الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لا للتطبيع مع بشار

لا للتطبيع مع بشار

17.01.2019
ابتسام آل سعد


 
الشرق القطرية
الاربعاء 16/1/2019
"قطر لا تزال تعارض إعادة تفعيل عضوية سوريا في الجامعة العربية في ظل بقاء الشعب السوري تحت قصف النظام، كما أن التطبيع مع نظام بشار في هذه المرحلة هو تطبيع مع شخص تورط في جرائم حرب، وهذا الأمر يجب ألا يكون مقبولا، كما أننا في الدوحة لا نجد ضرورة لفتح سفارة لدمشق".
بهذه الكلمات العقلانية جداً أجاب سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني على سؤال حول إمكانية أن تعيد قطر علاقاتها الدبلوماسية مع حكومة بشار الأسد من جديد أو أن توافق على فتح سفارة لها في عمق العاصمة القطرية وهو بهذا يسد باباً فتحته أبوظبي والمنامة بعد إعادة علاقاتهما مع نظام بشار وفتح سفارة الإمارات في العاصمة دمشق بحضور شخصيات سورية وعربية احتفت وقتها بهذا الحدث الذي ظن الواهمون بعده أن قطر يمكنها أن تسير في هذه الموجة الخليجية التي تجاهلت كل تلك المجازر الفظيعة التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها نظام بشار الأسد ضد شعبه الأعزل وعلى إثر هذه السياسة الدموية تشرد الملايين منهم ما بين لاجئ على الحدود المشتركة بين سوريا والأردن ولبنان وتركيا وبين هائم على وجهه في هذه الدول دون عائل أو لقمة يسد بها رمقه، بينما قُتل عشرات الآلاف منهم دون ذنب ما بين غازات سامة وكيماوي حارق وقنابل وبراميل متفجرة وتدمير قراهم ومنازلهم وإيفاد الأمم المتحدة عشرات لجان تحقيق دون طائل وكأن العالم كله قد تواطأ مع هذا النظام الغادر القاتل لتأتي بعض الدول الخليجية وتكافئ هذا النظام الإرهابي بإعادة العلاقات معه سبقتها زيارة معلنة ورسمية لعمر البشير وهو أول رئيس عربي يقوم بزيارة سوريا والالتقاء ببشار بعد تفجر الثورة السورية التي تحولت بقدرة قادر إلى حرب عمياء داخل العمق السوري وعلى حدودها والحمدلله أن قطر كعادتها لم تخيب آمال الذين يرون فيها نصيرة الشعوب المظلومة المكلومة وها هي ذي تأتي الإجابة الحازمة من رأس الهرم الدبلوماسي فيها وأنه لا (تطبيع) مع هذا النظام الفاشي الذي يقتل الأبرياء على أرضه ما بين أطفال ونساء ورجال وشباب وعجائز وشيوخ تماماً كما لم تجد الدوحة أن هناك ضرورة تستدعي أن تفتح لهذا النظام القاتل أي سفارة رسمية معتمدة على أرضها وتعارض في الوقت نفسه أن تقوم الجامعة العربية باستعادة كرسي سوريا على طاولة القمم العربية في ظل ما وصفه الشيخ محمد أنه تطبيع مع (مجرم حرب) ويعني بشار الأسد !.
على الجانب الآخر فإن مسألة (التطبيع الخليجي) مع النظام السوري الذي لا يقل إرهاباً عن النظام في إسرائيل والذي تتجه بعض الأنظمة الخليجية إلى مد جسور التواصل معه باتت مسألة شبه طبيعية فهذه الأنظمة بعد مخططاتها الآثمة ضد قطر ومحاولة غزوها عسكرياً وقلب نظام الحكم فيها لم يعد هناك شيء مستغرب منها فالأنظمة باتت على أشكالها تقع وتحديداً ما أصبحت تمثله حكومة أبوظبي التي عاثت في الخليج فساداً وفرقة وشتاتاً واليوم تظهر بصماتها الواضحة في زعزعة ليبيا والصومال واليمن ومحاولة الاستيلاء على ثروات قطر وهز سمعتها في الأوساط الخارجية ليعود كل ما تحاوله ضد قطر إليها في خلخلة أركان اقتصادها ومؤسساتها الاستثمارية والمالية ولذا لم يكن على مثل هذه الحكومة أن تعيد صداقتها مع نظام يمثل في الحقيقة وجهاً آخر لحكومة الشر لهذه الإمارة المارقة التي شاركت يوماً مخابراتها استخبارات نظام الأسد في تتبع قيادات المقاومة الوطنية السورية من خلال تزويدهم بأجهزة اتصال متقدمة وخداعهم بوقوف إمارة الشر معهم حتى جاء الوقت الذي قصفت طائرات النظام مواقع المقاومة السورية وأوقعت منهم القتلى والجرحى بفضل هذه الأجهزة التي لم يكن من الصعب تتبعها بفضل أبوظبي التي تؤوي حتى هذه اللحظة شقيقة وأقارب لبشار الأسد منذ اللحظات الأولى للثورة التي تجاوزت ست سنين مارس فيها بشار كل فنون القتل والتهجير والتعذيب والاعتقالات والإخفاء القسري والاختطاف واصطياد المعارضين في دول المهجر بحق شعبه وعليه فإن فكرة (التطبيع) مع هذا النظام الفاشي والنازي بالنسبة إلى قطر لا يمكن أن يتحقق ما دام هناك شعب أعزل يتعرض لتصفية متعمدة وتشريد قسري وتدمير للأرض وانتهاك للعرض ومتى اختار الشعب من يحكمه لا ما يُفرض عليه فإن الدوحة جاهزة لمد أواصر العلاقة مع دمشق ولكن الآن لا.. تسمعونها؟! لا !.
فاصلة أخيرة:
عرسال الجرح الذي ينزف في كل مرة ويجد من يطببه لا من يشفيه!.