتهاء القمة، دعت نيودلهي، أستراليا للانضمام إلى الهند والولايات المتحدة واليابان، في تدريبات مالابار 2020.
وأوضحت، أنه من 10 إلى 12 سبتمبر 2021، عُقد أول مستوى وزاري (2 الاحد 24/10/2021 2) للشراكة الاستراتيجية الشاملة في نيودلهي، وأرسلت الهند وأستراليا وزيري خارجيتهما ودفاعهما إلى الاجتماع.
علاقات تاريخية
وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن العلاقة بين الهند واليابان، التي يرجع تاريخها إلى وصول الرهبان البوذيين إلى اليابان في القرن السادس، تطورت في القرن الحادي والعشرين، إلى شراكة استراتيجية وعالمية خاصة.
وأوضحت أنه كان لمودي ورئيس الوزراء الياباني السابق شيزو آبي، دور فعّال في تطوير هذه العلاقة، إذ وضع آبي رؤية مبكرة لما تطور إلى رؤية مشتركة متبادلة لحرية منفتحة بين المحيطين الهندي والهادئ، في خطاب ألقاه عام 2007 أمام البرلمان الهندي.
وتابعت المجلة: ثم انضمت اليابان إلى الهند والولايات المتحدة في تمرين مالابار عام 2015 كشريك دائم.
وفي يونيو 2021 -تضيف المجلة- أجرت اليابان والهند تدريبات ثنائية في المحيط الهندي، لدعم منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة.
علاقات مفتوحة
وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أنه مع تطور المثلث خلال العقد الماضي، تحركت اليابان وأستراليا والهند، لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، واستجابة للتحديات متعددة الأوجه، التي تفرضها الصين، عمدت هذه الدول إلى تقوية العلاقات، لدعم حرية وانفتاح المحيطين الهندي والهادئ.
وذكرت المجلة، أن البيان المشترك للجنة الاستشارية الأمنية الأمريكية اليابانية لعام 2019 شهد مواءمة وثائق السياسة الأمنية الأمريكية واليابانية، وأعرب عن قلقه من أن "المحاولات القسرية لتقويض القواعد والمعايير والمؤسسات الدولية، تمثل تحديات للتحالف، كما تهدد الرؤية المشتركة، لأن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ مفتوحة وحرة".
وبالمثل -تضيف المجلة- تضمن البيان المشترك لعام 2020- الصادر عن أستراليا والولايات المتحدة- تحديد منطقة المحيطين الهندي والهادئ باعتبارها "محور التحالف" وألزمت شركاء التحالف بالعمل "جنبًا إلى جنب" مع رابطة دول جنوب شرق آسيا والهند واليابان وجمهورية كوريا "لتقوية هيكل شبكي من التحالفات والشراكات، للحفاظ على منطقة آمنة ومزدهرة وشاملة، وقائمة على سيادة القانون".
وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أنه في فبراير 2020 -خلال زيارة ترامب للهند- تم الاتفاق على شراكة استراتيجية عالمية شاملة.
وخلال اجتماع 2 الاحد 24/10/2021 2 بين الولايات المتحدة والهند في أكتوبر 2020، وافقت الحكومتان على مذكرة اتفاق التبادل اللوجستي، واتفاقية توافق الاتصالات وأمنها، واتفاقية الأمن العام للمعلومات العسكرية، كما أكدوا التزامهم بإقامة منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بصورة حرة ومنفتحة، تحكمها سيادة القانون.
وقالت المجلة الأمريكية:"الآن يظهر خط استراتيجي ثانٍ لمثلث المحيطين الهندي والهادئ، ينبع من لندن"، مشيرة إلى أن النشر الأخير لحاملة الطائرات من طراز HMS في المحيطين الهادئ والهندي، وقرار نشر زورقي دورية بحريين في المنطقة، واتفاق الغواصة النووية الأخير، كل ذلك يدل على نية لندن البقاء في المنطقة.
واعتبرت المجلة، أن الهندسة الاستراتيجية الحديثة لمثلث أستراليا والهند واليابان، التي انضمت إليها الولايات المتحدة في الرباعية، تمثل رؤية مشتركة للحرية والانفتاح بين المحيطين الهندي والهادئ، وتدعم النظام القائم على القواعد، والحل السلمي للنزاعات، ومعارضة الإكراه أو القوة لإحداث تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن.
وتساءلت "ناشيونال إنترست": هل هناك خلافات بين هذه الدول المتحالفة في ما يتعلق بالصين؟ وأجابت: "نعم، مما لا شك فيه، أن المصالح التي تشكلها الجغرافيا والاقتصاد ليست متطابقة، لكن في ما يتعلق بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، فإن هذه البلدان تعزز بعضها".
لكن للمضي قدمًا في هذه الاستراتيجية، ستكون مهمة القيادة السياسية في واشنطن وطوكيو وكانبيرا ونيودلهي، تضييق الخلافات، وفي الوقت نفسه، تنسيق السياسات الوطنية ودمجها لتحقيق رؤيتها الجماعية، وفقًا للمجلة الأمريكية.