الرئيسة \  تقارير  \  لاكروا: مالي تلغي اتفاقياتها العسكرية مع فرنسا.. فما مغزى ذلك؟

لاكروا: مالي تلغي اتفاقياتها العسكرية مع فرنسا.. فما مغزى ذلك؟

07.05.2022
الجزيرة


الجزيرة
الخميس 5/5/2022
أعلن المجلس العسكري الحاكم في مالي إلغاء الاتفاقيات الدفاعية الموقعة مع فرنسا وشركائها الأوروبيين، معبرا عن احتجاجه على "الانتهاكات الصارخة" التي ترتكبها القوات الفرنسية الموجودة في البلاد ضد السيادة الوطنية و"خروقاتها الكثيرة" للمجال الجوي المالي.
وشدد المجلس على أن وجود القوات الفرنسية في مالي لم يعد قانونيا، لكن من غير المرجح أن يردع ذلك باريس عن مواصلة عملياتها السرية ضد الجهاديين في مالي، وفقا لتحليل بصحيفة لاكروا (La Croix) الفرنسية.
وبدأ الكاتب في الصحيفة لوران لارشي تحليله بالتأكيد على أن ما قامت به باماكو هو بعبارة أخرى إلغاء الإطار القانوني الذي تم بموجبه التدخل الفرنسي عبر عمليتي سيرفال ثم برخان في مالي منذ عام 2013، ناهيك عن فسخ الاتفاقيات التي كانت تحكم تدخل القوات الأوروبية المنخرطة في محاربة الإرهاب على الأراضي المالية.
وبينما لا يزال أكثر من ألفي جندي فرنسي موجودين في شمال البلاد -خاصة في قاعدة غاو- فإن إعلان مالي في الوقت الحالي لا يُتوقع -حسب لارشي- أن يغير موقف القوات الفرنسية ووضعها داخل الأراضي المالية.
والواقع -حسب الكاتب- أن القوات الفرنسية بدأت الانسحاب من مالي منذ الصيف الماضي، وتسارعت وتيرة هذا الانسحاب بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتهاء عملية برخان في 17 فبراير/شباط الماضي.
وأوضح لارشي أن باريس سلمت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021 القواعد التي كانت قوات برخان تنتشر فيها واحدة تلو الأخرى للقوات المالية.
وذكر أن آخر تلك القواعد هي قاعدة "غوسي" (Gossi) التي تسلمتها القوات المالية يوم 19 أبريل/نيسان الماضي، مشيرا إلى أن القوات الفرنسية لم تعد منتشرة في هذا البلد سوى في قاعدتين فقط هما قاعدة ميناكا التي يجري فك ارتباط الفرنسيين بها، وقاعدة غاو التي يتوقع أن يستغرق تفكيكها شهورا.
وشكك الكاتب في احتمال تسريع عملية خروج القوات الفرنسية نتيجة ما تواجهه من تعقيد لوجستي ولكونها تتم في بيئة شديدة العداء.
وقال إن القوافل المنسحبة ستكون دائما تحت حماية وإشراف القوات الفرنسية على الأرض وكذلك في الجو، وسيتم تحييد التهديدات والأعداء الذين يتم اكتشافهم في طريق هذه القوافل.
وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب -يقول لارشي- إن فرنسا لن تنفذ بعد الآن بشكل رسمي مهمة عسكرية في مالي، لكن ثمة اعتقاد واسع بأنها لن تتوانى عن ضرب الجهاديين الذين تكتشفهم في هذا البلد إذا أتيحت لها الفرصة والوسائل.
المصدر : لاكروا