اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ما علاقة العدالة بالسياسة ؟
ما علاقة العدالة بالسياسة ؟
16.11.2020
عبدالله عيسى السلامة
العدالة هي أمّ السياسة ، بل هي قلبها وروحها ، بل هي السياسة عينها ، في نظر، مَن يجيد التفكير: بالمصطلحات ، وحقائق الأمور، ومصائر الأمم والدول والشعوب !
الظلم لايحتاج إلى : عقل ، أو حكمة ، أو فهم ، أو علم ..! مايحتاجه ، فقط ، هو القدرة عليه! وتتفاوت أنواع الظلم ، بتفاوت قدرات الظالمين ، على الظلم ، بدءاً من ظلم : الأخ لأخيه، والجار لجاره ، والرجل لأهل بيته..وانتهاء بظلم الحاكم لرعيته ، التي قد تكون شعباً واحداً، في دولة واحدة ، وقد تكون مجموعة شعوب ، في مجموعة دول أو مناطق ، إذا كان الحكم إمبراطورياً !
حين سأل أحدهم ، رجلاً فاضلاً ، عن كيفية تحصين الدولة ، فقال له : حصّنها بالعدل .. لم تكن هذه الجملة ، نابعة من فراغ ، أو منبثقة من لبّ أعوج ، أو من قلب فاسد .. بل كانت حكمة للعصور، كلّها ، في سائر الأزمنة والأمكنة !
والقول بأن دولة الظلم ، تنهار سريعاً ، ولو كانت مسلمة ، ولا تعمَّر، بينما دولة العدل ، قد تعمّر، ولو كانت كافرة .. هذا الكلام ، كلّه ، ليس من لغو القول ؛ بل هو حكمة ، نابعة من تجارب الشعوب ، الكافرة والمؤمنة ، على حدّ سواء ، يشهد لها تاريخ البشر، في سائر الأزمنة والأمكنة ، ويشهد لها الواقع ، الذي تحياه الشعوب ، اليوم ، في سائر القارّات !
حين أمر الخليفة ، عمر بن عبد العزيز، جيشه ، بالانسحاب من سمرقند ، بعد فتحها ، دون إنذار أو تخيير؛ وذلك عبر القاضي ، الذي عيّنه الخليفة لذلك ، ورأى أهلُ المدينة ، الجيش المسلم وهو ينسحب من مدينتهم ، ثمّ يخيّرهم بالخيارات ، التي أمر بها الإسلام .. حين رأو هذه العدالة ، وعرفوا أنها قيمة أساسية ، من قيَم الإسلام ، اعتنقوا الدين ، الذي يأمر أتباعه بهذه العدالة ، مع المؤمنين به ، ومع أعدائهم !
وحين قضى القاضي المسلم ، لليهودي ، بدرع كانت في حوزته ، وادّعى الخليفة عليّ بن أبي طالب ، أنها له ، فطالبه القاضي بالبيّنة ، ولم يقدّمها ، فأقرّ الخليفة فعل القاضي .. حين حصل هذا ، وخرج اليهودي ظافراً ، بدرع ليست له ، بل مَلكَها بعدالة القاضي المسلم .. عاد فاعترف ، بملكية عليّ للدرع ، وأعلن إسلامه ! فهل كان يبدّل دينه ، ويدخل في الإسلام ، لو انتُزعت منه الدرع ، بقوّة الحاكم المسلم ، المجرّدة من العدل ، أو بقوّة القاضي المسلم ، لو جار في الحكم ، انتصاراً لخليفته ، الذي يثق بصدقه ، أكثر من ثقته ، بصدق اليهودي !؟