الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  لماذا لم تحترس ياأمير المؤمنين ؟

لماذا لم تحترس ياأمير المؤمنين ؟

26.07.2018
يحيى حاج يحيى




ذكر الطنطاويان : علي وناجي في كتابهما ( أخبار عمر ) أن عُيينة بن حصن قال لعمر : احترس ، وهو يحذره من الشعوبيين الذي أكل انتصار الإسلام أكبادهم !؟
وقد مر عمر بأبي لؤلؤة ، فقال له : بلغني أنك تقول : لو شئت لصنعت رحى تطحن بالريح ! فالتفت العلج إليه وعمر مع جماعة من أصحابه ، فقال : لأصنعن لك رحى يتحدث بها الناس !؟
فلما ولى قال عمر لمن معه : أوعدني ( يهددني ) العبد آنفاً !!؟
فمازال العلج يتحين الفرص حتى طعنه ، وهو يؤم الناس في الصلاة !؟ وكان الخبيث يضمر في نفسه مافعله ، فإذا مر بالسبي الصغار يأتي فيمسح رؤوسهم ويبكي ، ويقول : أكل عمر كبدي !؟
فلماذا يا أمير المؤمنين لم تحترس ، لو أنك استقبلت من أمرك ما استدبرت ، لكان عليك أن تفعل ما يفعل المحسوبون علينا حكاماً ، بضرباتهم الاستباقية  والحجز الاحتياطي ، مع أننا لم نصنع طواحين  ، ولا أوعدناهم ! وكل ما فعلنا طلبنا منهم أن يكونوا عادلين ، ليبقوا آمنين ، ونعيش سالمين !؟
رحمك الله يابن الخطاب  ، فقد كان السادات صاحب مقولة الديمقراطية لها أنياب يقول : أنا بتْرسم خطا عمر بن الخطاب !؟
ولكنك وكما قال حافظ إبراهيم في رائعته عنك :
أمنت لما أقمت العدل بينهُمُ - فنمت فيهم قرير العين هانيها!!
ورحمك الله حين سألت ، وأنت تنزف عن طاعنك ؟ فلما قيل : المجوسي أبو لؤلؤة ، حمدت الله قائلاً : الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجُّني عند الله بسجدة سجدها له قط ! ماكانت العرب لتقتلني !!!