كيف سيصل لقاح كورونا إلى مناطق المعارضة السورية؟

عمر يوسف - شمال سوريا
الجزيرة
الاحد 21/2/2021
في مستشفى الزراعة (وسط مدينة إدلب شمالي سوريا)، وداخل قسم العناية المركزة؛ يخوض الأطباء مع أكثر من 10 مرضى مصابين بفيروس كورونا معركة حاسمة لإنقاذ أرواحهم من الوباء، في منطقة أنهكتها الحرب ونقص الموارد وتردي الحالة المعيشية للسكان.
يجتهد الأطباء في القسم مثل خلية النحل لمراقبة حالة المرضى، بعد أن أصبحوا يتنفسون عبر أجهزة التنفس الاصطناعي، على أمل أن يستعيدوا طاقتهم ويتماثلوا للشفاء في أقرب وقت.
الجزيرة نت تزور أحد المخيمات.. ملايين النازحين السوريين في خطر بعد الفيتو الروسي الصيني بشأن المساعدات
وخارج المستشفى في إدلب، التي باتت أكبر تجمع سكني يستضيف مئات الآلاف من النازحين، ينتظر الأصحاء من المدنيين وصول لقاح كورونا، ويحاول معظمهم تحاشي الإصابة بالفيروس، وإن كان بشكل نسبي، حيث لا تشاهد هنا حالة من الالتزام الكامل بسبل الوقاية الفردية عبر ارتداء الكمامة الطبية أو استخدام مواد التعقيم في الأماكن العامة.
وفي جولة بمدينة إدلب تبدو الحياة تسير بنمط اعتيادي؛ فالأسواق شبه مزدحمة وحركة المارة والسيارات لا تعكس أن هنالك جائحة لا تزال تهدد البشرية وتفتك بالآلاف حول العالم.
ويعتقد فراس رحال -وهو بائع ملابس مستعملة في إدلب- أن الأهالي منشغلون بتأمين لقمة العيش وسبل الحياة أكثر من التفكير بالعدوى والمرض، الذي يصفه بأنه عبارة عن نزلة برد حادة لا تحتاج كل هذا الخوف.
الفرق الطبية في إدلب تجتهد من أجل إنقاذ أرواح العشرات من الحالات الخطرة في أقسام العناية المشددة (الجزيرة)
غموض ورفض
ولا يزال الغموض يلف مسألة حصول المدنيين في مناطق المعارضة شمال غرب سوريا على اللقاح وطريقة توريده ونوعه، في وقت دعت فيه منظمات أممية مثل هيومن رايتس ووتش إلى توزيع عادل للقاح على السوريين بمختلف المناطق السورية، وحذرت النظام السوري من اعتباره سلاح حرب.
ورسميا، ترفض المعارضة السورية توريد اللقاح عبر مناطق سيطرة النظام السوري، وفق ما صرح به رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى للجزيرة نت، مؤكدا أن توريد أي لقاح لمناطق المعارضة عن طريق نظام الأسد مرفوض وغير مقبول على الإطلاق.
وأشار مصطفى إلى أن حكومة المعارضة تقوم بالتنسيق لوصول اللقاح خلال العام الجاري 2021 بهدف تطعيم السكان.
في حين أعلنت منصة "كوفاكس" في الثالث من فبراير/شباط الحالي أنه تم تخصيص ما لا يقل عن 337 مليون جرعة من لقاح كورونا للبلدان الفقيرة، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2021، وحصة سوريا منها 1.02 مليون جرعة.
الدكتور مرام الشيخ قال إن المرحلة الأولى من التطعيم ستغطي 20% من السكان خلال 2021 (الجزيرة)
خطة تطعيم
وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور مرام الشيخ كشف للجزيرة نت عن خطة ستعتمدها المعارضة السورية بشأن اللقاح المنتظر، قائلا إن التطعيم سيتم على 3 مراحل: المرحلة الأولى ستغطي 20% من السكان خلال العام الجاري على 3 أو 4 دفعات.
وحسب الشيخ، فإن الشريحة المستهدفة في المرحلة الأولى هي العاملون في المجال الصحي والفرق الطبية، إضافة إلى أصحاب الأمراض المزمنة، وكبار السن فوق 55 سنة.
ولا يحدد الوزير جهة بعينها تم الاتفاق معها على مسألة توريد اللقاح، فهو يؤكد أن "التنسيق يجري مع كافة الفواعل المعنية، وأهمها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية وفريق لقاح سوريا"، مشيرا إلى أن الأمر لا يزال ضمن مرحلة التخطيط التنفيذي، مع انتظار الموافقة على الخطة العامة من قبل مبادرة منصة كوفاكس التي أنشأتها منظمة الصحة العالمية.
المدنيون في مناطق المعارضة ينشغلون بأشياء يعتقدون أنها أهم من شراء الكمامة ومواد التعقيم (الجزيرة)
وعن أعداد الجرعات المقترحة مبدئيا من اللقاح، قال الشيخ إنها حوالي مليون و700 ألف جرعة لتغطية 850 ألف نسمة، وهي تشكل حوالي نسبة 20% من كامل تعداد سكان المنطقة.
وحتى صباح الخميس الفائت، بلغ عدد الإصابات في مناطق المعارضة السورية شمال غربي سوريا 211 ألفا و5 إصابات بعد تسجيل 17 إصابة جديدة بكورونا، 16 منها في ريف حلب، وواحدة في محافظة إدلب، وفق شبكة الإنذار المبكر الخاصة برصد الوباء.
وتقول الشبكة إن عدد حالات الشفاء من الوباء بلغت نحو 176 ألف حالة بشمال غربي سوريا، 8361 منها في ريف حلب، و9241 في إدلب، بعد تسجيل 128 حالة شفاء جديدة.