الرئيسة \  مواقف  \  كتب ممتنا : ( هذا ما فعلت من أجل مدينتك ..) .. أجبته : أنا من حلب ...وأنت لا تعرف مدينتي

كتب ممتنا : ( هذا ما فعلت من أجل مدينتك ..) .. أجبته : أنا من حلب ...وأنت لا تعرف مدينتي

02.05.2016
زهير سالم




أنا من حلب نعم ، وأنت لا تعرف مدينتي ، وصعب عليك أن تعرفها ...أنا من حلب فأنا من حوران ودمشق ومن حمص وحماة ، من إدلب واللاذقية وجسر الشغور ، من رقة الرشيد أمتد على نهر الفرات وأصعد إلى الزاب والخابور. ..أنا من حلب وكل هذه المدن هي ( مدينتي ) التي لا تعرفها، ولا تستطيع أن تعرفها ؛ هذه المدن كلها هي حلب ، هكذا علمتني حلب ، علمتني أن تكون مدينتي كل مدينة في يوم فرحها ويوم ترحها ويوم فزعها أيضا .
أنا من حلب فأنا من طنجة والرباط من نواكشط والزيتونة الخضراء من جبال الأوراس من طرابلس عمر المختار ، من قاهرة الظاهر بيبرس من القدس ولأقصى من غزة هاشم ومن طرابلس الشام من بغداد الرشيد ومن صنعاء وحضرموت من الكويت وعُمان ...
أنا من ( حلب ) ، وتأسست مدينتي يوم درج إنسان متحضر على وجه الأرض ، وتجددت يوم وقعت اليد الخضراء وثيقة ( المدينة ) لكل المدن، وأنّ لأهلها كل أهلها السواء ، أنا من المدينة التي تعطي السواء بغير منّ ولا أذى ، وإن كانت أَثَرة أغضت عن هذا الذي عليه يتهافتون...
أنا من (حلب ) ، وأنت لا تعرف مدينتي ، ولايمكنك في بئرك الرطب المهجور أن تعرف ، أن (حلب) تكون حيث يكون إنسان ويكون عمران وتكون عقول وقلوب ، ويكون حب وتكون حرب ...
حلب تتريث فعل الرجل الحكيم المكيث ، ثم إذا لبست اللأمة لا تضعها كما وضعها الآخرون .
أنا من (حلب ) وأنت لا تعرف من أين أنا ، ولا أين (حلب) تكون ...
حلب تعطي بلا حساب ولا تأخذ من أحد بمن ..
حسبك فقد آذيت ...
لندن : 24 / رجب / 1437
1 / 5 / 2016
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
zuhair@asharqalarabi.org.uk