كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 4/5/2019

وقال المعتزلة : مرتكب الكبيرة مخلد في النار ، وهو في منزلة بين المنزلتين ، لا هو مؤمن ولا هو كافر .
=======================
وجاء ابن جرموز فرحا مسرعا يبشر سيدنا عليا بقتله للزبير بن العوام ...
يجيبه سيدنا علي : " بشر قاتل ابن صفية بالنار " ..
=======================
أنا ترحمت على الشيخ فتحي رحمه الله ..
تابعت له مجلسا أو مجلسين استمعت إليه مرة يحرم التعفيش وشراء المعفش ...
أنت لا تريد أن تترحم هذا شأنك . وأنا لا أفرض عليك أن تترحم ...أريد أن نتعلم فقط أن الإسلام فيه سعة ...
=======================
حكاية التطرف :
أحكيها لكم بكل بساطة . حين وجد في أوساطنا أدعياء علم يحولون كلا خلاف معهم إلى اختلاف في الدين .
ثم يحولون كل اختلاف في الدين إلى اختلاف في العقيدة , ثم يجعلون كل اختلاف في العقيدة اختلاف كفر وإيمان .
ربنا يقول : " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم " يعني يصدر الحكم ويترك وراه ساحة خلفية لما هو أقل من الجريمة الكبرى ويأتي هؤلاء فيجعلون كل صغيرة كبيرة . وكل مقاربة للذنب مثل الوقوع فيه . والوقوع فيه لا يقبل حكما إلا الكفر كما قال المعتزلة ..
تختلف مع رجال في قضايا الاجتماع مثل طريقة الاحتفال بالأعراس فلا يزال يجرجرك حتى يأخذك إلى ثنائية الكفر والإيمان .
تختلف معه في الاقتصاد . تختلف معه في السياسة . تختلف معه في أكل البطيخ ..يا إخوة أمر الله أوسع وأرحب والله أكرم وأرحم ..
=======================
الشيخ فتحي صافي في ذمة الله ..
اللهم اغفر له . وارحمه . وأعل نزله . واغسله من خطاياه كما يغسل الثوب الأبيض من الدنس .
اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه . وإن كان مسيئا فتجاوز عنه .
وخالص العزاء لأسرته ومحبيه ومريديه .
وأقول لبعض الناس الحصرين الحرجين الضيقين ، ما قال أبو نواس للنظّام رأس الاعتزال في عصره :
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ..حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت امرأ حَرِجا ..فإن حظركه بالدين إزراء
=======================
أدب وسياسة ...
أدب الدين والدنيا ..
لأبي الحسن الماوردي 364 - 450 للهجرة ..
ولا أدري عن أي العلمين أحدثكم عن المؤلف أو عن الكتاب ..وإنما غرضي من هذه الزواية أن أحفز من حولي على المطالعة ، فقد كنا نعتبر رمضان شهرا للمطالعة والمدارسة من قرآن إلى تفسير ومن سنة إلى سيرة إلى آداب وحكمة ..
من أجمل ما يعلمنا أبي الحسن في كتابه أدب الدنيا والدين قوله : إذا جالست الجهال فأنصت ، وإذا جالست العلماء فأنصت . الصمت في مجلس الجهال يعلمك الحلم (أي الصبر ) والصمت في مجلس العلماء يعلمك العلم .
الإمام أبو الحسن محمد بن حبيب الماوردي الفقيه الشافعي صاحب الحاوي وحسبك بالحاوي . وهو الإمام سفير الدولة العباسية إلى بلاد الروم . وهو السياسي صاحب الأحكام السلطانية وقوانين الوزارة . وهو العالم العامل الصداع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم .فعندما أراد بعض سلاطين بني بويه أن يتسمى " ملك الملوك " ووافقه أهل الديوان بهز الرؤوس ..تصدى له الإمام الماوردي ، وقال له ليس لك هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى ملك الملوك أو ملك الأملاك . وخرج من المجلس مغضبا معرضا نفسه لغضب السلطان وبطشه ...
أدب الدين والدين ...
كتاب أدب بأسلوب عذب رائق يقول عنه مؤلفه : -
وَقَدْ تَوَخَّيْت بِهَذَا الْكِتَابِ الإشَارَةَ إلَى آدَابِ الدَّيْنِ والدُّنْيَا، مُسْتَشْهِدًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِمَا يَقْتَضِيهِ، وَمِنْ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ بِمَا يُضَاهِيهِ، ثُمَّ مُتَّبِعًا ذَلِكَ بِأَمْثَالِ الْحُكَمَاءِ، وَآدَابِ الْبُلَغَاءِ، وَأَقْوَالِ الشُّعَرَاءِ؛ لِأَنَّ الْقُلُوبَ تَرْتَاحُ إلَى الْفُنُونِ الْمُخْتَلِفَةِ وَتَسْأَمُ مِنْ الْفَنِّ الْوَاحِدِ.
وقد قسمه المؤلف على أبواب وفصول منها : فضل العقل وذم الهوى - أدب العلم - أدب الدين - أدب الدنيا - أدب النفس ..
قدمه هدية للفتى والفتاة . واطلب إليهم أن يقرؤوه بصوت مرتفع لتستقيم على لغة العرب ألسنتهم . الكتاب يعلم الأدب ويعلم الحكمة ويعلم السياسة والرئاسة ..
يقرؤه الفتى المميز ويقرؤه الرجل مثلي إن لم يكن قد قرأه من قبل ..
كنز من كنوز العلم والحكمة والأدب ما أحوج أجيالنا إليه ..
حاول عندما تبحث عن نسختك من الكتاب أن تجد طبعة مخدومة . قد خرجت أحاديثها فمن عادة العلماء القدماء التساهل في الضعيف ونحوه في باب الوصايا والآداب . وما أغنانا وأغنى ناشئتنا عن مثل هذا الارتياب ...