كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 16/11/2021

دهمني اليوم:
قمت اليوم لى صلاة المغرب هنا في لندن، فدهمني حال أنني أتهيأ للنزول إلى صلاة الجماعة لأصلي في مسجد حينا في حلب خلف العالم الرباني محمد عبد المحسن حداد رحمه الله تعالى، وأنه يقرأ بنا : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا ...
هنيهة ثم أفقت وعيناي تذرفان
========================
وهاهنا أستدرك على أخ جميل كتب منذ قليل: من عمائمهم تعرفونهم !!
وأنا أقول وبالله التوقيق: لا عيب في العمائم وستبقى تيجان عز وفخر وإنما كل العيب في الرؤوس التي تحملها...
========================
من دفاتري القديمة
ثم كنت في امتحان مادة عصر الدول المتتابعة الذي يسمى عصر الانحطاط . وكان الامتحان شفهيا، وجلس الأستاذان بكري ونغيم وهذه المرة الدكتور بكري هو أستاذ المادة، وفجأة ينضم إليهما الدكتور صبري الأشتر رحم الله الثلاثة ..
وجاء دوري فتقدمت، وسئلت فأجبت، ثم سئلت عن رابعة العدوية وعن تحليل شخصيتها وزهدها ، فأجبت بما كتب لنا الدكتور بكري في النوتة، وكان رأيه سطحيا ضعيفا، ولكنني طالب أمتحن، ولم يضيع الدكتور صبري الفرصة، وكان بينهما إحن فقال لي يا زهير : أنت من خيرة الطلاب عندنا وتقول هذا الكلام الهزيل المائع الذي لا يسمع ...
شعرت بحرج الموقف، لم أشأ أن أقول له إن هذا الكلام الهزيل المائع هو المقرر عندنا في الكتاب، وصاحبه هو الأستاذ الذي يجلس على يمينه...
وإنما قلت هذا أحد الآراء وإنما هناك رأي أظنه أصوب منه وشرعت بشرح رأي حقيقي في تحليل شخصية رابعة رحمها الله...فطرب لقولي، وكان الدكتور صبري رحمه الله إذا طرب تأخذه هزة في عنقه ورأسه فطرب واهتزـ وقال هكذا يجب أن يكون الكلام ..
ثم أنني غادرت وخشيت أن يكون الوضع قد أثر على علامتي، وأنا وضغت عند الدكتور بكري يدا، إذ كيف كان حاله لو قلت إن صاحب الرأي الذي سخفه الدكتور صبري هو ؟؟
فرابطت على باب غرفة الامتحان حتى النهاية لأبين للدكتور بكري، فلما خرج ورآني أقترب منه ، وفهم ما أريد أن أقول ، قال ابتداء: علامتك 30/30
قلت السلام ..
========================
من دفاتري القديمة...
وأرجو أن أمتعكم بها يوما..في السنة الثالثة من الجامعة، كلف الدكتور نعيم اليافي رحمه الله تعالى بتدريسنا مادة القرآن والحديث...ولي معه في هذا حكاية طويلة تحكى لعلي...
وكنا نقدم الامتحان كتابيا وشفهيا. يوم الامتحان الشفهي جاء الدكتور نعيم مستظهرا علينا بالدكتور بكري الشيخ أمين رحمه الله تعالى، وهو من خريجي الخسروية كما يعلم المتابعون ..
ولما جاء دوري في الامتحان، وكان الدكتور بكري، متابعا لمعركتي مع الدكتور نعيم، فأراد أن يفتل أمامي العضلات ..
وقرأت من سورة المائدة: وكتبنا عليهم فيها أن العين بالعين ..
وسألني الدكتور بكري: هل العين بالعين والسن بالسن تشريع إسلامي ؟؟ وأنا طالب آداب ولست طالب شريعة، وهو يريد أن يستظهر عليّ أمام رميله.. فقلت له بهدوء الواثق: هذا من شرع من قبلنا أقر لنا فصار من شرعنا.
والحمد لله رب العالمين ...
ثم كان لا هذه أحكيها في منشور آخر ...
========================
في حوارية جميلة في إحدى المؤسسات البريطانية كنت أتابعها تقوم واحدة مسيحية أو يهودية لا أدري تعير الداعية المسلم: بأن المسلمين يرجمون النساء بالحجارة، فأجابها إجابة ربما لم تعجبني...
لو كنت لقلت لها على طريقة أبي إبراهيم: هذا الحكم مكتوب في التوراة..ولم ينكره أو يبطله السيد المسيح صحيح هو قال: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، ولكنه قال أيضا: ما جئت لأنقض من الناموس حرفا...
========================
بين قتل وقاتل ...
فرق فقهي دقيق، لا يدركه إلا العالمون..
القتل: يقع على البريئ وعلى غيره، والقتال لا يكون إلا مع مقاتل. لأن صيغة "فاعَل" في لغة العرب تقتضي مشاركة على العموم.
القتل مصدر قتل وهو محكوم بحزمة قانونية دقيقة. والقتال مصدر قاتل، وهو محكوم بلفظه أن لا يكون إلا لمقاتل...
" قانون الحرب في الإسلام" من يكتبه ..في زمن أبي الهيش...
========================
دأبي: أحاول أن أتفهم أكثر مما أحاول أن أتهم.
أؤمن أن الله سبحانه وتعالى خلق سائر الناس أخيارا بطبعهم. وأن الشر في الناس قليل. وإنما يسيطر الأشرار على العالم لحركيتهم، وميل الأخيار للدعة.
حتى فيما بيننا الشرير حربوق والخير مستسلم.
في المجتمع الأول: كان عمر رضي الله عنه يقول: اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة.
=========================
وعلى نفسها جنت براقش
حول أفول تيار ما يسمى " الإسلام السياسي"
من أفل ولمصلحة من ؟؟
ابتداء أحب أن أؤكد دائما، أننا من منطلق عقائدي شرعي محض نرفض مصطلح "الإسلام السياسي" . الإسلام هو الإسلام، هو التصور الجامع الكامل لكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، يوم أنزل عليه"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" لا نزيد فيه ولا ننقص منه شيئا.
ونحن المسلمين، نتنفس إسلاما في نشاطنا اليومي والعلمي والثقافي والفكري والاجتماعي والسياسي. إسلامنا الوحد كلٌ لا يتجزأ ولا يتبعثر. والإمام على المنبر أو على العرندس ليس أولى بالإسلام من أي مسلم آخر ...
وأعود إلى السؤال الذي طرحه اليوم أحد الصحفيين، وعالجه من زاوية رؤية محددة، لأشاركه الجواب من زاوية رؤية أخرى قد لا تتناقض معه، ولكنه تكمله وتجعل لقوله فائدة أكثر عملية..
ولو سئلت السؤال نفسه: هل أفل نجم المشروع الإسلامي الحضاري، المنفتح على العصر وعلى العالم ، لقلت اليوم وبكل الصراحة والوضوح وبدون تردد: نعم ...
والأمر ما هو عليه اليوم غيره، كما كان قبل عقدين أو ثلاثة عقود؟؟ حيث كان هناك مشروع، وكان هناك حملة يشكلون أملا .. المهم والمفيد في السؤال والجواب أن نتساءل: ولمصلحة من كان هذا الأفول؟؟!!
هل هو لمصلحة قوى ونخب وقواعد بشرية تسمي نفسها "حداثية" وتندرج تحت العديد من العناوين والمسميات؟؟!! وتلك هي براقش التي عنيت!!
إن هذه المدارس المخالفة ولكل شاكلته، التي كان لها دورها في عزل، أو في تغييب، أو أفول المشروع الإسلامي المعتدل، عن الساحات الوطنية العامة ،في كل المجتمعات العربية، فتحالفت مع الداخل والخارج .. كانت الخاسر الأول فيما عملت عليه، فكانت كمن قيل فيه، يداك أو كتا وفوك نفخ. فهي قد دفعت عن الساحة القوى الإسلامية التي يمكن أن تعترف بها، وان تتعامل معها، وأن تشاركها....؛ لتصبح تحت سنابك قوى هي أعلم بحال حملة راياتها ..ولتبقى مطحونة بين رحيي مستبدين يبحثون عن أتباع ، وجماهير فوضى عريضة أسهل ما يجري على ألسنتها كلمات التكفير والتفسيق والتبديع والتخوين !!
نعم انحسر في تجارب الربيع العربي مشروع " الإسلام الحضاري العصري" الذي يقبل بتحدي الصندوق، والذي يتفهم أبعاد التطور المجتمعي، والذي يصغي لصوت العصر والتنمية و المشترك ..لمصلحة مشروع آخر ..
مشروع فوضوي طوباوي ماضوي منه نسخة مستقلة في رأس كل الذين يدعون إليه، عنوانه كما كتبت بالأمسي"من ليس معي فهو ضدي" وطريقة القائمين عليه" لامساس" وكل من خالف اجتهاد أحد أفراد هذا المشروع ببنت شفة فهو وهو ...
أنا دائما ما أكتب " التدعش" عنوان نحته السوريون، وهو تعبير عن حالة لا تقتصر فقط على مايسمى " تنظيم الدولة" بل هي حالة أكثر انتشارا وتضم في صفوفها فئاما من الناس منهم المتدينون ومنهم العلمانيون ومنهم الليراليون ومنهم زعامات دول وأحزاب، بحيث يحق لنا أن نسمي كل خطاب ضيق حرج منغلق "خطاب داعشي"
ومن منطلق وطني محض، أعيد التقرير، إن أفول نجم حملة المشروع الإسلامي العصري المستقبلي الحضاري، لم يكن في مصلحة الإسلام ، ولا في مصلحة الحرية ولا في مصلحة الديمقراطية ولا في مصلحة حقوق الإنسان ، كما أنه ليس في مصلحة الإسلام ولا الإنسان..
اليوم ونحن نتابع الشعارات العدمية هي السائد على أفواه جماهير مقموعة مقهورة يائسة ندرك أن الذين حشروا مجتمعاتنا في هذه الزاوية لم يريدوا بها خيرا أبدا ..
وأن الذين يفرحون بهذا الأفول وبهذا الانتصار هم براقش التي أول ما تجني فعلى نفسها..
ربع قرن مضت كانت هناك محاولات لإحياء معالم المشروع الإسلامي كما أراده المجددون...وأصغي اليوم حولي وأقول: وكأنك يا أبا زيد ما غزيت.
يا حسرة على العباد ..
لندن: 9/ ربيع الثاني/ 1443 - 15/ 11/ 2021
زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي
=========================
حوار متصور:
سيقول اليوم الضيف للمضيف:
يا سيادة الرئيس أنا معكم أعلم أنه مجرم، وأنه قاتل، وأنه خائن، وأنه لا يؤتمن..ولكن ماذا نعمل، والولايات المتحدة متمسكة به، وماذا نعمل والولايات المتحدة منعنتنا كما منعتكم من تزويد هؤلاء الثوار بمضاد الطائرات ..كل الذي يجري هو إطالة أمد الأزمة .. وأنا وأنتم أعلم من المستفيد من إطالة أمد الأزمة ...
هذا منطق الخاذلين المتخاذلين
=========================
عملية "التجيير" ...
وشاع مصطلح " التجيير" في المعاملات البنكية، يوقع الرجل على قفا "الشيك" متنازلا عن قيمته لمصلحة مستفيد آخر . انتبهوا كلمة "الشيك" محرفة عن أصلها العربي" الصك"
أنا أشفق على بعض من يظن أنه يكتب سياسة، فيظل يرطن: الإخوان ..الإخوان . وهو لا يكاد يميز بين سعد وسعيد ..
يا عزيزي الإخوان حزمة من المجتمع السوري، يتحاورون ويتجادلون ويرد بعضهم على بعض. رأي الإخوان تمثله مرجعية محددة. وأنا بينكم هنا كثيرا ما يرد علي آحاد من الإخوان وأرد عليهم أيضا...!!
هل يجب أن نكون منضبطين مثل حزب البعث.. ومجلس الشعب .. والدائرة العلمية في مجلس الأوقاف ...أنا أول الإخوان الذين يأبون ذلك.
وهذا فرق جميل
=========================
لا ألمح إلى شيء ...
ولكن هل من علاقة بين زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى دمشق ثم إلى تركية...!!
إن كان حلما فاللهم اجعله خيرا ..
=========================
" البحث عن دور"
عنوان يوزع دائما تحت عنوان التهمة، يختصر لك الكلام دائما بقوله: فلان يبحث عن دور.!! البحث عن الدور ليس تهمة، بل هو واجب. واجب الإنسان أن يبحث عن ثغرة يسدها، محتسبا، ومعنى "محتسبا" طالب الأجر من الله ..
التهمة أن يبحث الإنسان عن موقع يرضي غروره...!!
=========================
غريب القرآن وغريب الحديث
في صناعة المؤلفين القدامي عنوانان كثر التأليف تحتهما " غريب القرآن" و "غريب الحديث" ..
وكنت وما زلت دائما أتوقف عند هذين العنوانين، موقف المتأمل المتردد،وأتساءل : إذا كان القرآن الكريم أو الحديث الشريف؛ لا يزيلان غرابة أو غربة اللفظ ، فمن يزيل...؟؟؟؟
وأتعمد أحيانا أن أدرج في كلامي بعض هذه الألفاظ، حبا في إزالة غربتها، وإجرائها في عقول الناس وقلوبهم وعلى ألسنتهم ، أنتوي البر بكلمات القرآن والحديث الشريف، حديث من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم ..
ويسألني بعض الناس عن لفظة شريفة كريمة ويقول لم تغرب علينا؟؟ فأقول هي في كتاب ربك، أو في حديث نبيك، يا نومان ..رجوت أن يسألني أحد عنها، فأتشرف بالتعريف بها ...
انتبهوا : لفظة يا نومان لفظة نبوية شريفة، رواها سيدنا حذيفة بن اليمان في حديث له طويل عن يوم الأحزاب وهي في صحيح مسلم. ومعناها: كثير النوم أو طويل النوم ..ولو عدتم إلى شرح النووي على صحيح مسلم لوجدتم..
وتقول للواحد : يا نومان، ولها : يا نومانة، وللجمع يا نومانون ...
في مدينتنا يقولون: نوم العرايس للضحا العالي، العرايس وليس القادة والزعماء والمتحملين للأمانات....فانتبهوا ..
=========================
"يهدي إلى الحق" و"يهدي إلى الرشد"
هكذا اختصر الجن وصفهم للقرآن الكريم...