اخر تحديث
الجمعة-03/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ لحنُ القَول : بين الخير والشرّ .. وبين السياسة والنفاق !
لحنُ القَول : بين الخير والشرّ .. وبين السياسة والنفاق !
27.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال أحدهم في شعره : وخيرُ الكلام ، ما كان لحناً !
أيْ : ما عُرف بالمعنى ، ولم يُصرَّح به !
قال عالم اللغة ، أبو زيد : (لحَنتُ له ( بالفتح ) ألحَن لحناً : إذا قلتُ له قولاً ، يفهمه ، ويخفى على غيره ). ولحِنَه ، هو، عنّي بالكسر ، يلحَنه لحناً ، أيْ : فهمَه . وألحنتُه ، أنا ، إيّاه .. ولاحنتُ الناسَ فاطنتُهُم ، قال الفزاري :
وحديثٌ ألذُّه ، هو ممّا يَنعَت الناعتون ، يوزَن وَزنا !
منطقٌ رائعٌ ، وتَلحَن أحياناً ، وخيرُ الحديث ما كان لحَنا !
يريد أنها تتكلّم بشيء ، وهي تريد غيره ، وتعرّض ، في حديثها، فتزيلُه عن جهته ؛ من فطنتها وذكائها. وقد قال تعالى : (ولتَعرفنّهم في لحن القول) ، وقال القتّال الكلِابي :
ولقد وَحَيتُ لكم ، لكَيما تَفهموا ولحَنتُ لحناً ليسَ بالمرتابِ !
وقال مَرّار الأسدي :
ولحّنتِ لحناً ، فيه غشٌ ، ورابَني صُدودُكِ ، تُرضينَ الوُشاةَ الأعاديا !
قد تلتبس السياسة بالنفاق ، وقد يلتبس النفاق بالسياسة ..
وقد تدخل عناصر مختلفة ، في المسألة ، مثل :
المصانعة .. المسايرة .. المجاملة ..! وكثيرٌ من هذه العناصر، يكون في الخير، وبعضُها يكون في الشرّ!
كما قد تدخل عناصر مختلفة ، من نوع آخر، مثل : المكر، والكيد ، والخديعة ، والمراوغة ..! وأكثر هذه العناصر، يكون في الشرّ؛ إلاّ ماكان نوعاً من المَكر الحَسن ! أمّا المَكرُ السيّء ، فمذموم ، وهو: لا يَحيق إلاّ بأهله !
وقد ورد في الحديث الشريف: الحربُ خُدعة !
كما ورد في السيرة ، أن النبيّ طلب ، من موفَدَيه ، لاستقصاء موقف قريظة ، حين بلغه نبأ تآمرها ، مع قريش، في معركة الخندق : أن يَلحَنا له لحناً يعرفه ، كيلا يصرّحا بالخبر؛ فيفتّ في عضد المسلمين ؛ إن صحّ خبرُ تآمر قريظة ، مع قريش ، فقالا له ، حين رجعا:(عَضَل والقارّة) ! أيْ : أن قريظة غدرت ، كغَدر عضَل والقارّة ، بمجموعة المسلمين ، الذين انتُدبوا ، ليعلّموهم القرآن ! وكانت هذه إشارة واضحة ، فهمها النبيّ ، دون الآخرين !
فكيف يَميز العاقل ، لحنَ الخير، من لحن الشرّ ، بين هذه المصطلحات !؟
هنا ، تدخل عناصر كثيرة ، تساعد ، في معرفة لحن الخير، ولحن الشرّ ، منها:
المعرفة الشخصية ، ومعرفة نيّة اللاحن ، والموقف الذي يُلحن فيه اللحن !
وقد يكون اللحن واجباً ، أحياناً .. ويكون مستحبّاً ، أحياناً ، ويكون مذموماً ، أحياناً !
وإدراكُ هذا ، كلّه ، من شأن الألباب ، والألبّاء!