الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  ما الفرق بين دعاة الفنادق والمطاعم، وبين دعاة المواقف ونصرة المظلوم

ما الفرق بين دعاة الفنادق والمطاعم، وبين دعاة المواقف ونصرة المظلوم

14.06.2017
الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي


انعقد الإجماع التام العلني بين جميع المغاربة على أن سكان الريف المسلمين قد ظلموا في أنفسهم تخويفا وقتلا وسجنا وتفقيرا وتشريدا منذ حصولنا على الاستقلال، وأن آثار هذا الظلم ما زالت باقية إلى الآن.
كما انعقد الإجماع العلني على أن لهم حقوقا مهضومة يجب أداؤها، ونَصَرَهم في ذلك كافة المغاربة، باستثناء طائفة ممن يسمون أنفسهم "الدعاة إلى الله"، الذين خنسوا واستغشوا ثيابهم وأصروا على خذلان الريف وأهله. ومن قبل ومن بعد ظلوا يجأرون بنصرة أرباب المال والجاه في مشارق الأرض ومغاربها.
لماذا تكأكأتم على الخليج العربي منقسمين على أنفسكم كل منكم ينصر مصدر رزقه، وتركتم المستضعفين في بلدكم وأمام أنظاركم فلم تنصروهم، أليس الريفيون المظلومون أولى بمعروفكم ونصرتكم، أليس أصحاب المال والجاه في غنى عنكم وعن نصرتكم؟
ألم تسمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى الفجر فلما رفع رأسه من الركعة الثانية قال:(اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَالْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
ألم تقرؤوا أن ابن عباس رضي الله عنه في شرحه للآية 75 من سورة النساء: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} قال (وَفِي الْمُسْتَضْعَفِين)
وأن البخاري أخرج عن البراء رضي الله عنه قال: (أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا باتباع الجنائز وعيادة المريض وإجابة الداعي ونصر المظلوم وإبرار القسم.......)
وأن الإمام النووي قال في التناصر على الحق: (أما التحالف على طاعة الله، ونصر المظلوم، والمؤاخاة في الله تعالى، فهو أمر مرغوب فيه).
إلى أحاديث صحيحة كثيرة في نصر المظلوم والذبّ عن المسلمين وستر عوراتهم والصدق والوفاء والرفق والعدل وحبّ المسلم لأخيه ما يحبّه لنفسه.