الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ماذا يجري في جنيف؟ وما أسباب اعتراض تركيا؟

ماذا يجري في جنيف؟ وما أسباب اعتراض تركيا؟

04.02.2016
كمال أوزتورك



الشرق القطرية
الاربعاء 3/2/2016
تشهد مفاوضات جنيف 3، الجارية من أجل التباحث في الحرب السورية أزمات جدية، فالمجموعات المعارضة قاطعت الاجتماع، فيما أعلنت تركيا أنها ستقاطع المفاوضات التي وصلت إلى عنق الزجاجة.
لكن ما السبب في حدوث كل ذلك؟
الولايات المتحدة وروسيا تقامران على حزب الاتحاد الديمقراطي وتغير ميزان القوى في المنطقة بعد دخول روسيا بشكل فعلي في الحرب بسوريا، وبينما كان النظام السوري وإيران على وشك فقدان كل قوتهما، أصبحا في وضع متفوق ميدانيًا جراء غارات الطائرات الروسية.
وبعد إسقاط تركيا لطائرتها المقاتلة تخلت روسيا تقريبًا عن الحرب على تنظيم "داعش"، وبدأت بقصف التركمان، حلفاء تركيا، وبقية الفصائل المعارضة.
كما شرعت روسيا بإجراء اتصالات مع منظمة "بي كا كا" الإرهابية، العدو اللدود لتركيا. وبدأت بتقديم كافة المساعدات العسكرية واللوجستية ليتمكن حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع "بي كا كا" في سوريا، من إقامة دولة مستقلة في منطقة شمال سوريا (روجاوا).
كان حزب الاتحاد الديمقراطي يتواصل عن كثب مع الولايات المتحدة الأمريكية، قبل روسيا، واتفق معها على إقامة منطقة مستقلة تحت سيطرة منظمة "بي كا كا" في منطقة روجاوا.
ويسعى حزب الاتحاد الديمقراطي و "بي كا كا" الآن إلى زيادة حصتهما من الكعكة السورية من خلال التلويح للولايات المتحدة وروسيا بأنهما "سيكونان إلى جانب من يقدم دعمًا أكبر لهما".
وكلا البلدين يسعيان إلى تأسيس دولة في سوريا يستخدمانها كورقة ضغط، عندما يقتضي الأمر، في تجارة الطاقة والأسلحة.
روسيا والولايات المتحدة أوصلا مفاوضات جنيف إلى طريق مسدود.
حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيم يعتنق إيديولوجيا بلشفية، ويمتلك توجهات علمانية وديكتاتورية للغاية. وهو في حالة حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة. أما في سوريا فهو متعاون مع النظام، ويقاتل جميع من يشقون عصا الطاعة عليه من أكراد وعرب وتركمان. وهناك الكثير من الأكراد، الذين اضطروا إلى الفرار من مناطق الجزيرة وكوباني ومدن روجاوا الأخرى، واللجوء إلى إقليم شمال العراق هربًا من ظلم حزب الاتحاد الديمقراطي.
أرادت روسيا والولايات المتحدة مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي في مباحثات جنيف، وجلوسه إلى طاولة المفاوضات شأنه في ذلك شأن بقية أطراف المعارضة. ومن هنا بدأت الأزمة برمتها.
أبدت تركيا اعتراضها قائلة إن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس فصيلًا معارضًا لنظام الأسد، وإنه متعاون مع النظام على غرار حزب الله والميليشيات الأخرى.
وأكدت أنه إذا كان لابد من مشاركة الحزب في مفاوضات جنيف فعليه أن يجلس إلى جوار نظام الأسد في مواجهة المعارضة.
وما يثير الاستغراب هو أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أكثر بلد يصرّ على جلوس حزب الاتحاد الديمقراطي إلى طاولة المفاوضات. ومع دهشة تركيا إزاء هذا الإصرار الأمريكي، أعلنت أنها ستقاطع المفاوضات، واتخذت موقفًا صلبًا وحازمًا. وبعد تركيا اتخذت المعارضة، التي كانت تزمع المشاركة في المفاوضات، قرارًا بمقاطعتها. وإزاء ردود الأفعال هذه، تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن إصرارها على مشاركة الحزب في مفاوضات جنيف.
ومع ذلك فإن هناك تسريبات تشير إلى إجراء مباحثات سرية مع حزب الاتحاد الديمقراطي في لوزان وجنيف وبروكسل.
اجتماع جنيف ينعقد من أجل حزب الاتحاد الديمقراطي
هناك من يقول إن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية توصلتا إلى اتفاق حول قضيتين في الملف السوري.
1- دولة شيعية/ علوية رئيسها الأسد في اللاذقية وما حولها.
2- دولة كردية/ منطقة مستقلة يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا.
من جانبها، تعارض الجبهة "التركية - السعودية" تأسيس كل من الكيانين. ولهذا يبدو من غير الممكن أن تتمخض مفاوضات جنيف 3 عن شيء.
وعلى ما يبدو فإن الغاية من تنظيم هذا الاجتماع هي شرعنة حزب الاتحاد الديمقراطي، ومنحه مقعدًا على طاولة المفاوضات، وجعله طرفًا مسموع الكلمة في سوريا.