الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لافروف إلى دمشق..لمواجهة الأسد بصعوبة موقفه؟ 

لافروف إلى دمشق..لمواجهة الأسد بصعوبة موقفه؟ 

07.09.2020
المدن


المدن  
الاحد 6/9/2020 
قالت مصادر في المعارضة السورية ل"المدن"، إنها تتوقع أن يبحث وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مع قيادة النظام في دمشق الواقع الاقتصادي الصعب في سوريا، والتطورات الميدانية في كل من إدلب والبادية. 
وكانت مصادر إعلامية ودبلوماسية كشفت أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيتوجه إلى دمشق خلال أيام، من أجل بحث ملفات القضية السورية مع رئيس النظام بشار الأسد. وقالت وكالة الأنباء الألمانية الجمعة، إن لافروف سيزور سوريا الأسبوع المقبل "لبحث مكافحة الإرهاب ومناقشة القيادة السورية حول نتائج عمل اللجنة الدستورية". 
لكن صحيفة "الشرق الأوسط" نقلت السبت، عن مصدر دبلوماسي روسي أن "الوفد الذي سيتوجه إلى دمشق سيضم مسؤولين سياسيين وعسكريين واقتصاديين بالإضافة إلى شخصيات بارزة، بهدف إجراء مناقشة شاملة حول الملفات المتعلقة بالوضع في سوريا مع المسؤولين في النظام وعلى رأسهم بشار الأسد". 
ورأت مصادر المعارضة أن الوفد الروسي سيضع النظام بمواجهة الحقائق الصعبة التي ترفض دمشق الاعتراف بها، وهي أنه من دون تقديم تنازلات حقيقية على الصعيد الدبلوماسي والسياسي فإن الأمور ستتجه للأسوأ، خاصة مع تصاعد هجمات تنظيم "داعش" في البادية، وإعلان الولايات المتحدة تأييدها للموقف التركي في إدلب، الأمر الذي شجع أنقرة على إطلاق تصريحات قوية خلال اليومين الماضيين. 
وأضافت المصادر أن "روسيا طلبت من الأميركيين التمهل في إصدار الحزمة الرابعة من العقوبات الاقتصادية ضمن قانون (قيصر)، والتي من شأنها أن تعقّد مساعي إطلاق عملية إعادة الإعمار المستقبلية أكثر، خاصة وأنه من المتوقع أن تشمل شخصيات ومؤسسات غير سورية، من لبنان وايران والإمارات وربما روسيا أيضاً". وقالت إن موسكو وعدت بممارسة ضغط أكبر على النظام للإنخراط الجدي في العملية السياسية المتعثرة حتى الآن. 
وكانت موسكو قد عبّرت عن رضاها عن سير الجولة الثالثة من أعمال اللجنة الدستورية السورية التي جرت الاسبوع الماضي في العاصمة السويسرية جنيف، وقال لافروف إن "الجولة كانت جيدة ومثمرة إلى حد كبير". 
وتأتي زيارة لافروف بعد أيام من زيارة وفد من الإدارة الذاتية الكردية إلى موسكو، بحث خلالها مع القيادة الروسية ملفات سياسية واقتصادية تتعلق بمشاركة الإدارة في العملية الدبلوماسية حول سوريا، ومنح موسكو حصة من الاستثمارات في نفط المنطقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، مقابل تسهيل دخولها في المفاوضات وتعزيز موقفها بمواجهة الجانب التركي. 
كما تأتي الزيارة في ظل حراك متصاعد في الملف السوري دبلوماسياً، إذ شهد الأسبوعان الماضيان لقاءات بين ممثلي الإئتلاف الوطني المعارض وعدد من مسؤولي الدول المؤثرة في الملف السوري، بينهم مبعوثو الإدارة والخارجية الأميركية، ومبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، وعُقدت هذه اللقاءات في جنيف وأنقرة. 
وتعتقد مصادر المعارضة أن تحديد موعد قريب للجولة الرابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية سيكون أول بند على جدول أعمال الوفد الروسي في دمشق، مشيرة إلى أن اتفاقاً أولياً جرى بين موسكو وأنقرة والمبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن من أجل عقد هذه الجولة في الاسبوع الأخير من أيلول/سبتمبر. 
وأوضحت مصادر المعارضة أن "هذا الاتفاق بين الأطراف الثلاثة تدعمه واشنطن، وأنه جرى التوافق المبدئي عليه خلال زيارة الوفد التركي الأخيرة إلى موسكو يوم الثلاثاء، حيث كانت العاصمة الروسية وجهة للعديد من الوفود الممثلة لأطراف فاعلة في القضية السورية الأسبوع الماضي". وأضافت أنه رغم عدم توجه أي مسؤول أميركي إلى موسكو في هذه الفترة، إلا أن الاتصالات بين الروس والأميركيين حول المسألة السورية كانت تجري أولاً بأول، مع تزايد الشعور الروسي بالجدية الأميركية غير المسبوقة منذ العام 2015 بهذا الملف.