كتابات الأستاذ زهير سالم على الفيس بوك 12/5/2020

ذاتية ..
أكتب وبيني وبين الإفطار في لندن أكثر من ثلاث ساعات ..
كانوا يرددون : رمضان لا يتسع لغيره ..وأقول ولاسيما عند أبناء السبعين ..
أشعر بالتقصير الشديد تجاه ما يجب عليّ نحو هذه الصفحة ..
ملحوظة أخرى أنا لا أبحث عن عداوة ، ولا عن خصومة ، ولا عن خلاف ، ولا عن جدال ..أقول كلمتي حسبما أعتقد ، وأصغي لكل ما تقولون وأستفيد وأعتبر ..لا تجعلوا خلاف الرأي مدخلا لخلاف القلوب ..!!
بالأمس كلمة جميلة ذكرها حبيبنا عبد الناصر : قال لأن مهمة تأليف القلوب صعبة وكل الله بها نبيه ..وأنا أكمل ..
ونحن نرشح أنفسنا لوراثة الأنبياء ... وراثة الرسالة والدور والمهمة والأسلوب ونحفظ قول الله لنبيه : ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ..!!
==========================
الإعلامية السورية مها الخطيب في ذمة الله ..
توفيت صباح اليوم في مهجرها في ألمانيا الإعلامية السورية مها الخطيب بعد صراع طويل مع المرض . فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
كانت مها قصة صلاح ونجاح وثبات وصبر رحمها الله وتقبلها وتقبل منها وغفر ذنوبها وألحقها بالصالحات القانتات وخلفها في أسرتها وطفليها خيرا ، يرحل الوالدان وقلوبهم معلقة بأطفالهم ..!!
والعزاء لأسرتها وذويها ولطفليها ..
ولأسرة الإعلام السوري ، ولكل المرتجين سورية حرة أبية ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون
زهير سالم
==========================
الخبر السوري .. واستقطاب الإعلام العربي ..ونخبه
الخبر السوري مضيع مهمل مزدرى متجاوز عليه في جملة مؤسسات الاعلام العربي ، في القنوات وفِي الصحف وفِي مراكز الدراسات بل وفِي مصانع القرار ..
الخبر السوري المضرج بدم الطفل والمرأة ، بألم المشردين ، بخوف المهددين بالبراميل وبالكورونا وبجملة القتلة روسي وإيراني سيحرر القدس بذبح آخر طفل سوري ، وأسدي يعلم أن مشروعه في سورية أصبح ان يحسّن التوازن بين هذا وذاك
الخبر السوري الإنساني والثوري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي قد نحي عن أجندة أطراف " الهوشة " العربية حسب تعبير وزير خارجية قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم ..
عملية الاستقطاب التي تجعل دولا ونخبا بكل حجمها تلعب لعبة " الدقرة والنقرة " فتعطي لخبر عطسة جدي في حشد أحد القطبين أهمية أكثر من الحديث عن قضية كل ما فيها مثخن وراعف ..لم تعد " الصيدة " تلوح في الأفق فعلام يهوشون ؟!
خذوا مثلا عنوانا ضخما مثل " التطبيع مع العدو الصهيوني " فالحديث عنه يبقى مهما ومتقدما عند الفريقين مادام الصراع يدور على مستوى التعليقات على المسلسلات والتغريدات والتفحيطات ،
ولكنه يصبح حديثا متنحيا وقليل الأهمية عندما يتعلق بأبعاد التفاهمات الجديدة التي ينسجها إيراني وصهيوني على الارض السورية تحت عنوان تفاهمات " قواعد اشتباك " جديد تحدد المساحات والمسافات والأدوات والمباحات والمحظورات ..على نحو ما فعل كسينجر في سورية ١٩٧٤ ، أو حزب الله في لبنان ٢٠٠٦ ، تفاهمات تؤسس " لخوش آمديد "
مديد .
قطب في إعلام الهوشة العربي يرى ان الاقتراب من هذا يضر في علاقاته التي يحاول أن يؤسس ..
وقطب يرى أن الاقتراب من ذاك يضر بعلاقاته التي يحرص على ان يصحح !!
وكذا ما يدور بين روسية وبشار ، وكذا كورونا التي تفتك بالمجتمع السوري ، والجوع الذي يحاصر السوريين بعد انخفاض قيمة ليرتهم .
لم يناقش أحد في الإعلام العربي ، تصريحات بشار الاسد : الموت بسبب الجوع يقيني وكلي والموت بسبب كورونا ظني وجزئي فليحتمل السوريون الظني والجزئي ليدرؤوا عن أنفسهم اليقيني والكلي ..
هذا المنطق الخشبي البراميليدلا يستحق من منظمة الصحة العالمية أي تعليق !! ولا من قنوات الأخبار العاجلة عن عطسات الجديان ...
في حالة الاستقطاب التي تشل الاعلام العربي عن أداء مهمته بحرفية وموضوعية ، قيمة عدة أفراد عالقين في بعض أطراف الأرض أكبر ألف مرة من شعب عالق برجاله ونسائه وأطفاله بين براثن ثالوث القتل والمرض والجوع ..
الأعجب من كل ذلك استقطاب النخب العربية تبعا لاستقطاب حكامهم ..
فكل فريق من هؤلاء الحكام يحشد خلفه حبلا طويلا من المؤيدين والمطيبين والمطبلين ..
ولعل الأعجب من كل عجيب أن كثيرا من السوريين أنفسهم يعيدون اصطفافاتهم على أصدق قاعدة وضعها بشار ...
بشار بن برد أقصد :
يسقط الطير حيث ينتثر الحب ..وتغشى منازل الكرماء
كرماء الموائد والجيوب يقصد وليس كرماء القلوب والنفوس .
لندن : ١٨ رمضان / ١٤٤١ - ١١ /٥//٢٠٢٠
زهير سالم : مدير مركز الشرق العربي
==========================
تأملوا ماذا يقول الرسول الداعية للناس ..
" قل
لا أقول لكم عندي خزائن الله ...
ولا أعلم الغيب
ولا أقول لكم إني مَلَك
إن أتبع إلا ما يوحى إليّ "
وبقول سيدنا وقائدنا نقول ...ويظل يقولون لنا افتحوا الخزانة ..
يا عزيزي نحن ليس عندنا خزانة كل الخزائن عنده ..
يا عزيزي ويداه مبسوطتان لنا ولغيرنا وإن شئت فلك ..
" قل
هل يستوي الأعمى والبصير
أفلا تتفكرون "
لا والله يارب لا يستويان وعمى القلوب أشد وأنكى ..