اخر تحديث
الجمعة-03/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ متى يكون الكلام من فضّة ، ومتى يكون السكوت من ذهب ؟
متى يكون الكلام من فضّة ، ومتى يكون السكوت من ذهب ؟
26.10.2019
عبدالله عيسى السلامة
الحكمة الواردة في العنوان ، لها مؤيّدات ولها ، استثناءات !
من مؤيّداتها :
قال ربّنا ، يخاطب نبيّه ( وأعرضْ عن الجاهلين )
وقال الشاعر : ما كلّ قول له جوابٌ جوابُ مايُكرهُ السكوتُ
وفي الشافعي :
إذا نطقَ السفيه ، فلا تُجبهُ فخيرٌ من إجابتِه السكوتُ
إذا جاوبتَه سَرّيتَ عنه وإن خَلّيته ، كَمَداً يموت !
وقال الشافعي أيضاً :
يخاطبني السفيهُ بكلّ قُبح فأكرَه أن أكون له مُجيبا
يزيد سفاهةً، وأزيدُ حِلماً كَعُودٍ زادَه الإحراقُ طيبا!
وهذا كلّه ، في الحالات الفردية !
أمّا الحالات العامّة ، فلها شأن مختلف، ومنها :
العدوان على الإسلام ، عبر العدوان على مقدّساته، وأحكامه ، ومبادئه ، وحمَلته العظام ؛ سواء أجاء العدوان ، من أعداء داخليين ، أم صدر من أعداء خارجيين ! وهذا مايسمّى : الصراع الإعلامي ، الذي قال النبيّ ، في إطاره ، لحسّان بن ثابت: اهجُهم وروح القدس معك، وذلك ؛ حين هجا بعض شعراء قريش ، النبيّ ودعوته وأصحابه !
وقد تصدّى حسّان ، للردّ على شعراء المشركين ، فقال له النبيّ : كيف تهجوهم وأنا منهم؟ فقال حسّان: أسلّك منهم ، كما تُسلّ الشعرة من العجين! وعرّف أبو بكر الصدّيق، حسّان الأنصاري، بأنساب قريش ، فكان حسّان يقول فيهم مايغيظهم ، دون إساءة للنبيّ ، وأقربائه من آل هاشم ، حتى قال بعض القرشيين : لقد قال ابن أبي قحافة الشعر، بعدنا ! ويعنون به أبا بكر، لِما رأوا في شعر حسّان ، من دقة ، في هجاء بعض زعماء قريش ، وأسَرهم!
وعلى هذا ؛ فإن الدفاع عن الحقّ ، ومهاجمة الباطل ، من الأمور المطلوبة ، لدى المؤمنين ، وقد تكون واجبة ، على المؤهّلين لها ! وفي الحديث : ( الساكت عن الحقّ شيطان أخرس)!
والحروب الإعلامية ، الدائرة ، اليوم ، في أصقاع الأرض ، لا تدع مجالاً لعاقل ، يؤمن بمبدأ، أو يحرص على : دين ، أو وطن ، أو جنس ، أو حزب ، أو انتماء ما .. لاتدع له مجالاً، للصمت عمّا يراه مسيئاً ، لما يؤمن به ، أو يحرص على صيانته !
وقد دخلت وسائل كثيرة ، شديدة التأثير، في نقلها للأفكار والمبادئ والسياسيات .. ومهاجمة بعضها ، والدفاع عن بعضها ، والصمت المتعمّد ؛ بقصد الإهمال والتهميش، تجاه بعضها .. دخلت ساحة الصراع ، وتفنّنت فيها بشكل مذهل ؛ لِما تحمله وسائل الإعلام المختلفة ، هذه ، من فنون الإغراء والترهيب ، والكيد والظلم ، والقدح والمدح .. وغيرها !
مثال : لقد برع الشيوعيون ، في الحرب الإعلامية ، براعة شديدة ، سبقوا فيها الآخرين ، من أصدقائهم وأعدائهم ؛ فكانوا يطبعون الكتب ، المؤيّدة لأفكارهم ، طبعات أنيقة ، كبيرة الكلفة، ويبيعونها بأثمان بخسة ، كي يشتريها الناس ؛ ولا سيّما أصحاب الدخل المتدنّي ، فيتأثّروا بما فيها ، من أفكار مؤيّدة للفكر الشيوعي ، أو الدول الشيوعية !
ولقد ظلّ الشيوعيون ، يمجّدون رمزاً ، من رموز الفكر الشيوعي، هو المفكّر روجيه غارودي، وكانت بعض المجلاّت تنشر مقالاتهم ، الممجّدة لهذا الرمز، والمروّجة لكتاباته وأفكاره ! وحين اعتنق هذه المفكّر الإسلام ، وغيّر اسمه ، من روجيه إلى رجاء ، أهمله الكتّاب الشيوعيون، إهمالاً تامّاً؛ فلم يعودوا يذكرونه ، بخير أو شرّ؛ لأن مجرّد الذكر، يبقي اسمه في الأذهان ، وهذا ما يحرصون على تجنّبه ، كي يُنسى هذا المفكّر، تماماً ، من قِبل الناس ! ولا عجب في هذا؛ فالحرب ضَروس حامية ، ولو لم تكن دامية !