الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مؤشرات لعملية السفارة الإيرانية !

مؤشرات لعملية السفارة الإيرانية !

23.11.2013
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الخميس 21-11-2013
لا يمكن تسطيح العملية الإرهابية في بيروت بالقول إن إسرائيل هي التي كانت وراءها!!.
فلا يوجد عميل إسرائيلي "عقائدي" بالغاً ما بلغ الثمن أن يقوم بعملية انتحارية!!.
أو انها جزء من عملية المناكفة السُنيّة الشيعية والمتفجرات في السيارات الواقفة هي عملية أمنية سورية بامتياز، يتقنها خبراء المقاومة والممانعة، وقد تم تنفيذ العشرات من هذا السلاح الحقير.. وفي سجون لبنان، الآن، وزير ونائب سابق تم الإمساك به واعترافه بنقل متفجرات سلمه اياها ضابط في الأمن السوري، وهدفها تفجيرات مثل التي حدثت في الضاحية الجنوبية، أو في طرابلس أو في سيارات جبران التويني، والقصير، وجورج حاوي، ومعهم الحريري ووزير المالية فليحان... وألوية الجيش والأمن ومئات الناس الذين قضوا لأنهم كانوا صدفة في المكان!!.
العملية الإرهابية التي استهدفت سفارة إيران هي ظاهرة مضافة جديدة يجب فهمها خارج المناكفات اللبنانية الداخلية.. فمنظمة عبدالله عزام وهو بالمناسبة أستاذ جامعي أو كان أستاذاً جامعياً سقط أيام الصراع في مدينة بيشاور الباكستانية هو وابنه، وأطلق الزرقاوي هذا التنظيم الإرهابي في العراق. وهنا يجب أن نتوقف. ذلك أن القاعدة – وهناك حلفاء مهمون لها – وصلت من العراق إلى سوريا.. إلى لبنان. في اطار معركة واحدة، يفهمها الذين يتابعون تحرك طهران في هذه البلدان العربية الثلاثة.
- ماذا تريد العملية الإرهابية في بيروت؟!.
- إلى جانب تحديد مواقع الصراع، فإن تنظيم عبدالله عزام يريد أن ينفي أية علاقة له مع الأمن الإيراني.. فقد كانت هناك ملامح ومؤشرات إلى وجود قيادات مهمة للقاعدة في إيران.. خرجت من أفغانستان بعد الاحتلال الأميركي، وإلى نوع من التعاون قيل إنه كان موجهاً لقوات الاحتلال الأميركي، وكانت أجهزة الأمن السورية تشارك به (جماعة فتح الإسلام)، وهناك من يعتقد أن داعش هي تكوين إرهابي إيراني – سوري، يعمل باسم المقاومة لكنه لم يحدث ان اصطدم بقوات الأسد، واقتصر "جهاده" على ضرب قيادات الجيش الحر، وألويته في الجزيرة السورية، وجماعات معارضة كردية.
ويبدو أنه مطلوب منه الانسحاب الآن من الأراضي السورية.. لأنه أصبح مكشوفاً، وغير قابل للاستعمال!!.
غابة أسرار تحيط بالحروب والنزاعات والقوى السياسية، وهي التي تجعل التعمية تطال الرأي العام الذي يراقب ما يجري دون أن يملك رداً، أو احتجاجاً!!. وهذه الغابة تتسع، وتأخذ أشكالاً دموية بامتياز.. وما علينا سوى أن نأخذ احداث أسبوع واحد في العراق لنكتشف نوعية المعركة الإرهابية التي وصلت إلى المقاهي، والمدارس، والأسواق الشعبية، وهذه لا علاقة لها بصراعات القوى.. قوى الحكم، والفساد، والنهب، وتجويع العراقيين وقتل روحهم العظيمة!!.