الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قمة بوتين – اردوغان في موسكو: جمل فضفاضة حول ملف إدلب السوري وعروض سلاح ومصالح تجارية

قمة بوتين – اردوغان في موسكو: جمل فضفاضة حول ملف إدلب السوري وعروض سلاح ومصالح تجارية

29.08.2019
هبة محمد


القدس العربي
الاربعاء 28/8/2019
دمشق – "القدس العربي" : شهد الميدان السوري تطورات قفزت إلى مرحلة متطورة من التسخين، بعدما هاجمت فصائل المعارضة مجموعة مواقع عسكرية لقوات النظام على محاور عدة في ريف إدلب شمال غربي سوريا، أسرت وقتلت خلالها أكثر من 30 جندياً للنظام وضابطاً من القوات الروسية الخاصة، تزامناً مع القمة الرئاسية الروسية – التركية في موسكو، التي جمعت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي طغت عليها عروض السلاح الروسي، وتراجع الملف السوري عن الأولوية مقابل المصالح التجارية، واستخدام العبارات الغامضة نفسها حول إدلب، إذ يصعب استشفاف الكثير حول مستقبل المنطقة وما توصل إليه الزعيمان من التصريحات الرسمية، بانتظار الوقائع على رقعة الشطرنج السورية.
ميدانياً، قال النقيب ناجي مصطفى المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية –كبرى فصائل المعارضة المقربة من أنقرة – لـ"القدس العربي" إن المناورة السريعة التي اطلقتها الفصائل، حققت النتائج المرجوة منها، بعدما شنت "عملية عسكرية نوعية عقب استطلاع المنطقة، والتأكد من وجود حشود ضخمة في المنطقة، حيث تم التخطيط لها لاستهداف نخبة الضباط المتواجدين هناك، وهو ما توصلنا إليه فعلاً على الأرض حيث قتل العشرات منهم ودمرت بعض آلياتهم، واغتنمت قواتنا مدرعات وأسلحة ومدافع وكميات من الذخائر".
وشهدت محاور ريف إدلب الجنوبي "شم الهوا" و "السلومية" وغيرها ضربة استباقية بعد رصد حشود عسكرية للروس على تلك المحاور، حيث أكد مركز شام للدراسات مقتل جندي من القوات الخاصة الروسية بعد محاصرته من المجاهدين في إحدى النقاط في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
في الأثناء، انتهى اللقاء المغلق الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي استمر ساعة و20 دقيقة، في مطار موسكو جوكوفسكي الدولي، في العاصمة الروسية موسكو، تلاه اجتماع آخر على مستوى الوفود.
وأكد الرئيس التركي اردوغان انه اتخذ مع نظيره الروسي خطوات مهمة للغاية لحماية المدنيين في شمال سوريا، مشيراً إلى ان قتل النظام السوري للمدنيين في إدلب من البر والجو تحت ذريعة محاربة الإرهاب، هو أمر غير مقبول، كما أكد أن هجمات النظام في إدلب تسببت في مقتل أكثر من 500 مدني منذ أيار/مايو الماضي، وإصابة أكثر من ألف و200 آخرين، لافتاً إلى ان استهداف المدنيين في إدلب قد يعرض اتفاق "سوتشي" للفشل.
وقال الرئيس الروسي فلادمير بوتين، إن موسكو وأنقرة تواصلان أعمالهما بشكل مثمر في إطار مسار "أستانة" الذي يعد العملية الأكثر نجاعة لحل الأزمة السورية، ومشيراً إلى توصل القمة إلى ضرورة "القضاء على الإرهابيين في إدلب والقيام بما يلزم في هذا الخصوص" لافتاً إلى ان العلاقات التركية – الروسية تتطور استناداً إلى مبدأ الصداقة والاحترام والمصالح المتبادلة.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه حدد مع نظيره التركي، رجب طيب اردوغان، إجراءات إضافية لإرساء الاستقرار في منطقة إدلب لخفض التصعيد بسوريا والقضاء على بؤر الإرهاب هناك.
وقال بوتين، في مؤتمر صحافي مع اردوغان، عقب محادثات جرت بينهما الثلاثاء، على هامش معرض "ماكس-2019" للطيران والفضاء الدولي، إنهما أوليا اهتماماً خاصاً خلال اللقاء لقضية سوريا، مؤكداً اتفاقهما على "ضرورة التركيز على إرساء الاستقرار على الأرض في البلاد والتسوية السياسية.
وأضاف بوتين أن الأوضاع في منطقة إدلب لخفض التصعيد شمال غربي سوريا، تثير قلقاً متزايداً لدى كل من روسيا وتركيا، لافتاً إلى أن "المجموعات الإرهابية" هناك تواصل هجماتها على مواقع الجيش السوري بل القوات الروسية. وتابع بوتين: "حددنا مع الرئيس التركي الإجراءات الإضافية المشتركة للقضاء على بؤر الإرهاب في إدلب وتطبيع الأوضاع في هذه المنطقة وفي سوريا على وجه العموم، وأضاف "تحدثنا مع الرئيس اليوم حول هذا الموضوع بشكل مفصل، وتوصلنا إلى تفاهم حول ما يمكننا القيام به لحل هذه القضايا وكيف سنفعل ذلك". وشدد بوتين على أن الطرفين "ينطلقان من المبدأ الثابت للحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها إضافة إلى ضرورة منع تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ".
ورجح مسؤول تركي لرويترز أن يطلب الرئيس رجب طيب اردوغان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخاذ خطوات لضمان سلامة الجنود الأتراك في مواجهة هجوم من الجيش السوري في شمال غربي سوريا، وأبلغ المسؤول أن أمن الجنود الأتراك في سوريا هو واحد من أهم الموضوعات المطروحة للنقاش خلال الاجتماع.
وقال المسؤول "نتوقع من روسيا أن تستغل نفوذها على النظام في هذا الشأن. سنرد على أي هجوم يستهدف جنودنا، حتى لو كان محدوداً".
المعارض السياسي سمير نشار ترجم تصريحات الزعماء الروسي والتركي على التأكيد على اهمية اتفاق سوتشي الذي سوف يطبق بموافقة الرئيسين، وتعزيز التعاون في المجالات كافة وخاصة التجارة والسياحة.
وفسر الحديث عن أهمية وقف عمليات النظام السوري إلى توصل بوتين واردوغان إلى "تخفيف شدة القصف والهجوم لإعطاء مزيد من الوقت لتركيا لترتيب وضع الفصائل وإقناعها بفتح الطرق الدولية" واعتبر ذلك في حديث مع "القدس العربي" انه يصب في "تجنب المزيد من حركات نزوح المدنيين إلى الحدود التركية".