الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  مآل صراع المُحِقِّين والمُبْطِلين من خلال قصة موسى مع فرعون -تفسير سورة الأعراف (الحلقة 17)

مآل صراع المُحِقِّين والمُبْطِلين من خلال قصة موسى مع فرعون -تفسير سورة الأعراف (الحلقة 17)

04.01.2021
الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي



مآل صراع المُحِقِّين والمُبْطِلين من خلال قصة موسى مع فرعون -تفسير سورة الأعراف (الحلقة 17)
الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي الحسني الهاشمي

وكانت المواجهةُ بين ربوبية الله الشاملة وألوهيته المطلقة، وبين ربوبية العبيد الزائفة وألوهيتهم المزعومة مُمثَّلة في فرعون الذي قال:﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ النازعات 24، وقال:﴿يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ القصص 38، مَثَلاً سائرا لكل طاغية جبار في كل عصر، مهما تأخر نصر الفئة المُحِقة أو طال أمد صراعها صَدَق فيها وعد الله بقوله:﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الروم 47، ومهما استأسدت الفئة المُبطلة أو انتفشت واستعلت وتجبرت، صدق فيها قوله عز وجل:﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ الإسراء 16، ومهما اسودت الآفاق في وجه المستضعفين المؤمنين، ونال منهم تعب السير، وأرهقتهم مشاق المسير، صدقهم الله وعده وأقام فيهم سنن عدله، فأنصف المظلوم من الظالم، ونصر الضعيف على القويّ، وجعل عزَّ المُحِق وذلَّ المُبْطِل أبد الدهر في نهايةِ المطاف حجته القاطعة على عباده، كما قال ابن زمرك الأندلسي:
فيا حجّة الله التي برهانها ... عزّ المحقّ به وذلّ المبطل
وصدق وعدُه تعالى عبادَه الصادقين الصامدين الواثقين في كل صولة حق على باطل، أو عدوان باطل على حق، قال عز وجل:﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ القصص 5.
لمتابعة القراءة انقرعلى الرابط التالي:
https://www.alhamdawi.com/files/files/araaf-17.pdf