الرئيسة \  واحة اللقاء  \  كيف يفكر من يؤيدون بشار والروس!!

كيف يفكر من يؤيدون بشار والروس!!

24.12.2016
عدنان سليم أبو هليل


الشرق القطرية
22/12/2016
المجازر بحق أهلنا في حلب أنطقت الحجر وأسمعت الأصم غير أن فئة من بني جلدتنا يبحثون عما يدين الضحية ويؤيد المجرم ؛ هم قلة ؛ وأكثرهم منتفعون ومتحزبون وبعضهم يحملون بين جوانحهم خيرا غير أنهم كسالى وجبناء فيتعامون عن الحق ليستقيلوا من الواجب ؛ ومنهم من لديه اشتباه في الرؤية ..
هؤلاء المشتبِهون أعنيهم اليوم ؛ فما الذي يحملهم على مناصرة الباطل ولماذا يتذكرون مزايا الفاجر ويتجاهلون خزاياه ؟ هل لا يرون قبائحه ولا يشمون نتنه ؟ وهل المطلوب مناقشتهم أم نسبهم ونشتمهم ونجمعهم في صورة واحدة مع المتهتكين أخلاقيا المتعوّجين مسلكيا المعاقين وطنيا ؟ وأقول :
هؤلاء النفر لا يجمعون الصورة بكل أطرافها وتفاصيلها ؛ وينظرون للأمور من ثقب فترة كان فيها النظام يدعم المقاومة ، ويتذكرون أنه حارب ( إسرائيل ) في 73 ، وأنه ظل ممانعا رافضا لعملية التسوية في الوقت الذي تهتك فيه الموقف الرسمي الفلسطيني ، هذه - في نظرهم – صورة دائمة للنظام وكافية وكفيلة لتجاوز أي إساءة منه مهما عظمت بالأخص عندما يقارنونه بنظم أخرى لا تقل عنه استبدادا وخبثا وقسوة ، وتجمع مع ذلك الخيانة العظمى والهزيمة الماحقة والفساد القبيح ولكنهم لم يروا خيانات النظام في ال67 وتسليمه الجولان ، ولم يروا مجازره في مخيم تل الزعتر الفلسطيني ، ولم يروا استبداده بشعبه ومجازر حماة ثم حلب وقتله أكثر من ثلاثة أرباع مليون نسمة حتى الآن وتهجيره أكثر من عشرة ملايين داخل وخارج سوريا .
مشكلة هؤلاء أيضا أنهم لا يحدّثون معلوماتهم السياسية ؛ فهم لم ينظروا إلى مستجدات وواقع المنطقة وأن روسيا التي تدعم النظام وتقتل شعبه اليوم دخلت الحلف الصهيوني من أقبح أبوابه ، وأن أمريكا التي تدعي دعم الثورة هي أمريكا التي لا تعترض على التدخل الروسي والتي تمنع تسليح المعارضة ، والتي اتفقت مع إيران وتغض الطرف عن الحوثي وانقلابه ، وأن النظام وحزب نصر الله قد استبدلا المقاومة ودعمها بعداوتها وبدعم النظامين العراقي والسيساوي ودعم السلطة .
ومشكلتهم أيضا أنهم لم يفهموا طبيعة المعركة بين النظام وشعبه وعلاقتها بالصراع الكلي وبالعدوان على الأمة والإسلام ، ولم يفرقوا بين الحرب الطائفية القذرة التي يخوضها وبين الحروب السياسية وحروب المصالح التي كان يخوضها مع البعض ، ولم يدركوا أن حربه هذه تقع في إطار خدمة المشروع الأمريكي الروسي الغربي الصهيوني لتقسيم المنطقة وشغلها بالطائفية وإرهاقها بالخلافات البينية وما صار يسمى ( الجيل الرابع من الحروب ) الذي يعتمد على الفتن الداخلية دون تكاليف تذكر على الدولة المحرّكة .
وعليه ؛ فإذا كان سقوط حلب مؤلما ؛ فإن الأشد إيلاما هو سقوط هؤلاء الذين لا ينقصهم الإخلاص في دعايات وترويجات النظام ، وفي عدم قدرتهم على تفهّم الاختلاف ، وأن معظمهم منساقون مع حب الأمة والغيرة على شرفها الوطني والثوري ولكن مع جهل تائه فيجد النظام فينا ومنا من يؤيده مهما فعل .
آخر القول : لنستمع لمخالفينا في الموقف من جرائم بشار فليسوا كلهم فجرة وقتلة ، ولنخض نقاشاتنا معهم تفصيليا على الفرق بين واقع نظام بشار وماضيه ومستحدثاته ؛ فذلك خير من التراجم بالأوصاف والتواجه بالاتهامات .