الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  قراءات منهجية في إرث الدعوة : اسم الإخوان لا يتغير

قراءات منهجية في إرث الدعوة : اسم الإخوان لا يتغير

07.01.2017
الأستاذ عمر التلمساني


بسم الله الرحمن الرحيم
قراءات منهجية في إرث الدعوة
اسم الإخوان لا يتغير
المرشد الراحل / الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله
يقولون: لماذا يتمسك الإخوان المسلمون، باسم الإخوان المسلمين؟!!
أهم يعملون لله أم للإخوان؟!!
لماذا لا يتخلون عن هذا الاسم إلى أي اسم آخر؟!
والجواب غاية في البساطة والوضوح، فالذين بادروا بالاستجابة إلى دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سماهم الله في كتابه بالسابقين، وظل هذا الاسم تشريفا لهم في القرآن نتلوه لك يوم، جزاء لهم على مبادرتهم إلى الاستجابة..(والسابقون السابقون).
ثم الذين أحاطوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانوا جميعا في ذروة الإيمان، وصحبتهم كلهم كلمة الصحابة، صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغم ذلك فقد صنفهم القرآن الذي نصلي بآياته، فمنهم المهاجرون ومنهم الأنصار، ومنهم الأعراب ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله)،
ورغم هذه الصفات لم يخدش ذلك من إيمانهم شيئا، فكلهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناصروه وجاهدوا معه، وبقيت الأسماء معالم على طريق الإيمان من ذلك اليوم حتى الآن، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولم يقل أحد إن المهاجر كان يعمل للمهاجرين، ولا الأنصاري كان يعمل لحساب الأنصار، بل الكل يعمل للإسلام، فلماذا إذً يعجبون من تمسكنا باسم الإخوان المسلمين، ويريدون منا تغييره، ويلحون في ذلك إلحاحا شديدا،
ولو رضي أي واحد من أفراد هذه الجماعة، فلن يكون في صفوفها حتى ولو كان أعمق منهم يقينا.
ولما فصلت الجماعة بعض أفرادها، قال مرشدها الأستاذ الهضيبي رضوان الله عليه، إننا لم نفصلهم طعنا في دينهم، ولكن لأنهم خالفوا بعض نظم الجماعة التي لن يستوي صفها، إلا بالذين يلتزمون نظمها،
فلماذا المطالبة بتغيير الاسم؟
إنها رغبة دونها خرط القتاد وبرك الغماد، لا تعصبا ولا جريا وراء شعارات تافهة، ولا تعاليا على مسلم على الأرض، ولا استئتاراً لرحمة الله دون غيرهم من المسلمين، ولكن لأسباب قدرناها فالتزمناها، وثبت عندنا مفعولها فاعتنقناها، وآتت ثمرها فارتضيناها:
أولا: أصبح اسم (الإخوان المسلمون) مدرسة يتتلمذ في معاهدها الدعاة العاملون المخلصون المجاهدون.
ثانيا: أصبحت دعوة عالمية في مشارق الأرض ومغاربها، فلو تخلى عنها في بلد، لم يتخل عنها الآخرون في بلد آخر، وبذلك يصبح تغيير الاسم ، مدعاة لتمزيق وحدة الصف، وهذا ما لا يرضاه واحد من الإخوان المسلمين لجماعته النقية البريئة. فالتمسك بالاسم خير من المشاحنة عند تغييره.
ثالثا: إن هذا الاسم أغلى علينا من حياتنا، لأن العاملين تحت رايته، رووه بالنصب والتعب والاحتساب والاحتمال، والدماء الزكية التي سالت في سبيل الله استشهادا، فمن التنكر للشهداء الأبرار أن نتخلى عن اسم سجلوه في صفحات الجهاد بدمائهم الطاهرة.
والله أكبر ولله الحمد