الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لمن القرار في دمشق ؟!

لمن القرار في دمشق ؟!

26.04.2017
فيصل ملكاوي

الرأي الاردنية
الثلاثاء 25/4/2017
لو نظر (الرئيس السوري) لمسار الازمة بعيونه لا بعيون غيره ، ودقق في قدرة الاردن على التعامل مع بعدين فقط للازمة لعرف ان الاردن الذي استضاف اكثر من مليون ونصف لاجىء سوري ، ويقوم جيشه بحماية الحدود مع سوريا على الجانبين بطول اكثر من 370 كليومترا على مدار السنوات الماضية ، لادرك معنى السيادة الحقيقي ، لبلد كالاردن عجزت دول كبرى عن تحمل الاعباء التي تحملها ولعرف تماما ان المشهد السوري كان منذ وقت طويل قد تحول باتجاهات مفصلية لو لم يمارس الاردن السيادة بكل معنى الكلمة التي يمتلك ناصيتها وقرارها بكل اقتدار وهي الغائبة تماما على الجانب الاخر من الحدود.
لكن واضح ان الفراغ الهائل لدى ( الرئيس بشار الاسد ) ترك له ترف اجتراح نظرية فارغة ايضا في مفهوم السيادة ، منقطعة عن الواقع بالمطلق ففيما يترك القرار في سوريا برمته لغيره بمن يصفهم بالحلفاء ، صغيرهم قبل كبيرهم ، والميليشيات قبل الدول ، ينتهز فراغ الوقت ويحاول الخروج من العزلة ليمارس دور المحاضر (المتفرغ ) لاعطاء الدروس للجوار والعالم بموضوع السيادة والمشكلة ان ادارته للازمة السورية منذ اليوم الاول حتى هذه اللحظة بددت كل رصيد لسيادته ونظامه.
ربما الوصف المناسب لتصريحات ( بشارالاسد ) بانها تراجيديا كاملة ، اذ ان الاولى به قبل الحديث عن سيادة الدول الراسخة ان يقلق وينشغل باي مستوى وصل اليه وضع سيادته و نظامه ، خصوصا ان سيادة سوريا كما تشير التطورات ليست في ميزانه واولوياته ! وهذا يمكن تفسيره من جوهر ثقافة ( الممانعة ) وتاريخها ، فمفهوم السيادة ممطاط ومرن للغاية في هذه الثقافة ، التي تختزلها ببقاء الاشخاص في السلطة ، حتى لة ضاعت الدول والشعوب وسالت الدماء وحل الدمار كما هو الحال في سوريا.
هذه الحالة الغريبة من (الانكار ) والانفصال عن الواقع بالمناسبة ضربت كل الديكتاتوريات الصغيرة والكبيرة قبل لحظة الانهيار.
لو ارادت أي دولة في العالم اليوم مناقشة الأزمة السورية أو أي جانب منها فستتجه حتما إلى أي دولة أخرى في العالم فسيادة الرئيس والنظام ليس لهم صلة كبيرة بصنع القرار السوري ثم يتحدثون عن السيادة والقرار.
كما يقال في المثل فاقد الشيء لا يعطيه ، وكثرة الحديث عن مفهوم السيادة كما هي في حالة ( سيادة الرئيس ) تعبر بالضرورة عن حالة ازمة مستحكمه في هذا الشان ، بل والارجح انها باتت عقدة مركبة ، تؤرقه ، خصوصا لمن يعرف في قرارة نفسه انه اسهم كل الاسهام في ضياعها وفتح الابواب مشرعة لنهبها ، من كل صوب وحدب.
ولان كلام وتصريحات وتحليلات «سيادة الرئيس» ، منقطعة عن الواقع ، فلن يكون غريبا ايضا حالة ( الانكار ) التي يعيشها ، اذ انه لا يرى ابدا ،كل ما تراه الاعين ويرصده العالم من انهيار السيادة شبه الكاملة للنظام ورموزه ، فهو لا يزال يرى في الهزائم انتصارات ، وفي الهيمنة تحالفات ، ولا يتورع عن الادعاء ان الاحتفاظ ولو بمجرد موطئ قدم من الارض هي السيادة بعينها في مقابل ضياع الدولة برمتها