الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قِمّة بايدن - بوتين ودبلوماسية الفنادق السويسرية

قِمّة بايدن - بوتين ودبلوماسية الفنادق السويسرية

08.06.2021
دانيال فارنر


دانيال فارنر، كاتب ومحلل سياسي 
سويس انفو
الاثنين 7/6/2021 
دانيال فارنر خبير أمريكي ـ سويسري في العلوم السياسية. سبق له أن شغل منصب نائب مدير المعهد العالي للدراسات الدولية والتنمية في جنيف. 
بعد حضوره فعّاليات قِمّة مجموعة السَبع في مدينة كورنوال جنوب غرب إنكلترا هذا الشهر، ومُشاركَتِه في قمة مُرتقبة لقادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في بروكسل، سوف يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مدينة كالفين في منتصف شهر يونيو الجاري لِلِقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين. الحماس الذي تشهده مدينة جنيف يُذَكِّر بقمة ريغان - غورباتشوف في عام 1985، التي تُعتَبَر خطوة رئيسية في نهاية الحرب الباردة. (لِنأمل ألا يُعيد هذا اللقاء حادثة تقديم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون "زر إعادة اطلاق [العلاقات]" الأحمر الخطأ لنظيرها الروسي سيرغي لافروف أثناء اجتماعهما في مارس 2009). ويُعَدُّ هذا اللقاء انتصاراً كبيراً لِسُمعة جنيف باعتبارها مركزاً للتعددية والحياد التاريخي لسويسرا. 
نيويورك ونيروبي وفيينا وجنيف: في عالم الحوكمة العالمية، تظل المنافسة شرسة بين المدن المُضيفة التي تُصارع من أجل الإسهام بقسط ما في الحراك الكوني. 
لكن ما هي أهمية القِمّة المُرتَقَبة بين الرئيسين الروسي والأمريكي؟ بالنسبة للأمريكيين، وبِحَسب بيانٍ للمُتحدثة باسم البيت الأبيض "تسعى الولايات إلى استعادة القُدرة على التنبؤ والاستقرار" في العلاقات الثنائية شديدة التوتر بين واشنطن وموسكو. وبالنسبة للروس، ووفقاً للكرملين، سوف يكون هذا اللقاء فُرصة لمُراجعة جائحة فيروس كورونا والنزاعات الإقليمية المُختلفة. ورغم أن هذه المواضيع ليست بأهمية المناقشات التي دارَت بين الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان - ونظيره الروسي فلاديمير غورباتشوف حول خَفْض الأسلحة النووية أو وَضع نهاية للحرب الباردة، لكنها تمثل تحسُناً مقارنة بِوَصف بايدن لبوتين بـ"القاتل" في ردِّه على سؤال صحفي. 
ما هي أبرز الملفات المُتَوَقَّع تداولها في هذه القمة؟ بعد اجتماع وزير الخارجية أنطوني بلينكين مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي في أيسلندا على هامش اجتماع مجلس القطب الشمالي، فإن من شأن التوصل إلى اتفاقٍ جادٍ بشأن تغير المناخ أن يشكل إنجازاً كبيراً. ومن المُتَوَقَّع أن تدور المناقشات الأكثر حساسية حول حَشد روسيا لقواتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا، وسيطرتها على شبه جزيرة القرم، وتدخلها في سَير ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، والاختراق الإلكتروني الروسي لشركة "سولار ويندس"، ووَضْع المُعارض الروسي السجين أليكسي نافالني، أو اعتراض روسيا البيضاء (بيلاروسيا) طائرة مدنية بهدف اعتقال صحفي معارض شاب كان على متنها، بالإضافة إلى الادعاء الأمريكي حول رَصد روسيا مكافآت لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان. ومن المُحتَمَل أن تشمل هذه القائمة الطويلة أيضاً دَور روسيا في سوريا، أو الدَعم النهائي لِحَلّ المعضلة الفلسطينية الإسرائيلية.