الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما أسباب غياب سوريا عن خطاب بايدن حول السياسة الخارجية الأميركية؟

ما أسباب غياب سوريا عن خطاب بايدن حول السياسة الخارجية الأميركية؟

08.02.2021
مالك الحافظ


 
روزنة
السبت 6/2/2021
يُسجّل غياب الملف السوري وموقف واشنطن منه في الخطاب الأول للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، للسياسة الخارجية، الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب التي أدت لهذا الغياب، وفيما إذا كانت واشنطن تُفضّل الابتعاد النسبي عن الملف السوري خلال الوقت الحالي.
الصين وروسيا واليمن، ثلاث بلدان تدور في فلك الملف السوري ركز عليها بايدن في خطابه أمس، متجاهلا أو متناسيا سوريا التي تتمركز في الشرق منها قوات بلاده ضمن إطار التحالف الدولي، وتسيطر على حقول النفط والغاز، فضلا عن كون سوريا تُمثل ميدان تنافس استراتيجي لواشنطن مع روسيا التي قال عنها بايدن في خطابه بأنه سيواجه استبدادها بينما وصف الصين (حليفة موسكو ودمشق) بأنها أخطر منافس للولايات المتحدة.
غياب سوريا عن خطاب الرئيس بايدن لا يعني غياب الملف السوري عن خارطة أولويات السياسة الخارجية الأميركية، فالملف السوري وفق المستشارة المتخصصة في الشؤون الأميركية، مرح البقاعي، هو ملف أساسي و محوري في حلحلة كثير من الأمور، لا سيما ما يرمي إليه الرئيس بايدن بخصوص الوصول لاتفاق نووي مع إيران بشروط جديدة مضافة، بحسب تعبيرها.
قد يهمك: ما الذي حققه قانون قيصر بعد عام من صدوره؟
وتابعت بالقول خلال حديث لـ "روزنة" أن إدارة بايدن لا تستطيع أن "تُغفل العلاقة الجدلية بين إيران و الاتفاق معها حول وجودها في سوريا".
ورأت البقاعي أن الغياب لا يتخطى حدود الإعلام فقط، غير أنه حاضر على طاولة البيت الأبيض، وتابعت "هناك الآن مشروع خاص بسوريا قُدّم في عهد الرئيس الأسبق ترامب أواخر العام الفائت، تحت مسمى اوقفوا القتل في سوريا، و هو يقدم مشروعا متكاملا للتعامل مع الملف السوري".
من جهتها قالت الصحفية المتخصصة في الشؤون الأميركية، نادين ساندرز، أن دور الولايات المتحدة في سوريا لا يمكن التنبؤ به خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى احتمالية استمرار وجود عسكري أميركي محدود في الشمال الشرقي السوري من أجل ضمان عدم عودة تنظيم "داعش" الإرهابي.
و أضافت خلال حديث لـ "روزنة" أن "إدارة بايدن تهتم بالملفات الإنسانية وتعود لدعم الديمقراطيات بقوة، وأيضا في نفس الوقت تحاول إيجاد توازنات مع القوى العالمية الأخرى.. روسيا لاعب أساسي ومسيطر في سوريا، وما لم تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مقنع ومشرف دوليا ومشرف على مستوى الديمقراطية فقد يكون التدخل الأمريكي حاضرا في المستقبل ريثما تتوصل إلى اتفاق إيراني روسي تركي لن يكون سهلا بالنظر إلى تعقيد الانقسام السوري الاقليمي الحالي، وتدهور الأوضاع الانسانية والحقوقية بشكل مزري".
وكان بايدن أعلن في تصريحات صحفية قبل بث خطابه الأول حول السياسة الخارجية لإدارته، عودة الدبلوماسية الأميركية بعد 4 سنوات من تراجع التزامات الولايات المتحدة الدولية في عهد دونالد ترامب، وفقا لسياسة "أميركا أولا" التي انتهجها سلفه.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة عادت من جديد لقيادة العالم، وإن دبلوماسية واشنطن عادت مرة أخرى و ستعزز التحالفات لمواجهة التحديات. وتعهد في تصريحاته بـ إعادة بناء تحالفات الولايات المتحدة، مؤكدا مبادئ الشفافية والنزاهة والمحاسبة واستعادة ثقة واشنطن في العالم. كما أكد أيضا أن واشنطن ستدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في كافة أقطار العالم.
 فيما أعلن بايدن خلال خطابه أمس الخميس، نيته مضاعفة عدد المهاجرين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة سنويا بـ8 مرات، مقارنة بالقيود التي فرضها دونالد ترامب في نهاية عهده.
وتماشيا مع وعود حملته الانتخابية، حدد الرئيس الجديد بـ 125 ألفا عدد المهاجرين الذين يمكن قبولهم في إطار برنامج إعادة التوطين، مقابل 15 ألفا في السنة المالية الحالية. وقال بايدن أيضا إنه سيصدر أمرا تنفيذيا يستعيد برنامج الولايات المتحدة لإعادة توطين اللاجئين، الذي قال إنه "تضرر بشدة".