الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لو قرأ لافروف ما كتبه جلالة الملك

لو قرأ لافروف ما كتبه جلالة الملك

06.02.2016
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الخميس 4-2-2016
لأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, مستفيدة بلاده من إطالة مصائب سوريا والشعب السوري "ومصائب قوم عند قوم فوائد", فإنه أضاف إلى تصريحاته السابقة تصريحاً جديداً, جاء توقيته مع اقتراب بدء المفاوضات أو المحادثات بين نظام بشار الأسد والمعارضة السورية, أكد فيه على أن الغارات الجوية الروسية ستتواصل وستستمر, "حتى القضاء على الجماعات المتطرفة" وهو يقصد بالطبع التشكيلات المسلحة المقاتلة التي شاركت في مؤتمر الرياض والتي ذهب بعضها إلى (جنيف3) في إطار وفد هذه المعارضة كجيش الإسلام وكالجيش السوري الحر.
لو أن لافروف, الذي كلُّ الطرق بينه وبين عمان سالكة وآمنة, تريث قليلاً قبل أن يطلق هذا التصريح, الذي أكد فيه على ما كان قاله في تصريحات سابقة, وقرأ ما كتبه عاهل الأردن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين, في صحيفة الـ "إند يبندا نت" البريطانية, عدد يوم الثلاثاء الماضي, عن هذا الصراع المحتدم في سوريا الذي أوشك على الدخول في عامه السادس بعد مقتل 250 ألفاً من السوريين و"تشريد أكثر من نصف سكان هذا البلد" وهذا بالإضافة إلى الدمار والخراب فأغلب الظن أنه, أي وزير الخارجية الروسي, سيشعر بتأنيب الضمير والخجل قبل أن يقول ما قاله.
لقد قال جلالته في هذا المقال الذي جاء عشية انعقاد مؤتمر المانحين في لندن: "حتى لو أحرز مؤتمر جنيف للسلام تقدماً وحتى لو هزمنا عصابة داعش الإرهابية والعصابات المرتبطة بها فإننا على الأرجح سنحتاج لسنوات لحل مشكلة اللاجئين (السوريين) وهذا يعني سنوات إضافية أخرى من الضغط المستمر على هؤلاء اللاجئين وعلى المجتمعات والبلدان التي تستضيفهم... إن اقتصادنا يوجه تحديّاً أكبر يتمثل في استضافة مليون و300 ألف لاجئ سوري وهذا بالإضافة إلى الأعداد التي استقبلها الأردن خلال صراعات أخرى في الماضي والحاضر القريب".
ألمْ يدرك لافروف, الذي يعتبر نفسه صديقاً للأردنيين ويعتبر دولته روسيا صديقة للأردن, يا ترى كَمْ أن صعوبات هذا البلد, الذي يعتبر بلده صديقاً له, قد تضاعفت منذ أن بدأت القوات الروسية عملياتها التدميرية في سوريا.. وألمْ يعلم أن غزوة "الشيخ مسكين" الأخيرة التي تمت بقرار روسي وبترتيبات عسكرية روسية, وهذا مخالف لاتفاق سابق مع موسكو, قد كلفت المملكة الأردنية الهاشمية المزيد من الضغط الأمني والمزيد من تدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود.. وبالتالي المزيد من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية وأعباءً أخرى من المفترض أنه يعرف أن الشعب الروسي (السوفياتي) واجهها خلال الحرب العالمية الثانية.
إن المفترض أن لافروف يعرف أن الهند قد دخلت في حرب طاحنة مع باكستان في بدايات سبعينات القرن الماضي تحت ضغط ملايين اللاجئين "البنغاليين" الذين فروا إليها بسبب العنف الذي تفجر في بنغلادش (باكستان الشرقية سابقاً) وإن المفترض أن وزير خارجية الدولة الكبرى روسيا يعرف أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد كان قد أرسل قواته لاحتلال لبنان بعد انفجار الحرب الأهلية بحجة أن سوريا لم تعد تحتمل المزيد من اللاجئين اللبنانيين بعد استقباله لنحو ربع مليون منهم !!
إن ما أريد قوله هو أن روسيا بما تفعله طائراتها وجيوشها في المدن والقرى السورية وما يمكن أن تفعله بعد تصريحات لافروف الأخيرة هذه تضيف إلى أعباء الأردن الكثيرة أعباءً جديدة وهذا يعني عندما تفتح الملفات دوليّاً أن يتحمل "هذا البلد الصديق", واللهم أحمنِ من أصدقائي أما أعدائي فإني كفيل بهم,حصته من التعويضات التي يجب دفْعها لمنْ بقوا أحياءً من الشعب السوري وأيضاً للدول المتضررة المجاورة ومن بينها هذا البلد المملكة الأردنية الهاشمية .