الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "كيماوي خان شيخون"

"كيماوي خان شيخون"

09.09.2017
صادق ناشر


الخليج
الخميس 7/9/2017
من جديد، تثبت الأمم المتحدة مسؤولية النظام السوري في ارتكاب جريمة مقتل العشرات في خان شيخون بمنطقة إدلب، بواسطة السلاح الكيماوي، الأمر لم يعد خافياً على أحد، لكن المؤيدين للنظام السوري، الذين يغطون على جرائمه منذ ما يزيد على ست سنوات، ما زالوا يرون النظام "حمامة سلام"، رغم كل الدلائل التي تثبت تورطه في ارتكاب مجازر، هنا وهناك، كما هي الجرائم التي ترتكبها بعض فصائل المعارضة المسلحة.
التقرير الذي نشرته أمس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في سوريا، وضع النقاط على الحروف، بعد أن أكد أن سلاح الجو قصف خان شيخون بغاز السارين، ودانت النظام باعتباره المسؤول عن الهجوم، الذي وقع في إبريل/ نيسان من العام الماضي، وراح ضحيته 87 بريئاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.
التقرير أكد أن النظام استخدم السلاح الكيماوي 33 مرة حتى الآن، وأن 7 منها نفذت خلال 3 أشهر فقط، أي بين مارس/ آذار ويوليو/ تموز من العام الجاري، ووصف ما حدث في خان شيخون ب"جريمة حرب"، كما اعتبر التقرير أن قوات الأسد "واصلت نمط استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة"، رغم الانتقادات الدولية التي تعرّض لها من دول عدة، باستثناء حليفيه الرئيسيين إيران وروسيا، اللذين ساعداه بالمال والسلاح والجنود أيضاً.
اللجنة رفضت في تقريرها التسليم بالتأويلات التي درج على بثّها أنصار النظام منذ وقوع الجريمة، ومفادها أن الجريمة كانت بفعل استهداف مخزن ينتج ذخائر كيماوية في خان شيخون، ورأت أن "العكس هو الصحيح، لأن كل الأدلة الموجودة تشير إلى أن هناك ما يكفي من الأسباب الموضوعية للاعتقاد بأن القوات الجوية ألقت قنبلة نشرت غاز السارين"، وفق التقرير.
على الرغم من الإدانة الواضحة من قبل الأمم المتحدة لوحشية النظام السوري في التعاطي مع شعبه، وارتكابه العشرات من الجرائم ضد الأبرياء، سواء باستخدام السلاح الكيماوي أو غيره، كالبراميل المتفجرة، التي تلقى على الأحياء السكنية من الجو، تحت ذريعة تمترس الإرهابيين فيها، فإن تبريرات عدة سنجدها غداً من قبل أطراف مؤيدة لبشار الأسد، بإنكار ما أقدم عليه النظام من فعل شائن ضد أبناء شعبه في خان شيخون أو في غيرها، بل ونسبها إلى المعارضة، التي لا تبرأ هي الأخرى من أعمال إجرامية أقدمت على ارتكابها في المناطق التي تسيطر عليها.
من يمكنه أن يخفي الأدلة على تورّط النظام في جريمة خان شيخون أو أي منطقة أخرى في سوريا، التي يعاني شعبها منذ ما يزيد على 6 سنوات وحشية لا مثيل لها؟ يكفي أن النظام استنجد بثلاثة أطراف لإعانته للبقاء على قيد الحياة، المتمثلة في النظامين الروسي والإيراني ومعهما "حزب الله"، لكنه يدفع ثمناً لذلك من سيادته وكرامته.
الهجوم الذي نفّذه النظام باستخدام غاز السارين على خان شيخون، دليل إضافي على أن النظام والمعارضة المسلحة بكافة أطيافها، لم ولن يأبهان بحياة الملايين الذين دفعوا ويدفعون ضريبة هذه الحرب قتلاً وتشريداً في مختلف بقاع الأرض.