الرئيسة \
مشاركات \ ماهو الحرس الثوري الإيراني… وكيف بدأ التدخل في سوريا؟
ماهو الحرس الثوري الإيراني… وكيف بدأ التدخل في سوريا؟
19.04.2015
ماهر الحاج أحمد
يعد الحرس الثوري الإيراني أحد أهم أركان القوة العسكرية في إيران أسسه الخميني، وقائده اليوم هو الفريق محمد علي جعفري الذي خلف الفريق يحيى رحيم صفوي، فيما يعد الخامنئي القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية التي تشمل إضافة إلى الحرس الثوري، جميع أركان الجيش الإيراني، وقد لعب الحرس الثوري دوراً كبيراً إبان حرب الخليج الأولى.
ينضوي تحت هذا الحرس، قوات التعبئة العامّة المعروفة باسم “البسيج”، والحرس الثوري مجهّز بقوات برية وبحرية وسلاح الجو والاستخبارات الخاصة به، علاوة على القوات الخاصة، ويضم في صفوفه 90000 من الجنود النظاميين وحوالي 30000 من جنود الاحتياط.
بدا التدخل الإيراني في سوريا بشكل مباشر منذ بداية الثورة السورية عام 2011، وقدمت إيران دعما كبيرا للنظام السوري خلال الثورة السورية، بما في ذلك الدعم اللوجستي والتقني والمالي وتدريب جيش النظام السوري وإرسال بعض القوات المقاتلة الإيرانية لسوريا.
حيث تعتبر إيران بقاء نظام الأسد ضمانا لمصالحها الإقليمية في الشرق الوسط بشكل عام، كما دعى المرشد الأعلى لما تسمى الثورة الإسلامية, علي خامنئي في سبتمبر 2011 جميع الإيرانيين القادرين على القتال للجهاد لصالح النظام السوري.
ومن جهتها قدمت أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية المشورة والمساعدة العسكرية لسورية من أجل الحفاظ على بشار الأسد في السلطة، وتشمل تلك المساعدات التدريب والدعم التقني والقوات المقاتلة، ففي ديسمبر 2013 كان يقدر عدد المقاتلين الإيرانين في سوريا بما يقارب عشرة ألاف مقاتل.
كما وإتخذت قوات حزب الله اللبناني بدعم طهران أدوار قتالية مباشرة منذ عام 2012، و في صيف عام 2013، قدمت إيران وحزب الله الدعم للأسد في معارك هامة مما سمح له تحقيق بعض التقدم.
أما في العام 2014، وبالتزامن مع مؤتمر جنيف 2 للسلام في الشرق الأوسط، كثفت إيران دعمها لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وأعلن وزير الاقتصاد السوري أن النظام الإيراني قد ساعد النظام السوري بأكثر من 15 مليار دولار.
شارك الحرس الثوري في عدد كبير من المعارك ضد الثوار على إمتداد الأراضي السورية، وكان له الدور الرائد في قيادة المعارك والتخطيط لها، كما وخسر أعداداً كبيرة من مقاتليه خلال هذه المعارك، حيث إعترفت وسائل إعلام إيرانية، أمس الثلاثاء، أن عدد قتلى العناصر المنتسبين للحرس الثوري الإيراني الذين يساندون جيش نظام الأسد في سوريا بلغت قرابة 200 شخص.
وأوردت الوسائل أسماء وجنسيات العناصر المنتسبة للحرس الثوري الإيراني المقاتلة إلى جانب النظام السوري، الذين لقوا مصرعهم في معارك ضد قوات المعارضة، في الحرب الدائرة منذ 5 أعوام، والبالغ عددهم 186 شخصا، هم: 19 قائدًا من رتب مختلفة، و167 عنصرًا بينهم 14 أفغانيا، و5 باكستانيين.
ويقاتل إلى جانب جيش النظام السوري، مسلحون من جنسيات لبنانية، وعراقية، وأفغانية، وباكستانية، وذلك بعد أن تمكنت قوات المعارضة من قتل وأسر العديد منهم في المعارك الدائرة في عموم البلاد.
إلا أنه لوحظ في الآونة الخيرة تراجع زخم الحرس الثوري الإيراني داخل سوريا وانكفائه إلى جبهات رئيسية حول العاصمة دمشق، بعدما كانت عناصره منتشرة في معظم المناطق الساخنة على الأراضي السورية.
وكانت «الشرق الأوسط» أشارت إلى هذا الانكفاء في عددها الصادر في السابع من أبريل (نيسان) الماضي، مشيرةً إلى أن القوات الإيرانية التي تصدرت الهجمات في بعض المناطق خلال الأشهر الماضية «تكاد تغيب الأنباء عن إطلاقها هجمات في الفترة الحالية لدعم القوات النظامية، وذلك منذ انشغال طهران بالمباحثات حول ملفها النووي»، مشيرة إلى أن غياب دور ملحوظ لها، أفقد النظام القدرة على المبادرة وإطلاق الهجمات».
ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عما قالت إنها مصادر مقربة من حزب الله، قوله إن «مقاتلي الحرس الثوري انسحبوا من كثير من الجبهات السورية، وانكفؤوا إلى مراكز محددة لهم في دمشق وحولها»، وأشارت إلى أن إيران تركز جهودها في جبهات رئيسية حول العاصمة السورية.
وأوضحت المصادر أن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني «انكفؤوا في كثير من الجبهات السورية، وقررت قيادتهم الإيرانية سحبهم بسبب عدم وجود فائدة استراتيجية لهذه القوات في كثير من المناطق، فضلاً عن الخسائر غير القليلة التي مُني بها الحرس الثوري ومناصروه». وقالت المصادر: «تركز الحرس الثوري الآن في العاصمة دمشق واستحكم فيها، كما تركز جنوب غربي العاصمة في الجولان قريبا من الحدود مع إسرائيل، وكذلك في القلمون وفي مناطق شمال غربي دمشق قريبا من الحدود مع لبنان، وفي منطقة وسط جنوبي سوريا خاصة بقواعد عسكرية حول إزرع والصنمين».
كما وأشارت مصادر إيرانية بأن ثلاثين ألفاً من الحرس الثوري الإيراني مستعدون للدخول إلى سورية عند الضرورة.
وصرحتوكالة “آكي” الإيطالية للأنباء: “لم تتدخل قوات الباسيج في سورية نهائياً منذ بدء الأزمة (السورية)، فالقياد العسكرية الإيرانية لا تثق بهذه القوات كثقتها بالحرس الثوري، وهي من حيث المبدأ ليست مضطرة لاستخدام قوات الباسيج خارج حدود إيران، وهناك الآن أكثر من ثلاثين ألفاً من قوات الحرس الثوري جاهزة ومؤهلة تعبوياً وعسكرياً لدخول سورية عند الضرورة”..
وأضافت بأنه “ليس هناك من مؤشرات أو معلومات تشير إلى نيّة إيران التخلّي عن النظام في دمشق أو الرئيس الأسد، وهي عسكرياً مستعدة لتوريد المزيد من الدعم والمقاتلين، وهي لم ترسل أكثر من 6 آلاف مقاتل من الحرس الثوري حتى الآن، وهناك نحو مليونين منهم في إيران ولا يشكّل إرسال مائة ألف منهم أية مشكلة استراتيجية”.
وكانت مصادر عسكرية من المعارضة السورية تحدّثت عن وجود أكثر من 600 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني يقاتلون في منطقة جنوب غرب سورية وحدها، وشددت على أن المشاركة العسكرية الإيرانية في سورية لم تعد مقتصرة على الضباط والمشرفين والمخططين العسكريين بل على المقاتلين والجنود أيضاً.
وذكرت مصادر إعلامية أن إيران بدأت بالتفكير بالتخلي عن الأسد الذي تدعمه في حربه المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، وخصوصاً بعد اتفاق الإطار النووي الذي عقدته مؤخراً مع مجموعة الدول (5 +1)، والذي أكد مراقبون أنه سيكون له تبعاته .على المنطقة الإقليمية برمتها
فهل بالفعل تتخلى إيران عن الأسد إذا ما وجدت حليفاً أكثراً نفعاً يحافظ لها على المصالح التي طالما دافعت عنها؟
أم وجدت إيران في نظام الأسد اللعبة المرنة التي تستطيع توجيها أينما أرادت وتحارب العالم بسيفه ويكون القاعدة الراسخة لها في الشرق الأوسط التي تعيد لفارس أمجادها السابقة التي تطمح لإستعادتها؟
-------------
المركز الصحفي السوري – 18/4/2015