اخر تحديث
الخميس-02/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ قلّة الوَعي .. عَدمُ الوَعي: ذريعتان ، لفساد الفكر، أوالسلوك ، أو كليهما !
قلّة الوَعي .. عَدمُ الوَعي: ذريعتان ، لفساد الفكر، أوالسلوك ، أو كليهما !
28.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
الحُجج والذرائع والأعذار، كثيرة ، منذ القِدم ، للتخلّص ، من العقوبات ، المترتّبة ، على الانحرافات ، في : الفكر، أو السلوك ، أو في كليهما !
وقد ورد ذَكرُ بعضها ، في القرآن الكريم ، مثل قوله تعالى :
(إنّ الذين تَوفّاهم الملائكةُ ظالمي أنفسِهم قالوا فيمَ كُنتم قالوا كنّا مُستضعفين في الأرض قالوا ألمْ تكنْ أرضُ الله واسعةً فتُهاجروا فيها فأولئكَ مأواهم جهنّم وساءت مَصيراً ) .
الطفلُ والمجنون ، يَحتجّ لهما، غيرُهما، بعدم الوعي، إزاء أيّ انحراف، في الفكر، أو السلوك!
فبمَ يَحتجّ البالغُ العاقل الراشد ، على انحرافه ، في الفكر، أو السلوك ، طائعاً مختاراً ، مُريداً، عالماً بما يَفعل !
بعضُهم يَحتجّ بالشيطان ؛ فيصبّ لعناته عليه ، لأنه أغواه ، أو أغراه ، بالانحراف !
توفيق الحكيم احتجّ ، بعدم الوعي ، حين سُئل ، عن سبب صمته ، على جرائم عبد الناصر! فقد كان أمام ثلاثة أعذار، هي :
عدمُ الرؤية ، والجُبن ، وعدمُ الوعي !
عدمُ الرؤية : حجّة غير مقبولة ؛ لأن الجرائم / كانت ظاهرة للجميع !
الجُبن : - الذي كان هو السبب الحقيقي ، لصمت الحكيم - يثلم شخصية الرجل ؛ لذا حاول الحكيم تغطيته ، بعذر آخر! لقد رأى الحكيم ، ماحلّ بمعارضي عبد الناصر، من مآسٍ ، فخاف من مصير كمصيرهم ، وجَبُن عن اتخاذ موقف شجاع ، كمواقفهم !
أفضلُ عذر، رآه الحكيم ، هو عدم الوعي ! وبناء عليه ، ألّف كتابه : عودة الوعي !
والحالة التي واجهها توفيق الحكيم ، متكرّرة ، في سائر أنحاء الوطن العربي ! فبمَ يَحتجّ العقلاء، لتسويغ انحرافاتهم السياسية : بتأييد المجرمين ، قتلة الشعوب .. أو بالصمت المخزي ، إزاء جرائمهم !؟ وبم يحتجون ، لتسويغ الانحرافات الخلقية ، المصاحبة للانحرافات السياسية ، والتي مِن أبرزِها : تَظالمُ الناس ، فيما بينهم ، ولاسيما تظالم الأرحام ، فيما بينهم ، بالاستعانة ، ببعض الظلَمة ، في السلطة : كلّ يستعين بظالم ، للاعتداء ، على حقوق أرحامه !
ومن استطاع ، أن يجد لنفسه ، حجّة ، أو ذريعة ، يقنع بها نفسه ، أو غيره .. فهل يستطيع إيجاد حجّة ، أو ذريعة ، يقي بها وجهه ، من حرّ جهنّم ، يوم القيامة !؟