الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا يعني رفع علم النظام السوري في عين عيسى شمال شرقي سوريا؟ 

ماذا يعني رفع علم النظام السوري في عين عيسى شمال شرقي سوريا؟ 

17.12.2020
القدس العربي


القدس العربي 
الاربعاء 16/12/2020 
أنطاكيا – "القدس العربي": يبدو أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قد كررت تجربتها السابقة في منبج وتل رفعت، بتسليم مدينة عيسى إلى القوات الروسية وقوات النظام، ورفع علم النظام على المباني الحكومية في المدينة، قبل هجوم توعدت به فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا. 
وفي حديثه إلى "القدس العربي" كشف عمر رحمون، عضو لجنة المصالحة الوطنية، أن مندوباً عن الجيش السوري حضر توقيع اتفاق عين عيسى إلى جانب مندوبين من قاعدة حميميم الروسية اللواء ياكوف وممثل قوات "قسد" سيبان حمو الذي يشغل منصب قائد وحدات حماية الشعب. 
وحول أهم بنود اتفاق عين عيسى أوضح رحمون أنها تضمنت تسيير دوريات مشتركة بين الجيش السوري و"قسد" على طريق M4 على ثلاثة محاور شريطة رفع العلمين السوري والروسي، وكذلك تفعيل مؤسسات الدولة في المدينة مع إبقاء مربع أمني صغير لـ"قسد" على أطراف مدينة عين عيسى، إضافة إلى إلزام قوات "قسد" بعدم التراجع عن الاتفاق بعد انتهاء الخطر التركي، ما يعني أن "الدولة السورية" ستبقى موجودة في المدينة حسب رحمون. وحسب تقديراته، فإن تركيا خطر حقيقي وضغط حقيقي على "قسد" وروسيا عندما قالت لقسد "إما تسليم المدينة أو ستدخل تركيا" كانت روسيا تعلم أن تركيا تستعد كل لحظة للدخول والاحتلال. 
لذلك فإن الاتفاق جاء بناء على ضغط الواقع القائم وليس لأي اعتبار آخر. ووفقاً لما قاله رحمون فإن ما توفر لديه من معلومات يشير إلى أن تركيا ستلتزم اتفاق عين عيسى. ويعتقد عضو لجنة المصالحة الوطنية أن لا مكسب لتركيا إلا بزوال خطر حزب العمال الكردستاني من حدها الجنوبي، ولا حل دائماً إلا بطرد "قسد" وعودة الجيش السوري إلى الحدود كما كان الوضع القائم قبل 2011. 
 
عضو "المصالحة" لـ"القدس العربي": لا حل لتركيا إلا بعودة "الجيش السوري" إلى الحدود 
 
ويبدو أن "قسد" لا تزال تجس نبض القوات الأمريكية، وقدرتها على التحرك، وقال ضابط في "الجيش الوطني" لم يكشف عن اسمه، إن هناك شائعات تبثها قوات "قسد" تفيد بأن الأمريكيين يقفون إلى جانبهم، وهم مع تثبيت نقاط فاصلة بين القوات الحليفة لتركيا وقواتهم، لمنع أي هجوم تركي قبل تسلم جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة. 
من جهة أخرى تحدث إعلامي مقيم في ريف مدينة عين عيسى، رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ امنية، عن الوضع القائم، قائلاً إن قوات قسد تعرضت لعدة ضربات مدفعية وصاروخية خلال الأيام الماضية من فصائل "الجيش الوطني" ومن قوات تركية تتواجد في محاور القتال بالمنطقة كبدتها خسائر كبيرة، وأضاف ان "قسد" وجدت نفسها حيث الحشود العسكرية الضخمة أنها بين خيارين، تركيا أو نظام الأسد ومن خلفه روسيا، وعلى ما يبدو فقد "اختارت النظام وروسيا بعد اتفاق يتضمن وجوداً شكلياً لقسد في المنطقة تحت العلم الروسي على ان تكون السلطة الفعلية هي لقوات النظام وروسيا". وكانت وسائل إعلام محلية أشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) توصلت إلى اتفاق مع روسيا ينص على إنشاء نقاط عسكرية مشتركة في محيط منطقة عين عيسى شمالي الرقة، ومن المفترض أن يمنع الاتفاق وقوع عملية عسكرية تهدد بها تركيا منذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول. 
ونقل شهود عيان لـ"القدس العربي" أخباراً عن استقدام القوات الروسية مزيداً من التعزيزات العسكرية من قوات الفيلق الخامس والشرطة العسكرية الروسية انتشرت في خمس نقاط، أربع منها في محيط مدينة عين عيسى والخامسة في داخلها، كما قامت قوات روسية برفع علم النظام على المباني الحكومية داخل المدينة. 
ويرى الإعلامي مصطفى عبدي، وهو متابع للشأن السوري ومراقب لتطورات شمال شرقي سوريا، "أن ما جرى في عين عيسى هو تتمة للاتفاقيات التي عقدتها "قسد" مع الحكومة السورية برعاية موسكو والتي بدأت في أكتوبر/تشرين الاول 2019 بعد الانسحاب الامريكي من منبج وعين العرب (كوباني) وعين عيسى". 
لذلك، كان أمام قوات "قسد" "خيار المناورة لتجنب تعرض تلك المناطق للغزو التركي وبالتالي تهجير السكان وتدمير القرى والبلدات ونهب وسرقة الممتلكات" حسب تعبيره. 
وقال "عبدي" إن الاتفاق الحالي أدى إلى "انتشار الجيش السوري على نقاط التماس مع الجماعات المسلحة الموالية لتركيا بضمانات من روسيا وبالضغط على تركيا، لوقف القصف حيث استمر سقوط القذائف وسط الأحياء السكنية واستهدفت بعض منها مخيم عين عيسى الذي يضم حوالي 10 آلاف نازح من بلدة تل أبيض". ويوضح عبدي أن "قسد أطالت الأمر حول قبول نشر الجيش السوري لكن روسيا ضغطت عليها عندما لم تبد أي ردة فعل على التصعيد التركي، مما أجبر قسد على الموافقة على نشر الجيش السوري، هذا يعني أن روسيا استخدمت تركيا كورقة ضغط فحسب" كما يرى عبدي.