اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ عَولمَة الأرض ، اليوم : تُعجّل في تقدّمها ، أم في دمارها ؟
عَولمَة الأرض ، اليوم : تُعجّل في تقدّمها ، أم في دمارها ؟
11.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
عولَمةُ الأرض - حتى تصبح قريةً صغيرة - تعجّل ، في خرابها ؛ فمفاتيحها بأيدي قوى الشرّ، والأزرارُ النووية، بأيدي شياطين ، يدمّر أحدُها العالمَ ، إذا استطاع ، حين يجد نفسَه ، سيدمَّر!
الصعود الشاقولي ، في وسائل الدمار، مع الهبوط الشاقولي ، في الأخلاق : معادلة صعبة ، مخيفة ، فالحضارة تحتاج ، إلى أخلاق تمسكها ، وإلاّ دَمّرت نفسَها !
أين العقلاء ، من صنّاع الحضارة ؟
أين العلماء ، في الدول ، التي صنعت الحضارة ، وباتت تصدّرها ، إلى البشرية ؟ (على مذهب مَن جعل المدنية ، هي الحضارة ، ولم يجعل المدنية ، مستقلة عنها ؛ ولم يجعل لكلّ أمّة حضارتَها ، الخاصّةَ بها)!
أين سدنة الحضارة ، المحافظون عليها ، المشفقون على ضحاياها : الحاليين ، والمرشّحين ، لأن يكونوا ضحايا، من أبناء دول الحضارة ، ومن أبناء الدول المختلفة ، التي تُمِدّ الحضارة ، بأنساغها : البشرية ، والاقتصادية ، وغيرها ؟
أين الكتّاب ، والمفكّرون ، والمختصّون.. العقلاء، في كل علم وفنّ ؛ ممّا يجري ، اليوم : لهم ، ولأهليهم ، ولشعوبهم ، ولدولهم .. وممّا سيجري ، إذا تعامَوا ، عمّا يمارسه : عسكرُ الحضارة الحالية ، وساستّها ، وإعلاميوها ، وأجهزة استخباراتها..عمّا يمارسه هؤلاء ، ومَن يؤازرهم ، ويسير في ركابهم ، من : وصوليين ، وانتهازيين ، ومصفّقين ، ونافخين في الأبواق !؟
مَن يُمسك ، بمقاليد القوّة ، اليوم ، بأنواعها : العسكرية ، والأمنية ، والاقتصادية ، والإعلامية ..!؟
إنهم الشواذّ ، في كلّ شيء : شواذّ في النزعات النفسية ، وشواذّ في الأخلاق البشرية ، وشواذّ في شدّة أنانيتهم ، وشواذّ في نظرتهم إلى الإنسان ، وشواذّ في تعاملهم مع العالم ، الذي يعيشون فيه ..!
وإنهم المنحرفون ، عن كلّ قيمة سامية ، وعن كلّ طبع أصيل ، وعن كلّ خلق نبيل ..!
إنهم الذين يصنعون السلاح ، ليقتلوا الناس به ، ويقبضون ثمنه .. ويصنعون العلاجات ، التي تداوي جرحى سلاحهم ، ويقبضون أثمانها .. ويُعيدون بناء ماهدّمته أسحلتهم ، ويقبضون أثمان البناء.. وينشرون في العالم، الفيروسات الفتاكة ، التي يصنعونها في مختبراتهم ، ليصنعوا مضادّاتها وعلاجاتها ، ويقبضون أثمان المضادّات والعلاجات !
إنهم الذين يدمّرون أبناءهم ونساءهم ؛ وبالتالي أنفسهم ، باسم الحرّية الشخصية ، التي تبيح أشنع أنواع الانحراف والشذوذ ، التي يصعب تخيّلها ؛ ممّا يؤدّي ، بالضرورة ، إلى تفكّك الأسر ودمارها ! فلا يثق أحد ، من أفرادها، بأحد، ولا يقيم الابن وزناً ، لأمّه أو أبيه ، إذا عرفهما ، كليهما ، أو عرف أحدهما !
إنهم الذين يصفون الطالب ، الذي لا يصاحب فتاة ، في المدرسة الإعدادية ، أو الثانوية ، فيزني بها.. يصفونه بأنه مريض نفسياً ، ويحتاج إلى معالجة ، من مشرف اجتماعي ، أو من طبيب مختصّ ، إذا كان ذا عفّة وطهارة .. ويصفون الطالبة ، التي تحرص على شرفها وعرضها ، فلا تزني ، مع زميل لها ، أو صديق.. يصفونها ، بأنها مريضة ، نفسياً ، بحاجة إلى علاج ! أمّا الأطفال ، الذين يولدون من السفاح ، فيُرمى بهم ، في حاويات النفايات ، أو في دور رعاية الأيتام ، إذا وُلدوا أحياء !
هؤلاء هم صنّاع الحضارة ، وسدَنتها ، وحرّاسها ! إنها الحضارة ، التي تنبّأ بسقوطها ، قبل نصف قرن ، أحد مفكّريها الكبار، ومنظّريها المعدودين ، المميّزين : كولن ولسون ، في كتبه المعَمّقة ، الجادّة ، من مثل : (اللامنتمي) ، و (سقوط الحضارة) ، وسواهما !
لم يَعد العالمُ ، اليوم ، كرة أرضية ، فيها شعوب ودول ، لكلّ شعب خصائصه وميزاته ، ولكلّ دولة سيادتها واقتصادها وأمنها .. بل صار العالم ، كلّه ، أشبه مايكون ، بقرية ، مختلطة الأجناس ، والألوان ، والأعراف، والتقاليد .. تتحكّم بها ، عصابات الشذّاذ ، والمنحرفين ، والمجرمين(إجرامياً حضارياً) !
فإلى متى !؟