كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 7/6/2018

السكر البعثي بالمازوت :
وفي أحد الشتاءات طرح في السوق الحلبي سكر ممزوج بالمازوت ..
لم يكن الناس يعلمون شيئا لا البائع ولا المشتري ..
كانت مدافئ المازوت هي السائدة ، وعند الصباح يبدأ الصراخ في كل البيوت حول المائدة ، لم تغسلوا كؤوش الشاي ، الليفة ملوثة ، الصابون مضروب ، يقول الزوج للزوجة ملأت الصوبا وبعدين غسلت الكاسات ..
أكثر من شهر
ليكتشف الناس أن مدير التموين تبع حافظ الأسد اشترى صفقة سكر مضروب من الصين وتقاسم أرباحها مع المقبور : شيش للأول وشيش للثاني ، وبعدها وصلوا بنا إلى الشيشان ..
===================
وعلمنا الرسم في الأول والثاني الإعدادي فنان سوري ، قالوا متخرج من إيطاليا ، وله شأن في عالم الفن والرسم ، ربما أنا غير مطلع عليه ، وربما لم يكن مكانه أن يعلم الأولاد في الإعدادية ، وربما كان مكانه أكاديمية للفنون . أعتذر عنه لما سأكتب بعد ..
كان وجهه قطعة من جلمود صخر ...
لم أره مبتسما على مدار عامين ..لم أره يوما يجول بيننا كتلاميذ صغار ، لم أسمعه يوما يتكلم بعبارة من ثلاث جمل ..
يدخل الصف ، فيلقي بجثته على الكرسي ، ويكون قد حمل معه صورة من مختبر العلوم ، لشجرة أو حيوان ..فيقول : ارسموا ، ثم يسبح في عالم غريب ، بين الفينة والأخرى يقرع على طاولته طلبا للهدوء أو يستخدم صوته ..
في المرحلة الإعدادية لم يكن الأساتذة يضربوننا بالعصا ولكنه كان يفعلها وبسادية أظنه كان يتلذذ بضربنا ..
مرة ضربني أربع عصي بخشبة ، وانغرست شوكة في كفي الصغير ، وجلست غاضبا فلما سمع منذ زملائي أن يدي تنزف ، طلب مني أن أذهب إلى الصيدلية المدرسية ، رفضت بغضب وإباء ..
إذا سئلت عن أسوأ مدرس مر علي من بين العشرات لرشحته . كانت أخلاقه رومانية بامتياز وكان يظننا عبيدا ..
نسيت أن أقول مع الأسف أنه من دير الزور الحبيب ولكن لم يملك قط خصلة خير . لا أذكره كشخص ولذا لا أسميه وإنما كأنموذج حضاري فني أخلاقي ..
أي انطباع خلفه في عقولنا وقلوبنا ..
من يومها بحبشنا في كتب اللغة لنقول إن الفنان هو اسم لحمار الوحش في لغة العرب!!
===================
قابيل وهابيل :
ذكرهما القرآن الكريم تحت عنوان ( ابني آدم دون أسماء ) لا أدري إن كان لاسميهما ذكر في السنة الصحيحة .
مذكوران في العهدين القديم والجديد بهذين الاسمين : قابيل القاتل وهابيل المقتول ..مقتضى دلالات اللغة السامية أن يكون المهبول هو القاتل والمقبول الذي تقبل الله قربانه هو المقتول ..
هل حدث قلب في الأسماء ..؟!
===================
لم تخلُ المجتمعات في كل العصور من الفضائح والجرائم منذ قتل قابيل أخاه ...
===================
الخبر الأصفر : هو خبر الجريمة والفضيحة والفاجعة في المجتمع . فلان ... وفلانة ... وفلانون ..
===================
وجلس فاسق إلى أخيه ..
وما زال أحدهما يمزق من لحم إنسان ميت ويلقم صاحبه ، وما زال المستمع يمسح بيده على صدره يحوقل ويحتسب ويستعيذ ..
===================
قد علمنا أنّ لنا ربا يغفر الذنب ويأخذ به ..
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك
===================
إلى رواة الأخبار الصفراء كفوا عن أعراض الناس.
كفوا وعفوا ..
((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوْراتهم؛ فإنه مَن تتبَّع عورة أخيه المسلم، تتبَّع الله عورته، ومَن تتبَّع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته))
===================
نصيبك من الإرث :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: "يَا أَهْلَ السُّوقِ، مَا أَعْجَزَكُمْ! قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا: هُرَيْرَةَ؟! قَالَ: ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقْسَمُ، وَأَنْتُمْ هَا هُنَا لا تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ؟! قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْمَسْجِدِ. فَخَرَجُوا سِرَاعًا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا، فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ. فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟ قَالُوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلالَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَيْحَكُمْ، فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم"
===================
نصيبك من الإرث :
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ، ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير"
حتى الظالم لنفسه مثلي له حق فيها ، لا تخف تقدم ...