الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مؤتمر لندن يدعو لمزيد من الأموال لحماية اللاجئين السوريين

مؤتمر لندن يدعو لمزيد من الأموال لحماية اللاجئين السوريين

06.02.2016
سايمون كوليس



الرياض
الخميس 4-2-2016
    مع اقتراب الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب الأهلية في سورية، لاتزال الكارثة الإنسانية الملحة مستمرة، وفقد ربع مليون إنسان حياتهم حتى اليوم. وهناك حاجة لقيام المجتمع الدولي بتعزيز جهوده بدرجة كبيرة والعمل بشكل عاجل على مساعدة 18 مليون شخص هم بحاجة ماسة للمساعدة داخل سورية وفي الدول المجاورة.
تستضيف المملكة المتحدة اليوم مؤتمر "مساعدة سورية والمنطقة 2016"، بمشاركة ألمانيا والكويت والنرويج والأمم المتحدة. يتبنى هذا المؤتمر نهجاً جديداً طموحاً لمساعدة اللاجئين على الأمد البعيد: ذلك باتخاذ تدابير ملموسة لتوفير فرص العمل وسبل المعيشة لهم، وتحسين فرص التعليم لهم، ما يمنح اللاجئين المهارات التي يحتاجونها للمستقبل ويوفر لهم أفضل فرصة للعودة ناجحين إلى بلدهم.
كما يسعى مؤتمر لندن لمعالجة التحديات الإنسانية الهائلة التي يواجهها الشعب السوري، ولجمع مزيد من الأموال لتلبية الاحتياجات العاجلة وعلى المدى البعيد للمتضررين من الأزمة. حيث تدعو نداءات الإغاثة المنسقة من الأمم المتحدة لسنة 2016 إلى توفير 7.7 مليارات دولار. هذا إضافة إلى مبلغ 1.2 مليار دولار تحتاجه حكومات المنطقة المتأثرة بالأزمة والتي تستضيف اللاجئين.
المملكة المتحدة رائدة في قيادة محاولات معالجة الوضع في سورية، وقد انصب تركيز رئيس الوزراء باستمرار على الخروج بحل شامل لأزمة اللاجئين الحالية يعالج مسبباتها، بدلاً من مجرد الاستجابة لتبعاتها.
ذلك يعني العمل مع المجتمع الدولي لوضع نهاية للصراع الوحشي في سورية. تنطوي استراتيجية المملكة المتحدة الشاملة على ثلاث مسارات تشمل الأبعاد السياسية والعسكرية والإنسانية. فعلى الصعيد السياسي، تشارك المملكة المتحدة ضمن مجموعة الدعم الدولية لسورية التي تعمل لأجل التوصل لعملية انتقال سياسية إلى مستقبل سلمي. وعلى الصعيد العسكري، تساهم المملكة المتحدة بالحملة في المنطقة لهزيمة داعش. وعلى الصعيد الإنساني أيضا نبذل جهوداً هائلة باعتبارنا ثاني أكبر دولة مانحة بعد الولايات المتحدة، حيث رصدنا حتى الآن ما يفوق 1.1 مليار جنيه استرليني استجابة للأزمة في سورية والمنطقة لتوفير إعانات تشمل المواد الغذائية والمأوى والرعاية الطبية ومياه الشرب النظيفة لمئات آلاف المتضررين من الصراع.
كما إن الكرم الذي أبدته دول أخرى وعلى رأسها المملكة العربية السعودية قد أنقذ دون شك حياة الكثيرين وأتاح للناس البقاء قريبا من بلدهم، متجنبين الرحلات المحفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا.
لكن علينا جميعا فعل المزيد. علينا التحرك الآن لجعل سورية أكثر أماناً، مع النظر إلى إعادة الإعمار للمستقبل.
فسورية والشعب السوري بحاجة لمزيد من الأموال، ومزيد من الحماية، ومزيد من الفرص للمستقبل. وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مساعدة ما يربو على أربعة ملايين لاجئ في الدول المجاورة، إلى جانب أكثر من 13 مليون بحاجة لمساعدات إنسانية داخل سورية. والشعب السوري، وكل من يساعده، بحاجة للاطمئنان بأن المجتمع الدولي يساعدهم إلى ما بعد 2016.
يجمع مؤتمر لندن قيادات عالمية ومنظمات غير حكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لبحث بعض من أكثر المخاوف العاجلة التي برزت نتيجة لهذه الأزمة. وسوف يسعى لجمع قدر كبير من الأموال لتلبية الاحتياجات العاجلة وايضا على المدى البعيد للمتضررين من الوضع في سورية، ولمساعدة الدول المجاورة. وسيواصل الضغط على كافة أطراف الصراع لحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي. كما سيبحث سبل توفير فرص العمل والتعليم، ما يبعث الامل في نفوس من اضطروا للفرار من ديارهم.
من شأن ذلك أن يمهد السبيل أمام نقاش أوسع حول سبل استجابة المجتمع الدولي للأزمات المطولة قبيل انعقاد مؤتمر القمة العالمي حول العمل الإنساني في اسطنبول في مايو.
لا يمكن لهذا المؤتمر وحده حل المشاكل المعقدة التي تمر بها سورية، ويظل الحل السياسي ضرورياً لإنهاء الصراع. لكننا سنستمر، مع المملكة العربية السعودية وشركائنا الاخرين، في تسليط الضوء على الانتهاكات ضد المدنيين الأبرياء ونؤكد على أن الشعب السوري لن يغيب عن بالنا أبداً.
* السفير البريطاني لدى الرياض