الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لقاء حاسم ل "بوتين–اردوغان" اليوم في سوتشي..و"خريطة جديدة" للشمال السوري أبرز الملفات

لقاء حاسم ل "بوتين–اردوغان" اليوم في سوتشي..و"خريطة جديدة" للشمال السوري أبرز الملفات

23.10.2019
هبة محمد


القدس العربي
الثلاثاء 22/10/2019
دمشق – "القدس العربي" : عشية التحضيرات للقمة الروسية – التركية في "سوتشي" اليوم، أنهت الوحدات الكردية انسحاب عناصرها بسلاحهم الثقيل والخفيف، من مدينة رأس العين في ريف الحسكة، امتثالاً للاتفاق التركي – الأمريكي، وأكدت وزارة الدفاع التركية، خروج قافلة تضم نحو 125 عربة عسكرية تابعة لـ"قسد" من المدينة الحدودية، وذلك تزامناً مع انسحاب القوات الأمريكية من قواعدها ونقاطها العسكرية في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا، بعدما انسحبت من مدن الرقة ومنبج وعين العرب وعين عيسى شمالي سوريا، بأرتال عبر معبر سيمالكا إلى الأراضي العراقية.
تزامناً، خرجت مظاهرات أهلية غاضبة في أرياف دير الزور الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خوفاً من دخول قوات النظام ورفضاً لها، وذلك على ضوء إعلان الادارة الذاتية الاتفاق مع النظام السوري على عودته إدارياً إلى المنطقة، وذلك في ظل اعتراف "قسد" بانحسار سيطرتها المكانية، إلا أن اللافت قول القيادي السابق لدى الوحدات الكردية ادريس نعسان ان الوحدات الكردية رغم انسحابها "قد وضعت أرضية جيدة لمستقبل القضية الكردية وقضية الديمقراطية والتشارك في سوريا والمنطقة".
سياسياً، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إنه سيبحث مع الرئيس فلاديمير بوتين اليوم مستجدات الأوضاع في سوريا، و"بعد ذلك سنُقدم على الخطوات اللازمة، وذلك في كلمة له في منتدى تي آر تي وورلد، ولفت اردوغان إلى أن المدة المحددة لخروج الوحدات الكردية من المنطقة الآمنة بموجب الاتفاق التركي – الأمريكي، أوشكت على الانتهاء.
وحذّر الرئيس التركي من امتداد مشكلة الإرهاب واللاجئين إلى دول أخرى، قائلاً : "مخطئ من يعتقد بأن مشكلة الإرهاب واللاجئين ستظل محصورة بتركيا إلى الأبد.
المتحدث العسكري لـ "القدس العربي": "الجيش الوطني" على مسافة 28 كيلومتراً من الحدود
بدوره قال المسؤول في الكرملين يوري أوشاكوف للصحافيين يوم الاثنين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيبحثان العملية التركية في سوريا خلال اجتماعهما يوم الثلاثاء.
وبينما يترقب الشارع السوري، رسم خريطة باقي مدن الشمال السوري، الثلاثاء، وعلى رأسها مدينتا منبج وعين العرب، أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني لـ"القدس العربي" ان قوات قسد "انسحبت من رأس العين تماماً، لكنها لا تزال متواجدة ضمن نطاق المنطقة الآمنة على حدود التماس" مضيفاً "قواتنا متواجدة على عمق 25 إلى 28 كيلو متراً من عمق الاراضي السورية، ما بين تل أبيض ورأس العين، بينما يتواجد على الجبهات في الخطوط المقابلة لنا قوات من قسد". وأضاف الرائد يوسف الحمود "قواتنا لم تدخل المدينة بعد، بانتظار انتهاء المهلة وتعليق الاعمال العسكرية صباح الغد". وقال، رصدنا حتى الان 130 عربة لقسد انحسبت من مناطق الاشتباكات لكنها لا تزال في حدود المنطقة الامنة المشمولة بالاتفاق التركي – الأمريكي.
وحول وضع مدينتي منبج وعين العرب بريف حلب، اعتبر الرائد يوسف الحمود ان تواجد النظام هناك "إعلامي فقط" مضيفاً "النظام لم يعلن رسمياً دخوله إلى منج وعين العرب، انما تواجده اعلامي" ولفت إلى ان عناصر النظام تتواجد على بعض الحواجز المشتركة مع قسد بتعداد 3 عناصر لكل حاجز في منطقة "المشيرفة" بريف منبج، وقاعدة و"العريمة".
اما ما تبقى، فكل الارتال التي دخلت إلى المدينة "هي ارتال البي ي دي، التي خرجت من مدينة حلب، وكانت متواجدة في الشيخ مقصود والاشرفية وغيرهما، اضافة إلى العناصر التي كانت متواجدة في عفرين وريفها قبل تحريرها". وأكدت غرفة عمليات نبع السلام ان الجيش التركي انشأ نقطة مراقبة عسكرية في قرية صالحة الجنوبية بريف رأس العين الغربي.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم "قسد" كينو كبريئل حول إخلاء المدينة "في إطار اتفاق الوقف المؤقت للعمليات العسكرية مع الجانب التركي وبوساطة أمريكية، تمّ اليوم إخلاء مدينة رأس العين من مقاتلي "قسد" بشكل كامل، ولم يعد لدينا أي مقاتلين داخل المدينة".
وخرجت مظاهرات رافضة لدخول قوات النظام السوري والمليشيات الداعمة له في ريف ديرالزور الشرقي، وقالت مصادر أهلية لـ"القدس العربي" إن أبناء مدن هجين والشعفة والباغوز الواقعة تحت سيطرة قسد وتشهد تواجداً مباشراً للجيش الأمريكي وجنود التحالف، خرجوا في مظاهرات غاضبة طالبت بإسقاط النظام وخروج المليشيات الإيرانية والقوات الروسية من سوريا.
ولفتت المصادر إلى ان هذه المظاهرات قد خرجت أسوة بمظاهرات مماثلة خرج بها أهالي الريف الشمالي (الشرقي والغربي) تحت شعار "دير الزور ترفض الأسد" وذلك بهدف اخراج قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية من المنطقة.
الباحث السياسي فراس علاوي قال ان المظاهرات التي تشهدها أرياف دير الزور هي ليست حديثة، انما زادت بعد عملية نبع السلام وإعلان الادارة الذاتية الوصول لاتفاق مع نظام الأسد على عودة النظام إداريا للمنطقة، وقال ان هذه البلدات شهدت حراكاً شعبياً ومظاهرات طالبت بتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعاشية وإعادة تأهيل البنية التحتية خلال فترة سيطرة قسد" مؤكداً على وجود عدد كبير من ابنائها في فصائل متحالفة مع قسد مثل مجلس دير الزور العسكري. وأوضح علاوي لـ"القدس العربي"، أنه بعد عملية نبع السلام خرجت مظاهرات تركزت في ريف دير الزور الشمالي الخاضع لسيطرة "قسد" على امتداد الريف من حدود محافظة الرقة غرباً حتى الباغوز شرقاً، وتركزت في قرى الريف الشمالي وتوسعت لتشمل معظم تلك القرى حيث طالبت برفض عودة نظام الأسد وطرد الميليشيات الايرانية من المنطقة ورفض أي اتفاق بين نظام الأسد وقسد حول إدارة المنطقة.
وعلى الطرف النقيض، اعتبر إدريس نعسان وهو مسؤول لدى قوات قسد، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك" ان الوحدات الكردية قد وضعت أرضية جيدة لمستقبل القضية الكردية وكتب نعسان "أيا تكن الخاتمة في شمال شرقي سوريا ومهما يكن شكل الحل او لنقل تقاسم النفوذ في سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية وقبلها وحدات حماية الشعب والمرأة والأطر السياسية الإدارية قد وضعت أرضية جيدة لمستقبل القضية الكردية وقضية الديمقراطية والتشارك في سوريا والمنطقة… فالقائلون بأن الجهود التي بذلك خلال السنوات المنصرمة الأخيرة ولا سيما منذ 19 تموز 2012 قد شارفت على الانقضاء والتلاشي مخطئون كثيراً".