الرئيسة \  تقارير  \  لوموند: لم يعد هناك شك فطلائعها وصلت إلى تمبكتو.. مرتزقة فاغنر منتشرون بوسط مالي

لوموند: لم يعد هناك شك فطلائعها وصلت إلى تمبكتو.. مرتزقة فاغنر منتشرون بوسط مالي

10.01.2022
الجزيرة


الجزيرة         
الاحد 9/1/2022
قالت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية إنه لم يعد هناك شك في انتشار مرتزقة روس تابعين لشركة فاغنر الخاصة في مالي، وتحديدا في وسط البلاد، إلا أن وضع هذه الوحدة لا يزال غامضا، لأن موسكو لم تعط أي معلومات، في حين أن السلطات المالية مستمرة في نفيها إبرام أي عقد مع مجموعة فاغنر حتى الآن.
وأكدت الصحيفة -في تقرير مشترك بين سيريل بنسيمون وإليز فينسان- أن عدد القوات شبه العسكرية والجنود الروس في مالي كان يقدّر قبيل عيد الميلاد بـ40 فردا يتمركزون في قاعدة جوية قرب مطار العاصمة باماكو، ولكن هذا العدد قد يبلغ الآن بين 300 و350 رجلا تقدموا إلى تمبكتو، حسب مصادر فرنسية ومحلية متعددة.
وبسبب انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور سيارة، تلاه اشتباك مع جهاديين، انكشف أمر وجود هذه العناصر شبه العسكرية في وسط البلاد، ووقع هذا الهجوم في الثالث من يناير/كانون الثاني جنوب موبتي.
وتسبب في سقوط قتلى عدة على الجانب الجهادي وجرح واحد على الأقل من جانب مجموعة فاغنر، قبل أن ترتفع الحصيلة إلى قتيل وجريحين بين فاغنر، حسب معلومات الصحيفة.
التعايش مع القوات الأممية          
وقالت مصادر للصحيفة إن تزايد القوة المرتبطة بمجموعة فاغنر في مالي مؤكد، وإنهم، كما فعلوا في جمهورية أفريقيا الوسطى، يوفرون الدعم القتالي للقوات المسلحة المالية، وأكدت أن ما بين 300 و350 من المتحدثين بالروسية تم تحديدهم، وأن 200 منهم موجودون في سيغو وموبتي وسيفاري، فضلا عن بضع عشرات من الرجال في تمبكتو، حيث توجد القبعات الزرقاء لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، وذلك يطرح بشكل مباشر مشكلة التعايش بين هاتين القوتين الدوليتين المختلفتين في الأهداف والمبادئ وقواعد الاشتباك.
وأوضحت المصادر للوموند أن رجال مجموعة فاغنر والمدربين الروس المفترضين للقوات المسلحة المالية قد وصلوا إلى مالي بأعداد قليلة منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول عن طريق الجو، ولكنهم لم يمروا عبر الضوابط الحدودية المعتادة في مطار باماكو وأُنزلوا سرا في نهاية المدرج، ثم نُقلوا عن طريق البر تدريجيا إلى وسط مالي، رغم النفي الرسمي من قبل السلطات المالية.
ومع أن وجود مجموعة فاغنر والمدربين الروس لوحظ في ديسمبر/كانون الأول 2021، في باماكو أولا ثم في نارا وسيكاسو، فقد ثبت أن طلائعهم تحركت نحو وسط البلاد الأكثر تعرضا للقتال والأكثر انكشافا أمام أعين المراقبين، ولذلك وقع الاشتباك بينهم وبين الجهاديين في قلب دولة الدوغون التي تحتفظ فيها كتيبة ماسينا- المنتسبة إلى جماعة أنصار الدين المرتبطة بتنظيم القاعدة- بحكم المناطق خارج المدن، وذلك يعني أن نشر رجال فاغنر هناك ليس بالأمر الهين.
 خط الغضب
وتساءلت لوموند: هل الجماعة العسكرية التي استولت على السلطة في مالي تسعى لإعادة السيطرة على الأراضي التي خرجت من قبضة الدولة، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الخارجية والداخلية؟
وقالت إن هذه الجماعة إذا نجحت في كسب شعبية محلية من خلال محاكمات مناسبة ضد شخصيات من الأنظمة السابقة، فإنها تريد تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية فبراير/شباط 2022 إلى تاريخ بعيد في يناير/كانون الثاني 2026، وقد رفضت معظم الأحزاب السياسية في مالي هذه النية الواضحة للاحتفاظ بالسلطة، كما أن دول المنطقة والمنظمات الدولية منزعجة وقلقة من تدهور الوضع في مالي، مما يؤثر على جيرانها.
وقالت الصحيفة إن الأنظار تتجه الآن إلى قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا التي ستعقد اليوم الأحد، بعد أن قام مبعوثو الحكومة الانتقالية المالية بجولة في عواصم المنطقة لتقديم تقييمهم الجديد للأمور، إلا أن "خطا من الغضب" يرتسم بين رؤساء دول غرب أفريقيا، حسب مصدر فرنسي يقول إن "أولئك الذين كانوا أكثر ترددًا في تشديد العقوبات مثل التوغو، أصبحوا يدركون خطورة منطقهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن المنظمة، بعد إعلان حظر السفر على العديد من أعضاء القوة المالية الحالية، يمكنها أن تفرض حصارا على الحدود وتطلب تجميد حسابات مالي في البنك المركزي لدول غرب أفريقيا، ولكن هذه الإجراءات متطرفة ويمكن أن تؤدي إلى انهيار الاقتصاد المالي الهش ودفع جزء من السكان إلى ردود فعل قومية.
ومع ذلك "فالجميع داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا غاضب من السلطات المالية، وقد حان الوقت لتذكير الماليين بأنهم يحاصرون أنفسهم في منطق خطير"، كما حذر مراقب أجنبي في باماكو.
وخلصت الصحيفة إلى أن تقدم مجموعة فاغنر في مالي يطرح مشكلة في فرنسا، فمع أن القوات الروسية والفرنسية لا تتعايشان نظريا، إذ إن نحو 300 إلى 400 كيلومتر تفصل بين تمبكتو وموبتي من جهة، وغاو التي تقع فيها قاعدة "برخان" الرئيسية، إلا أن الجيش الفرنسي يقدم أيضا دعما قتاليا للجيش المالي، وهذا وضع متناقض.
المصدر : لوموند