الرئيسة \  تقارير  \  كاتب فرنسي: أردوغان يعزز نفوذه في أفريقيا عبر دبلوماسية طويلة الأمد

كاتب فرنسي: أردوغان يعزز نفوذه في أفريقيا عبر دبلوماسية طويلة الأمد

21.10.2021
الجزيرة


الجزيرة
الاربعاء 20/10/2021
رأى الكاتب والصحفي الفرنسي رينو جيرار أن الجولة الأفريقية الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان -التي بدأها في 17 من الشهر الجاري من أنغولا قبل أن يحط الرحال في كل من نيجيريا وتوغو- تندرج في الواقع ضمن إستراتيجية ليست جديدة تبناها الرئيس التركي تجاه القارة السمراء.
وأكد جيرار -في مقال له بصحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية- أن هذه الإستراتيجية عمرها 20 عاما تقريبا، وتنبع من تقليد قديم جدا للإمبراطورية العثمانية، حيث يجب ألا ننسى مثلا أن مدينة مصوع (الآن في إريتريا) كانت في السابق مثل عدن مدينة عثمانية.
ويضيف أن أردوغان تفطن منذ مطلع القرن الحالي إلى أن القوى الاستعمارية الغربية السابقة بدأت تفقد اهتمامها بأفريقيا؛ فاستثمر هذه المعطى لصالحه، وبدأ أولا ترسيخ نفوذه في بلدان أفريقية مسلمة، مثل الصومال ثم ليبيا لاحقا، متجاهلا القلاقل الأمنية وحالة غياب الاستقرار فيها.
وباتت الآن الخطوط الجوية التركية شركة الطيران الرئيسية الوحيدة التي توفر رحلات تجارية إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وهي المدينة نفسها التي بدأت منها القوى الغربية تدخلا عسكريا إنسانيا تحت مسمى "استعادة الأمل"، بين عامي 1992 و1994، لكنها سرعان ما سئمت من وجودها على الأرض، وغادرت المنطقة بعد 18 شهرا من بدء العملية.أما أردوغان -كما يضيف جيرار- الذي يرتكز على دبلوماسية طويلة الأمد فلم يسأم من الصومال، بل افتتح فيها قاعدة عسكرية عام 2017 على سواحل مقديشو، وتشكل نافذة مهمة مطلة على بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، الذي يعد الطريق البحري الرئيسي للتجارة بين آسيا وأوروبا.
ويؤكد الكاتب الفرنسي أن تركيا التي أصبحت من جديد قوة بحرية لا تنوي قصر نطاق نفوذها على البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأسود، بل تظهر اهتماما واضحا بشرق أفريقيا والمحيط الهندي، حيث تتطلع للعب هناك مع الكبار (أميركا والصين وفرنسا) الذين يمتلك كل منهم قاعدة بحرية غير بعيد، في جيبوتي.
أما في أنغولا ونيجيريا، البلدين النفطيين اللذين زارهما أردوغان خلال جولته الأخيرة، فمهمة الرئيس التركي تركزت أساسا -كما يرى الكاتب- على بيع الأسلحة التركية، خاصة الطائرات المسيرة الهجومية التي راهنت أنقرة على تصنيعها في ظل عدم توفرها في السابق على وسائل تكنولوجية ومالية كافية لتطوير الطائرات المقاتلة الحديثة.
ويعد هذا السلاح منخفض التكلفة -الذي أظهر نجاعة فائقة في عدة جبهات (العراق وسوريا وليبيا وأذربيجان)، كما يضيف جيرار- السلاح المثالي للنزاعات المحلية في دول العالم الثالث، ورافدا مهما للنفوذ التركي في القارة الأفريقية والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وهو نفوذ يرى الكاتب أن أردوغان يطوره بشكل ذكي من خلال تفادي الاصطدام بدول كبرى أقوى منه، مثل أميركا وروسيا والصين، وعدم التردد أحيانا في تحدي القوى الأقل قوة مثل فرنسا التي فاز في مواجهة بحرية ضدها في يونيو/حزيران 2020 قبالة السواحل الليبية.
المصدر : لوفيغارو