الرئيسة \  واحة اللقاء  \  مؤتمر لندن وإنقاذ الشعب السوري

مؤتمر لندن وإنقاذ الشعب السوري

06.02.2016
فيليب بارهام



الاتحاد
الخميس 4-2-2016
مع اقتراب الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب الأهلية في سوريا، ما زالت الكارثة الإنسانية الملحة مستمرة، وفقد ربع مليون إنسان حياتهم حتى اليوم، وهناك حاجة لأن يعزز المجتمع الدولي جهوده بدرجة كبيرة والعمل الآن لمساعدة 18 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة داخل سوريا وفي الدول المجاورة.
تستضيف المملكة المتحدة اليوم الخميس 4 فبراير مؤتمر "مساعدة سوريا والمنطقة 2016"، بمشاركة ألمانيا والكويت والنرويج والأمم المتحدة. يتبنى هذا المؤتمر نهجاً جديداً طموحاً لمساعدة اللاجئين على المدى الأطول: ذلك باتخاذ تدابير ملموسة لتوفير فرص العمل وسبل المعيشة لهم، وتحسين فرص التعليم لهم - ما يمنح اللاجئين المهارات التي يحتاجونها للمستقبل ويوفر لهم أفضل فرصة للعودة ناجحين إلى بلدهم، كما يسعى مؤتمر لندن لمعالجة التحديات الإنسانية الهائلة التي يواجهها الشعب السوري، ولجمع قدر كبير من الأموال الجديدة لتلبية الاحتياجات العاجلة وعلى الأجل الأطول للمتضررين من الأزمة. حيث تدعو نداءات الإغاثة المنسقة من الأمم المتحدة لسنة 2016 إلى توفير 7.7 مليار دولار، هذا إضافة إلى مبلغ 1.2 مليار دولار تحتاجه حكومات الدول المجاورة لسوريا التي تستضيف اللاجئين.
المملكة المتحدة رائدة في قيادة محاولات معالجة الوضع في سوريا، وقد انصب تركيز رئيس الوزراء باستمرار على الخروج بحل شامل لأزمة اللاجئين يعالج مسبباتها، بالإضافة إلى الاستجابة لتبعاتها.
ذلك يعني العمل مع المجتمع الدولي لوضع نهاية للصراع الوحشي في سوريا. تنطوي استراتيجية المملكة المتحدة الشاملة على ثلاثة مسارات تشمل الأبعاد السياسية والعسكرية والإنسانية، فعلى الصعيد السياسي، تشارك المملكة المتحدة ضمن مجموعة الدعم الدولية لسوريا التي تعمل لأجل التوصل لعملية انتقال سياسية إلى مستقبل سلمي، كما ترأس بالمشاركة مع كل من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة مجموعة العمل المعنية بالتواصل الاستراتيجي التابعة للتحالف ضد "داعش"، وعلى الصعيد العسكري، تساهم المملكة المتحدة في الحملة الدائرة في المنطقة لهزيمة "داعش"، وعلى الصعيد الإنساني تعتبر المملكة المتحدة ثاني أكبر دولة مانحة بعد الولايات المتحدة، حيث رصدنا حتى الآن ما يفوق 1.1 مليار جنيه استرليني استجابة للأزمة في سوريا والمنطقة لتوفير إعانات تشمل المواد الغذائية والمأوى والرعاية الطبية ومياه الشرب النظيفة لمئات آلاف المتضررين من الصراع.
وتلعب دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً أدواراً حاسمة حيث هاجمت طائراتها مواقع "داعش" في سوريا، كما ساهمت بسخاء في المساعدات الإنسانية التي بلغت 2.2 مليار درهم بحلول نهاية العام الماضي، بالإضافة إلى مخيم ومستشفى الإماراتي الأردني المشترك للاجئين، وكذلك تمويل التطعيم ضد شلل الأطفال للأطفال في سوريا. لقد كان سخاء دولة الإمارات مثالاً في مؤتمرات الدول المانحة لدعم سوريا التي عقدت سابقاً في الكويت، كما أن الكرم الذي أبدته دول أخرى مجاورة كالأردن وتركيا ولبنان قد أنقذ دون شك حياة الكثيرين وأتاح للناس البقاء قريباً من بلدهم، متجنبين الرحلات المحفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا، لكن علينا جميعاً فعل المزيد. علينا التحرك لجعل سوريا أكثر أماناً الآن، مع النظر إلى إعادة الإعمار في المستقبل.
وقد دعت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال اجتماع مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إلى تعزيز خطى الشراكة والاستجابة الفاعلة لمختلف سيناريوهات الأزمات الإنسانية، وهذا بالضبط هو هدف مؤتمر لندن: مساعدة الشعب السوري ووضع خطة لاستجابة المجتمع الدولي للكوارث الإنسانية.
فسوريا والشعب السوري بحاجة لمزيد من الأموال، ومزيد من الحماية، ومزيد من الفرص للمستقبل. وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مساعدة ما يربو على أربعة ملايين لاجئ في الدول المجاورة، إلى جانب أكثر من 13 مليوناً بحاجة لمساعدات إنسانية داخل سوريا. والشعب السوري، وكل من يساعده، بحاجة للاطمئنان بأن المجتمع الدولي يساعدهم إلى ما بعد 2016.
يجمع مؤتمر لندن قيادات عالمية ومنظمات غير حكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لبحث بعض من أكثر المخاوف العاجلة التي برزت نتيجة لهذه الأزمة، وسوف يسعى لجمع قدر كبير من الأموال الجديدة لتلبية الاحتياجات العاجلة وعلى الأجل الأطول للمتضررين من الوضع في سوريا، ولمساعدة الدول المجاورة. وسيواصل الضغط على كل أطراف الصراع لحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي، كما سيبحث سبل توفير فرص العمل والتعليم للاجئين وأطفالهم، ما يبعث على أمل أكبر للمستقبل في نفوس من اضطروا للفرار من ديارهم.
من شأن ذلك أن يمهد السبيل أمام نقاش أوسع حول سبل استجابة المجتمع الدولي للأزمات المطولة قبيل انعقاد مؤتمر القمة العالمي حول العمل الإنساني في إسطنبول في مايو. لا يمكن لهذا المؤتمر وحده حل المشاكل المعقدة التي تمر بها سوريا، ويظل الحل السياسي العادل والدائم ضرورياً لإنهاء الصراع، لكن وبينما نفعل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك، يجب علينا أن نساعد الشعب السوري الآن.
ـ ــ ـ ــ ـ ـ
سفير المملكة المتحدة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة