الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  قبور المهجرين أو أشجار الآس

قبور المهجرين أو أشجار الآس

24.09.2019
زهير سالم




وفِي بعض الأخبار أن مقابر المسلمين في ديار الهجرة ضاقت بالسوريين . وصدت عن موتاهم ، وسدت رحبها  أمام جنائزهم . فصار المهاجرون من السوريين  يتنقلون بجثامين موتاهم من مدينة إلى مدينة ومن بلدة إلى بلدة لعلهم يرون لجثامين موتاهم مأوى ...ألا قُتل الانسان ما أكفره ...!!
وفِي بقية الأخبار الفاجعة أن أهالي قرية من قرى لبنان ، لعل لاهلها من اسمها نصيب ، نبشوا عن قبر طفل في الرابعة من عّمره  ، وأخرجوه من مرقده ، وردوا الجثمان على والديه المفجوعين بموته لتجدد الفاجعة من جديد ....  ألا  قُتل الانسان ما أكفره ...!!
لا أعلم أثرا في جيرة الصالحين في القبور . وعندنا في حلب مقبرة كبرى تسمى مقبرة الصالحين . وأوصى سيدنا عبد الله بن مسعود ان يدفن بجانب سيدنا عثمان بن مظعون . وأكرم بجيرة صالحة في قبر بفلاة .
قبر طفل مروع شريد غريب نحتسب ان يكون أبقى على أهل المقبرة من شجرة آس تبقى خضراء على مر السنين ..
ذكرى لأصحاب العقول والقلوب والضمائر .
ألا فطوبى للغرباء ..
وطوبى للذين يصلحون إذا فسد الناس .
وطوبى للذين يصلحون ما أفسد الناس .
وطوبى لمن يأخذ على يد السفهاء فيكفها قبل ان يعم الناس العذاب ..
ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم ..
ثم يسألون : وأين الله ؟!
الله رحمن رحيم حاضر لا يغيب قيوم السموات والأرض ومن فيهن . قوله الحق وله الملك .
لندن : ٢٤ محرم / ١٤٤١
٢٣ /٩ / ٢٠١٩
ــــــــــــ
*مدير مركز الشرق العربي