الرئيسة \  مشاركات  \  لامشكلة لعاقل مع عدوّه أمّا مشكلات الأقارب والأصدقاء فحدّث عنها ولاحرج!

لامشكلة لعاقل مع عدوّه أمّا مشكلات الأقارب والأصدقاء فحدّث عنها ولاحرج!

27.04.2021
عبدالله عيسى السلامة




قلّما يشكو العقلاء من أعدائهم ؛ فهم يعلمون أنهم أعداء ، والعدوّ يتوقّع منه المرء كلّ أذى، لنفس المرء وأهله وماله ! 
أمّا الأقارب والأصدقاء ، فالشكوى منهم كثيرة ، منبثّة في بطون الكتب ، شعراً ونثراً ، وما زال الناس يردّدونها ، على اختلاف العصور ، وفي سائر الأمكنة !
قال الشاعرالقديم :
 وظلمُ ذوي القربى أشدّ مضاضة    على المرء ، من وقع الحسام المهنّدِ !
وقال شاعر آخر: 
احذر عدوّك مرّة   واحذر صديقك ألفَ مرّهْ
فلربّما انقلب الصديق ؛ فكان أعلمَ بالمضرّهْ
وقال شاعر آخر:
قوميْ همُ قتلوا ، أمَيمَ ، أخي    وإذا رَميتُ أصابني سهمي
ولئنْ عفوتُ لأعفونْ جللاً      ولئنْ سطوتُ لأوهننْ عظمي
هذا عن ظلم الأقارب ! أمّا ظلم الأصدقاء المقرّبين ، فحسبنا مقولة الإمبراطور يوليوس قيصر، الذي تآمر عليه أعداؤه ، وطعنوه غدراً ، ثمّ التفت فرأى بينهم ربيبَه بروتوس ، محلّ ثقته ، المقرّب منه جدّاً ..  نقول حسبنا ، هنا ، مقولة يوليوس قيصر: حتى أنت يابروتوس !؟ التي ذهبت مثلاً ، لاستنكار الغدر، على مرّ السنين !
والسؤال ، هنا : إذا كان ظلم الأقارب والأصدقاء ممجوجاً مرفوضاً .. فما الحال ، في ظلم الذين يسمّون أنفسهم ، معارضات سياسية ، ويتظاهرون بنصرة المعارضة ، وهم من أعدى أعدائها ؛ سواء أكانوا عملاء للأنظمة الظالمة ، أم كانوا عملاء لجهات أجنبية ، تمكر بالمعارضة ، وتكيد لها ، وتتربّص بها الدوائر!؟