اخر تحديث
الأربعاء-01/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ قوّة الشخصية ، والثقة بالنفس : بين الاعتذار عن الخطأ ، والإصرار عليه : مكابرةً وعناداً
قوّة الشخصية ، والثقة بالنفس : بين الاعتذار عن الخطأ ، والإصرار عليه : مكابرةً وعناداً
19.06.2019
عبدالله عيسى السلامة
سؤال ، بين يدي الموضوع : أيّهما أقوى شخصية ، وأعظم ثقة بنفسه : مَن يعتذر، عن خطأ واضح ، يقع فيه ، من أيّ نوع كان : علمياً ، أو اجتماعياً ، أو غير ذلك .. أم مَن يكابر، ويصرّ على الخطأ؟
حين يتحدّث علماء النفس ، أو علماء الاجتماع ، عن الشخصية الإنسانية ، وصفاتها ، وقوّتها وضعفها .. يكون حديثهم ، في الغالب ، منهجياً ، مستنداً إلى استنباطات علمية ، واستنتاجات منطقية ، مبنيّة على استقراء ظواهر، وإحصاءات علمية دقيقة ، أو قريبة من الدقّة .. وتكون النتائج ، التي يتوصّلون إليها ، أقرب ماتكون ، إلى الدقّة !
المشكلة هي: عند العامّة، الذين يُكثرون الحديث، عن هذه الأمور، وهم يجهلونها ، بشكل عامّ، ويجهلون معاني المصطلحات ، التي يردّدونها:
يجهلون معنى الشخصية ، ومعنى قوّة الشخصية ، أو ضعفها!
ويجهلون النفس ، ومعنى الثقة بالنفس ، ومعنى ضعف الثقة بالنفس ، أو انعدام الثقة!
والحديث ، هنا ، منحصر، في إطار المصطلحات ، التي يردّدها هؤلاء العوامّ ؛ لأن الأمر، غير متعلّق ، ببحث علمي ، أكاديمي منهجي ! وينحصر الكلام ، هنا ، في فريقين من الناس ، أحدهما : يرى أن الإعتذار، عن الخطأ ، بعد ظهور الصواب ، هو من قوّة الشخصية ، ومن الثقة بالنفس!
والآخر: يرى الإصرار على الخطأ - عناداً ومكابَرةً - من قوّة الشخصية ، ومن الثقة بالنفس!
ولن نتحدّث ، هنا، عن أسباب الإصرار على الخطأ، المتنوّعة ، كالجهل، والحماقة ، وغيرهما؛ فهذه تختلف ، عمّا نحن بصدده ! فالإمام الشافعي ، يرحمه الله ، قال : ماناقشت عالِماً ، إلاّ غلبته ، وما ناقشني جاهل ، إلاّ غلبني!
وحسبُنا ، أن نَذكر- للتدليل – حالتين ، وقعتا ، في إحدى الجامعات العربية ، تعبّران ، عن نموذجين ، من المدرّسين الجامعيين ! ومدرّس الجامعة ، يُنظر إليه ، على أنه ، في الدرجة العليا ، من الوعي والفهم ، والعلم والثقافة !( ولن نَذكر اسمَي المدرّسين ، فقد لقيا ربّهما ، من سنين ، عدّة ! كما لن نَذكر اسم الجامعة ؛ كيلا يستشفّ أحد طلابّهما ، أنهما مقصودان في الكلام)!
النموذج الأول : كان يشرح بيتاً ، من الشعر، لشاعر قديم ، درَسه ، هو، وألّف في شعره ، رسالة (ماجستير) ، وبات يقرأ ، لطلاّبه ، ممّا كتبه ، عن الشاعر وشعره ! فأخطأ ، في شرح بيت ، خطأ واضحاً ، لايحتمل أيّ تأويل ! وحين لفتَ أحدُ الطلبة ، نظره ، إلى المعنى الصحيح للبيت ، أصرّ على شرحه ، بالطريقة التي شرحه بها ، في الكتاب ! وحين حاول الطالب ، التأكيد ، على المعنى الصحيح ، نهره المدرّس ، وأسكته ، مؤكداً ؛ أن المعنى الذي ذكرَه ، هو الصحيح ، قطعاً ، وأمرَ الطالب ، بالصمت !
وإذا استبُعد الجهل والحماقة ، عن سلوك المدرّس ، هنا ، فلن يبقى ، سوى المكابرة والعناد؛ تحاشياً ، لظهور المدرّس ، بمظهر الجاهل !
النموذج الثاني : كان يشرح بيت شعر، لشاعر قديم ، فشرحه ، بطريقة تحتمل المعنى، الذي ذكرَه ، وتحتمل معنى آخر، أكثر قرباً ، من المعنى الذي أراده الشاعر!
وحين لفت نظره ، أحدُ الطلبة ، إلى المعنى الثاني ، الذي تدلّ عليه قرينة ، في البيت ، ذاته ، توقّف قليلاً، متأمّلاً المعنى ، الذي أوردَه الطالب ، وقال له ، ببساطة: المعنى الذي ذكرتَه جيّد، لكني أحسب ، أن المعنى الذي شرحتُه ، أنا ، هو الذي قصده الشاعر! ثمّ صمتَ قليلاً، وقال: يبدو لي ، أن المعنيين متقاربان ، وهما صحيحان ، كلاهما ! ثمّ تأمّل ، في المعنى الثاني ، وقال للطالب : أقول لك ، إن المعنى ، الذي ذكرتَه ، أنت ، أقوى من المعنى ، الذي شرحته أنا؛ وذلك ، لوجود قرينة في البيت ، ترجّح المعنى ، الذي ذكرته ، أنت ، وعلى هذا يكون الشرح الصحيح ، للبيت ، هو كما ورد ، في كلامك !
هذان النموذجان ، مرّا على الجامعة ، منذ ما يزيد ، على نصف قرن، من الزمان ، لكنّ نسبة الاحترام ، لكلّ منهما ، تختلف بينهما ، بقدر احترام ، كلّ منهما ، لنفسه ، ولعقول طلاّبه !