الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما أسباب عودة التصعيد جنوب إدلب؟

ما أسباب عودة التصعيد جنوب إدلب؟

26.07.2021
صهيب الخلف

 
الجزيرة 
الاحد 25/7/2021 
إدلب- قدّم قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، تفسيرات حول أسباب التصعيد الذي تشهده منطقة جنوب إدلب، شمال غربي سوريا. وذلك خلال حديثه لمجموعة من الصحفيين الجمعة. 
وقال الجولاني إن منطقة جبل الزاوية التي تتعرض للقصف باستمرار، كانت خارج اتفاق موسكو بين الرئيسين التركي والروسي في مارس/آذار 2020، الذي أسفر عن توقف إطلاق النار وقتها. 
لكنه لفت إلى أن قوات المعارضة بادرت بإنشاء خط دفاع في المنطقة، مقابل إنشاء القوات التركية عدة قواعد ونقاط عسكرية، فيما بدا وكأنه محاولة لفرض أمر واقع على قوات النظام وحلفائها الروس. 
وحول إمكانية اجتياح المنطقة بريا من قبل قوات النظام، قال الجولاني إن ذلك يبدو غير منطقي في ظل الحشد العسكري الكبير للمعارضة والقوات التركية بالمنطقة، مؤكدا استعداد قواته للقتال ليلا وفي مختلف الظروف، بعد أن تلقت تدريبات حديثة. 
وقُتل عشرات المدنيين، بينهم 24 طفلا و16 امرأة، بحسب مصادر سورية. وذلك في أكثر من 287 هجوما لقوات نظام الأسد والقوات الروسية على مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، منذ بداية يونيو/حزيران الماضي وحتى ثاني أيام عيد الأضحى. 
ووفقا لجهاز الدفاع المدني، ينذر التصعيد في هذه المناطق، وخاصة بقرى وبلدات جبل الزاوية وسهل الغاب، بنزوح عشرات آلاف المدنيين إلى مخيمات الشمال السوري التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، والتي يعيش بها أكثر من 1.5 مليون نازح. 
احتجاجات 
وفي هذه الأثناء، عبّر أبو محمد الجولاني عن تفهّمه لمطالب السكان في جبل الزاوية، الذين خرجوا في احتجاجات اتهمت قوات المعارضة والقوات التركية بالتقصير في حمايتهم بعد سقوط عشرات القتلى من المدنيين في القصف المدفعي لقوات النظام، لكنه حذر من أن يستغل الأخير ذلك "ليصنع شرخا داخليا"، وفق تعبيره. 
وقال الجولاني إن "الجانب التركي لا يتصرف وفق ردّات الفعل، فهو جيش دولة لها حساباتها". وأكّد أن الرد على قصف النظام والمجازر التي يرتكبها، هو مسؤولية قوات المعارضة التي ردت على القصف في مواقع كثيرة. 
ضغط وعرقلة الاستقرار 
وفي تحليله لأسباب هذا التصعيد، قال الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان إن روسيا تستغل أي ظرف إنساني وعسكري لتحوله إلى ورقة ضغط سياسية على طاولة المفاوضات لتحقيق مكاسب إضافية. 
ورجّح علوان في حديث للجزيرة نت، أن تكون روسيا قد تلقت وعدا، خلال مؤتمر "أستانا" الأخير، بفتح معابر بين مناطق المعارضة والنظام. لذلك تلجأ إلى القصف في جبل الزاوية ليتم فتح هذه المعابر بغية التنفيس عن النظام، الذي يتعرض لأزمات اقتصادية حادة. 
ويوضّح علوان أن ثمة أهدافا أخرى لروسيا تدفعها للاستمرار في قصف جبل الزاوية ومناطق التماس، فهي لا تريد لمناطق المعارضة أن تستقر وأن تتقدم تنمويا، بحيث يشكل ذلك فارقا واضحا عن مناطق النظام التي تعيش مأساة اقتصادية. 
وبرأي علوان، فإن تصريحات قائد هيئة تحرير الشام، أحد أكبر القوى العسكرية الموجودة على الأرض، تظهر التزام الهيئة بالسياسة التركية التي عبرت دائما لفصائل المعارضة عن أن الاتفاق مع روسيا مستقر لكنه ليس نهائيا. 
واستبعد علوان أن يشن النظام وروسيا أي هجوم واسع على إدلب، في ظل الفوضى العارمة بدرعا جنوب سوريا، ومع استمرار "دوامة البادية" على حد وصفه، حيث يخسر النظام الكثير من المقاتلين في حربه ضد تنظيم الدولة شرق سوريا.