الرئيسة \  زهير-فيسبوك  \  كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 4/3/2019

كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 4/3/2019

05.03.2019
Admin




رحم الله الإمام الذهبي ( بين القرنين السابع والثامن) ما كان أعلمه بالرجال ؟! وما كان أقدره على التوصيف ؟ فكان يطلق على الرجال وعلى الأسانيد أوصافا في الجرح والتعديل تظل باقية على مر الأيام ..
ومن أجمل ما وصف أحد الكذابين بأنه جراب الكذب ..
قلت ولوعاش في هذا الزمن لوجد أجربة كثيرة ليس فقط للكذب وإنما للجهل والحقد والضغينة وحب الفتنة بين الناس ..
اللهم خرق علينا هذه الأجربة جميعا ..
======================
اللهم ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ "
اللهم من ظلمنا ومن خذلنا خذهم لفيفا ...
======================
كلمة عابرة
بين يدي كهنة محكمة التفتيش ..
كتبت منذ أيام مقالا قلت فيه إن مواطنا بسيطا سئل ما العلمانية فأجاب : أن يحكمنا مثل بشار الأسد والسيسي . وغضب عليّ جيل من العلمانيين لأن المواطن البسيط وليس أنا خلع على بشار الأسد صفة العلماني . ونسي السادة الغاضبون أنهم لم يستطيعوا خلال ثماني سنوات من مخاضة الدم أن يقنعوا قادة العلمانية الدوليين أن بشار الأسد ليس علمانيا ...
كتبت منذ يومين كليمة صغيرة كالأولى أطالب فيها بتصحيح الثقافة وتحرير العقل المسلم من ثقافة الحديث الموضوع والتالف والضعيف ومن السرديات التلمودية والنصرانية والفارسية واليونانية ومن الارتهان لمقررات الماضي على ألسنة البشر في صناعة الحاضر ..لاستيقظ فأجد نفسي فجأة في حضرة كهنة محكمة تفتيش يسألني الكاهن الذي لم يجد في كلامي أي كلمة تدينني عن نيتي؟ وقصدي؟ وماذا أردت ؟ ومن أردت ؟ مطالبا إياي أن أمثل لكل كلمة مثالا ، وكأنني كنت مملوكا لأبيه أو وجدني في بعض تركته أو كنت مواطنا في دولته الأمنية !!... دون أن ينسى أن يتهمني بأنني أقول كلاما مرعبا وخطيرا ...فمن الذي يرتعب من طلب التصحيح وأنا لم أطاب إلا به ؟!
ينكر الكاهن المرعوب أن يكون الكثير من المرويات السقيمة قد انتشرت على ألسن الناس وغرست في عقولهم وتلبست بسلوكهم ويطالبني بمثال واقعي حي !! وينسى أن عالما جليلا مثل العجلوني ألف كتابا كاملا في التحذير من هذه الظاهرة وأنه ما تزال الكثير من المرويات التالفة التي فضح أمرها العجلوني وغيره كثير تدور على ألسن الناس ولم يكن مصدر العامة فيها كتاب من كتب الثقات وإنما كان مصدرهم أفواه صغار الكهنة بالطيلسان والقفطان ..
عدت إلى نفسي وأنا في قفص محكمة التفتيش ..
من هم هؤلاء الكهنة الذين يسألون الناس : ما قصدك ؟ ومن عنيت ؟ وهات مثالا على ما ذكرت ..؟! وبأي حق يجلس هؤلاء الكهنة على صدور الناس ؟ أو على بوابات عقولهم ؟ أو على أطراف ألسنتهم أو أقلامهم ...؟!
كان صبيغ في أيام سيدنا عمر يعمد إلى المجاهدين فيسأل أحدهم : ما معنى والذرايات ذروا ما معنى والنازعات غرقا ..فإذا لمس تقصير ، قال للمجاهد مستنكرا عليه : تجاهد في سبيل الله ولا تعرف تفسير كتاب الله ..!! حتى طلب عمر من أميره أن يسيره إليه ..فلما صار إليه علاه بالدرة وثانية وثالثة ورابعة حتى قال صبيغ : والله يا أمير المؤمنين لقد كان في رأس شيطان وخرج ..ما أحوج كهنة هذا العصر إلى درة عمر .
ليست القضية خلافا في رأي ..فالخلاف في الرأي أن تقول كلاما يخالفك فيه عالم بعلم وحجة ، وما زال هذا دأب الناس منذ كانوا وسيبقى . القضية في تصرف الكهنة الشئيم أن يقول لك أحدهم : كلامك صحيح ولكن ماذا قصدت . أو فصل ما أجملت ..فهو يخالفك بجهله لا بعلم تعود الناس أن يختلف فيه بعضهم على بعض.
يدعو الخطيب يوم الجمعة على الظالمين فيستدعيه كاهن الحي : من قصدت بالظالمين..؟ يندد بالجمعة التي يليها بالفاسدين يسأله كاهن الحي من قصدت بالفاسدين..؟
كنت قد كتبت أن أمتنا بحاجة إلى إصلاح ثقافي عام في ميادين حددت عناوينها ولم أدخل إلى فصولها لأن لغيري من أهل الغيرة وممن يقتنع بقولي أن يكمل ...ولكنني أقول الآن إن أمة بلغ فيها تحجر الخلايا الدماغية في رؤوس الكهنة والسدنة الفاسدين المفسدين فيها ما بلغ بحاجة إلى جراحات دماغية أشد عمقا من عملية إصلاح ...
لا تسألني من أقصد ..
أقصد كل من ينطبق هذا القول عليه من العملاء والمأجورين والسطحيين والمسطحين ..اللهم اجعل خيرتك في أهل العلم من ورثة نبيك وألهمهم رشدهم واجعلهم ربانيين يعلمون الكتاب ولا يتجارى بهم الهوى ...
وألحقنا بهم وعلى طريقهم اللهم آمين