مجازر الشمال السوري ومسؤولية الجميع

منذ أكثر من شهرين والعالم ، كل العالم ، يشاهد المجازر البشرية ، مجازر القنابل الروسية والأسدية المحرمة دولياً ، الفراغية منها وغير الفراغية ، التي باتت بوجباتها و(واجباتها!!) اليومية ، الصباحية منها والمسائية والليلية ، تسوي الشمال بمدنه وبلداته، ومستشفياته ومدارسه بالأرض ، وتدمر بنايات بأكملها فوق رؤوس سكانها ، وتقتلهم جميعاً ، ذكوراً وإناثاً ، كباراً وصغاراً ، شيباً وشباباَ ، إنساناً وحيوانا ، وذلك أمام سمع العالم وبصره وصمته وتفرجه ، بل وربما موافقته .
وما نقصده بمفهوم العالم هنا : كل العالم ، المتحضر منه وغير المتحضر ، القريب منه والبعيد ، العربي وغيرالعربي ، الإسلامي وغيرالإسلامي ، ونخص تحت هذا المفهوم وبالتسمية : الأمم المتحدة ، أمريكا ، أوروبا ، الصين ، أردوغان ، ولي الفقيه ، وجزء كبير من المعارضة السورية عامة، ومن قيادة الإئتلاف( الوطني لقوى المعارضة والتغيير!!) خاصة . نعم إن جميع هؤلاء يعتبرون بنظرنا مسؤولين ، مسؤولية مباشرة ( أو غير مباشرة ) عن المجازراليومية التي ينفذها بوتين وبشارالأسد في الشمال السوري منذ أكثر من شهرين ، سواء أكانت هذه المسؤولية أمام الله ، أو أمام من من الشعب السوري يكون قد بقي على قيد الحياة .
إن كاتب هذه الكلمات ، يريد أن يصيح بأعلى صوته ( لعلّه يسمع الآذان الصمّاء)، وهو رافع رأسه نحو السماء ، ليقول لكل هؤلاء ، وباسم كل شهداء الشمال السوري ، من الأطفال والنساء والشيوخ ، ولا سيما شهداء خان شيخون ومعرة النعمان وأريحا : اللهم إني أتهم جميع من ذكرت أعلاه ، ودونما استثناء ، مع التشديد - بطبعة الحال - على دوركل من بوتن وبشار ولي الفقيه ، بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية عن هذه المجازر.