الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عن احتفال نصر اللـه والأتباع بسقوط حلب

عن احتفال نصر اللـه والأتباع بسقوط حلب

17.12.2016
ياسر الزعاترة


الدستور
الخميس 15/12/2016
في آخر خطاب له قبل أيام؛ احتفل أمين عام حزب الله بما يجري في حلب قبل سقوطها، معتبرا أن معركتها سيكون لها ما بعدها على صعيد المنطقة برمتها. وحين نتذكر أن نصر الله هو بندقية بيد الولي الفقيه في طهران، أو “ولي أمر المسلمين”، حسب تعبيره، فهذا يعني أن التداعيات التي يتحدث عنها تعني مزيدا من التقدم لمشروع سيده الطائفي. ولا حاجة لستر هذه اللعبة، فقد باتت مفضوحة، وإذا كان هو يناور حين يتحدث عنها، فهناك آخرون يتحدثون بصراحة ووضوح، ومن يتابع مواقع التواصل وما يكتبه أنصاره، سيجدهم يقولون ما لا يقوله هو علنا، وحين يصل الأمر حد جهرهم بالاحتفال بذكرى استشهاد الخليفة عمر بن الخطاب، فهذا يعني أن شيئا لم يعد يستحق المداراة، فالزمن زمنهم حسبما يعتقدون، وآن أوان الأخذ بثارات التاريخ؛ من سقيفة بني ساعدة، وحتى اليوم!!
منذ الشهور الأولى لعسكرة الثورة في سوريا، قلت شخصيا إن سوريا ستغدو أفغانستان إيران، وأن هذه المعركة ستطول، وكان مرد ذلك هو القناعة بأن غرور القوة الإيراني لن يسمح بالتخلي عن نظام يعتبره خامنئي ومحافظوه ركنا من أركان المشروع، في ذات الوقت الذي كان واضحا، وقلناه في ذات التوقيت أيضا هو أن خيار أمريكا تبعا للكيان الصهيوني سيكون إطالة أمد الصراع لاستنزاف الجميع في المنطقة، وهو ما كان عبر الضغط الجميع لمنع السلاح النوعي عن الثوار، والتدخل بأشكال شتى كي لا يسقط النظام، وصار الأمر أكثر إلحاحا بحضور الحركات الجهادية، ثم صار أكثر حسما بعد التدخل الروسي الذي يفضل الأمريكان أن ينطوي على مستنقع طويل، ونتذكر كلام أوباما في مقابلته المطولة مع “أتلانتيك”، حين قال إنهم (أي الروس) تورطوا في مستنقع، فلماذا علينا أن نخرجهم منه؟!
لا يتذكر نصر الله أن الأمريكان دخلوا إلى العراق بوقت وخسائر أقل من معركة حلب، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ لقد دخلوا في مستنقع ونزيف لم يلبث أن دفعهم إلى التحالف مع القوى التي تدعمها إيران (مع قوىً سنية أيضا)، وفيما كنا نهاجم الفئة الأخيرة (المقاومة كانت عربية سنيّة)، كان نصر الله يدافع عن جماعته. هذا للتذكير فقط!!
شهور من القصف والإبادة حتى دخلوا حلب،فكم سيستغرق الأمر مع بقية المناطق التي يسيطر عليها الثوار، ثم لنفترض أنهم (أي الثوار) فقدوا كل الأراضي، هل سينتهي كل شيء أيضا؟!
الثورة؛ أي ثورة، لا تحتاج لأكثر من قضية عادلة، وحاضنة شعبية، ومدد خارجي، وكل ذلك سيبقى متوفرا، إلى جانب أناس عقائديين ووطنيين، سيواصلون حربهم ضد طغيان، ومشروع طائفي، ولو دام سنوات طويلة.
لا سوريا ستستكين لأدوات خامنئي، ولا اليمن سيخضع لهم، وهم الآن محشورون أيضا في مناطق معينة، ولا العراق سيستقر بعد الموصل، ليس لأن الأكراد سيمثلون مشكلة جديدة وحسب، ، بل أيضا لأن احتجاج العراقيين، بمن فيهم الشيعة كان طوال الوقت ضد طبقة سياسية فاسدة نصّبتها إيران، ولا نعرف إن كانت أخبار الإهانات التي يتلقاها المالكي في مدن الشيعة في العراق تصل نصر الله أم لا؟!
خلاصة القول هي أن مشهد المنطقة أصبح واضحا كل الوضوح، فهناك عدوان إيراني يستخدم الأقليات ضد الغالبية، ولن يستقر الوضع ما لم ينكسر هذا العدوان، ويبلغ سيده مرحلة الرشد، ولا شك أن صراعات الداخل الإيراني جراء النزيف الطويل، والصراع التقليدي بين قطبي السياسة سيكون لها دورها في اللعبة أيضا. ولننتظر ونرى.