اخر تحديث
الثلاثاء-30/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ما شأنُ السادِرين ، تحت حكم الظلمَة الغادرين ؟
ما شأنُ السادِرين ، تحت حكم الظلمَة الغادرين ؟
02.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
نظر ملك قديم ، في أحوال رعيته ، فوجد الناس ، جميعاً ، يشكون ؛ كلّ منهم يشكو، من : همّ أصابه .. أو مرض ألمّ به .. أو فقر نغّص عيشه .. أو جار يؤذيه ، أو قريب يقسو عليه ..!
فنظم بيتاً من الشعر، هو:
كلُّ مَن تَلقاه ، يَشكو دهرَه ليت شعري؛ هذه الدنيا ، لمَن ؟
وسأل وزيره ، عن الجواب ، فلم يعرف ؛ بمَ يجيب ! وصار يسأل ، كلّ مَن يزور قصره ، فلا يجد جواباً ، لدى أحد !
فاصطحب وزيره ، معه ، وطفقا يجولان ، في البوادي والأرياف ، ويُسمعان مَن يَريانه ، بيت الشعر، فلا يجيبهما أحد!
وفي إحدى البوادي ، رأيا كهلاً ، رثّ الثياب ، تبدو على محيّاه ، سيماء الفقر والتشرّد ، يجلس على قارعة الطريق ، ويغنّي لنفسه ، غير عابئ بأحد ، ممّن يمرّ به ، أو يسمعه ! فوقفا ، عنده، وأسمعه الملك ، البيتَ ، فأجاب الكهل ، على الفور:
هذه الدنيا لمَرءٍ سادرٍ لا يُبالي ، كيفما دارَ الزمَنْ !
أعجبت الإجابة ، الملك ، فاصطحب وزيره ، عائدين إلى القصر، وهو يردّد بيت المتشرّد، ويظهر التعجّب ، من معناه !
وظلّ المتشرّد ، في الطريق ، يغنّي لنفسه ، غير عابئ بأحد !
إلاّ أنّ الزمن ، دار عليه ، دورة ، لا تسرّه ؛ فقد فوجئ ، بشخص آخر، غريب ، لا يشبه ملوك زمانه ، يقف فوق رأسه، وحوله مجموعة من العسكر، وهم يسألونه ، عمّا يفعل، في الطريق.. ثمّ يتّهمونه ، بأنه يقطع الطريق ، على الناس ، وأنّه ؛ بناء على ذلك ، مخرّب ، فهو ؛ بالتالي : عميل للاستعمار، والصهيونية ، والإمبريالية ! فهو؛ بالضرورة ، ضدّ الممانعة والمقاومة ، والصمود والتصدّي ! ولا بدّ ، من اعتقاله ، واستجوابه ؛ لمعرفة مَن يحرّكه ، ومَن يدعمه ، ومَن يتآمر معه ، ضدّ الدولة ، وأمنها ، ورئيسها !
وحين سألهم ، عن شأنهم ، ومن هذا الذي يقودهم .. جاءته ضربة قويّة ، أفقدته تماسكه ، وكادت تفقده صوابه ! وقال مَن ضربه : ألا تعرف السيّد الرئيس ، ياحقير، ياخائن ، ياعميل، يامجرم !؟
ثمّ سأله الرئيس : أنت مع مّن : مع الدولة والوطن ، أم ، مع الخونة العملاء الإرهابيين !؟
قال المتشرّد : ياسيّدي ، أنا متشرّد سادر، لا أهتمّ بشيء ، ولا أعارض أحداً ، ولا أناصر أحداً!
فصفعه رجل آخر، صفعة قويّة ، وهو يقول : ياحقير، كيف لاتعارض أحداً ، ولا تناصر أحداً!؟ ألم تسمع كلمة السيّد الرئيس : مَن ليس معنا ، فهو ضدّنا !؟
قال المتشرّد ، يخاطب الرئيس : ياسيّدي ، أنا رجل متشرّد ، لا بيت لي ، ولا أهل ، ولا أصدقاء ، ولا أعداء .. فكيف أكون معكم ، أوضدّكم ، وأنا لا أعرفكم !؟
قال الرئيس ، بحزم واضح : إنّ هذا الحقير ضدّنا ، ولا بدّ ، من تعليمه : مَن نحن ! خذوه ، إلى الزنزانة ، وعلّموه ، مَن نحن .. كي يكون معنا !
وانطلق الرئيس ، مع عناصره ، باتجاه قصره ، وهو يردّد ، مستغرباً : قال لايبالي ، كيفما دار الزمن ، قال ! نحن نعلّمك ، ياحقير، كيف يدور الزمن !