الرئيسة \  كتب  \  عناوين من المكتبة العربية والعالمية في أسبوع 1/5/2017

عناوين من المكتبة العربية والعالمية في أسبوع 1/5/2017

02.05.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي

 عناوين الكتب
  1. كتاب يوثق اتهام هتلر كمجرم حرب
  2. ثلاثة كتب تكشف الحقيقة البشعة عن الحروب
  3. صدور كتاب "العرب: معضلات ما بعد الربيع" عن "شومان" و"العربية للنشر"
  4. إزاحة الستار عن كتاب "مذكرات آية الله هاشمي رفسنجاني"
  5. "ماكس هافلار" كتاب قتل الاستعمار
  6. صدور ترجمة كتاب "حضارات السند البائد" للبريطاني أندرو روبنسون
  7. ‘إن كنت تبحث عن الله‘.. كتاب جديد
  8. كتاب جديد يكشف صوراً فوتوغرافية بالألوان للحرب العالمية الثانية
  9. "الكتاب الأسود" تتصدر مبيعات "نيويورك تايمز
  10. كتاب : ترامب في مواجهة أوروبا
  11. صفقة جديدة.. للاجئين!
  12. الشعبوية السياسية واستفحال تأثيرها
  13. دعوة إلى مزيد من التفهم الإنساني لمأساة العصرالمصدر:
  14. ظاهرة تهدد شريحة كانت نبع الإبداع والابتكار
  15. شكيب أرسلان: سيرة بعيدة عن الغموض
  16. روجر هاردي في «البئر المسممة: الإمبراطورية وإرثها في الشرق الأوسط»: الغرب لم يفهم بعد أسباب نشوء القومية العربية والإسلامية
  17. الجرأة.. إرث أوباما في مواجهة منتقديه
 
كتاب يوثق اتهام هتلر كمجرم حرب
مكة - مكة المكرمة
كشف كتاب «حقوق الإنسان بعد هتلر»، الجديد الذي يدرس ملفات محظورة من لجنة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة، أن هتلر اتهم بأنه مجرم حرب خلال الحرب العالمية الثانية وقبل وفاته.
ويقول الكتاب - الذي ألفه الأكاديمي البريطاني دان بليش - إن هتلر وضع في أول قائمة لمجرمي الحرب في ديسمبر 1944، لكنه وضع بعد نقاش واسع النطاق واتهامات رسمية وجهتها دولة تشيكوسلوفاكيا التي احتلها النازيون.
ووفقا للكتاب، قررت اللجنة الشهر الماضي أنه يمكن اعتبار هتلر مسؤولا جنائيا عن أعمال النازيين في الدول المحتلة، وبحلول مارس 1945 أي قبل شهر من وفاته، وافقت اللجنة على سبع لوائح اتهام منفصلة ضده لارتكابه جرائم حرب وفقا لموقع WSOCTv.
========================
ثلاثة كتب تكشف الحقيقة البشعة عن الحروب
ترجمة - رصد ، كتب :يوسف ناجي - اخر تحديث الأحد 23 إبريل 2017 - 23:40 م القاهرة
كيف كانت الحروب قبل الحضارة الإنسانية؟ هل تصوير هوليوود للإنسان قبل الحضارة كان صحيحًا؟ هل مشاهد الحروب التي نراها في سينما هوليوود تصوِّر حقيقة ما يحدث؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا عن أصل الحروب وحقيقة ما يحدث في أرض المعارك، أجاب عن بعضها الكاتب راسل سالتزمان من خلال تحليله لثلاثة كتب تتحدث عنها.
ونشرت صحيفة "أليتيا" مقالًا تحليليًا للكاتب راسل سالتزمان لهذه الكتب، التي جاءت بعناوين "الحرب قبل الحضارة: أسطورة الوحشية السلمية" للكاتب لورانس كيلي، صدر عام 1996، و"الحرب هي القوة التي تعطينا معنى" للكاتب كيريس هيدجيز وصدر عام 2003، و"الحيوان الأكثر خطورة: الطبيعة البشرية وأصول الحرب" للكاتب ديفيد لفينجستون سميث وصدر عام 2007م.
ورأى سالتزمان أن الحرب والقتل والأسلحة تبدو متأصلة في الطبيعة البشرية منذ القدم.
وإلى نص المقال:
في كتاب "الحرب قبل الحضارة: أسطورة الوحشية السلمية"، أظهر الكاتب لورانس كيلي الحياة ما قبل التاريخ وصوّرها على أنها "وحشية وسيئة"، ولا تبدو مثالية كما صوّرها جان جاك روسو في نظريته عن الطبيعة البشرية، التي تبنتها هولييود وظهرت في الأفلام؛ سواء من خلال حياة الأميركيين الأصليين النبلاء أو قبائل إفريقيا أو غيرهم، وتصويرهم وكأنهم يعيشون في انسجام مع الطبيعة في سلام مع بعضهم البعض؛ ولا يعتبر ذلك صحيحًا إذا كان استنتاج كيلي في محله.
وكانت الحروب القديمة قاتلة، وإذا تم نقل أساليب الحروب والوحشية إلى حروب القرن العشرين لوصل عدد القتلى إلى حوالي مليارين أو أكثر، ولا تختلف المجتمعات الحديثة كثيرًا في عنفها عن المجتمعات القديمة؛ ولكنها تعتبر أقل وحشية.
وفي كتاب "الحرب هي القوة التي تعطينا معنى"، استخدم المراسل الحربي كريس هيدجيز عنوانًا اعتبره عديدون ساخرًا، وقال في كتابه إن "الحرب تعطينا هدفًا للحياة ومعنى وسببًا"، واعتبر أن اندفاع الحرب يعطي شعور الإدمان نفسه.
وكان كريس سطحيًا في حديثه عن أصل الحرب؛ ولكنه كان بارعًا في إظهار النتائج والحديث عن الدمار النفسي للناجين بعد انتهاء الحرب.
أما الكاتب ديفيد لينفنجستون سميث فيأخذ قُرّاءه في جولة متعددة التخصصات في كتابه "الحيوان الأكثر خطورة: الطبيعة البشرية وأصول الحرب"؛ حيث يدمج بين علم الأنثربولوجيا وهوليوود، والتطور البيولوجي وعلم النفس، وعنف ما قبل التاريخ وعنف القبلية، والبروباجندا وأعداء اللاإنسانية، وتحدث عن الوحشية المفرطة للمعارك والقتل وطريقة تجاهل البشر لذلك.
واقتبس من الجنرال جون هيكيت حديثه عن مشاهد الأفلام؛ حيث اعتبر أن الأفلام لا تصور حقيقة ما يحدث في المعارك. فعلى سبيل المثال، يُقتل الجنود بمتفجرات قوية في المعارك الحقيقية ويتحولون إلى أشلاء، أما في الأفلام تتطاير الجثث وتقع سلمية ومتماسكة، وإذا سقطوا برصاص الأعداء فإنهم يقعون كالأطفال، واعتبر هيكيت أن الرجال يجب أن يكرهوا الحرب لا أن يستمتعوا بها مثلما يحدث عند مشاهدتهم للأفلام.
========================
صدور كتاب "العرب: معضلات ما بعد الربيع" عن "شومان" و"العربية للنشر"
تم نشره الثلاثاء 25 نيسان / أبريل 2017 06:57 مساءً
المدينة نيوز :- صدر حديثا كتاب ""العرب: معضلات ما بعد الربيع"، الذي ضم مجموعة من الدراسات والابحاث لنخبة من المفكرين والباحثين العرب، عن مؤسسة عبدالحميد شومان بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.
وشارك في دراسات وابحاث الكتاب الذي جاء في 174 صفحة من القطع الكبير، كل من خيري منصور وجودة عبدالخالق واحمد السيد نجار وعبد الفتاح مورو وحمادة فراعنة وعلي محافظة واسامة الغزالي حرب وباسل البستاني وعمر الرزاز ويوسف منصور وخير الدين حسيب وخالد الوزني وجواد العناني وفؤاد بسيسو.
وجاء في مقدمة الكتاب التي كتبها نائب رئيس الوزراء الاسبق مروان المعشر ان عنوان الكتاب يوحي وكأن ما يسمى بـ"الربيع العربي" مرحلة انقضت وطويت صفحتها، وان العرب اليوم في صدد مواجهة معضلات ما بعد تلك المرحلة، بيد ان الكتاب لا يقصد ذلك، لان الاسباب التي ادت بنا الى الثورات العربية خلال الاعوام الستة المنصرمة لم تنته.
واشار المعشر في المقدمة الى أن تلك الاسباب التي اعتبرها تضاعفت في الواقع المح اليها الكتاب والباحثون المساهمون فيه، مبينا ان التوصيف الادق للمرحلة هو انتهاء المرحلة الاولى من ما يسمى "الربيع العربي" والتي اتسمت برفض الواقع الراهن.
ولفت الى ان اهمية المساهمات الفكرية تكمن بانه يجب ان لا تكتفي بتشخيص الداء او نسف الاطر القديمة بل يتعين ايضا ان تحاول وضع اطر فكرية حديثة كفيلة بتطوير المجتمعات العربية.
========================
إزاحة الستار عن كتاب "مذكرات آية الله هاشمي رفسنجاني"
رمز الخبر: 3965034 - السبت ٢٩ نيسان ٢٠١٧ - ١٦:٤٧
يزاح اليوم الستار عن كتاب "مذكرات آية الله هاشمي رفسنجاني" رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام السابق والذي توفي مطلع العام وذلك بحضور متولي مرقد الامام الخميني (ره) حجة الاسلام حسن خميني.
وأفادت وكالة مهر للأنباء إن أول كتاب لمذكرات آية الله هاشمي رفسنجاني سيرفع الستار عنه غداً بحضور متولي مرقد الامام الخميني (ره) حجة الاسلام حسن خميني في المكتبة الوطنية الايرانية.
وضعت مذكرات آية الله هاشمي رفنسجاني عام 1994 بإشرافه إلى جانب كتاب آخر "الأيام والأقدار"  الذي يتناول موضوع الدفاع المقدس، حيث سيزاح الستار عن هذين المؤلفين بحضور رئيسة منظمة الوثائق والمكتبة الوطنية "اشرف بروجردي" ووزير الثقافة والإرشاد والاسلامي رضا صالحي اميري وآية الله سروش محلاتي.
الجدير بالذكر إن مراسم إزاحة الستار ستقام عند الساعة 14.30 بالتوقيت المحلي. /انتهى/.
========================
"ماكس هافلار" كتاب قتل الاستعمار
إيلاف- متابعة
ليس "ماكس هافيلار" كتابًا عاديًا. فأخيرًا ظهر بالعربية، بعدما ترجم بلغات كثيرة، وهو الذي قتل الاستعمار، كما يقول الروائي الأندونيسي برامويديا أنانتا تور.
إيلاف: صدرت أخيرًا الترجمة العربية الأولى لرواية "ماكْس هافِلار: مزادات القهوة في شركة التجارة الهولندية" Max Havelaar: Or the Coffee Auctions of the Dutch Trading Company للكاتب الهولندي إدوَرد داوِس دِكَر، المولود في سنة 1820 في أمستردام. وهذه روايةٌ سِيَرية ساخرة يوثق فيها داوس دِكَر معاناته الشخصية خلال عمله بصفة مساعد مقيم في ليباك في جاوا التي كانت في تلك الأثناء مستعمرةً هولنديةً.
اتخذ دِكَر لنفسه اسمًا أدبيًّا هو مُلتاتولي ليعبّر عن مكابدته ومرارته، حيث إن هذا الاسم يعني باللاتينية "تَحَمَّلْتُ كثيرًا".
منظوران متنافران
كان دِكَر يأمل أن يُعرَض عليه منصبٌ في إدارة المستعمرات يُعيد إليه اعتباره، ويؤدي إلى تحسين وضع الجاويين، لكن حين رفض وزير المستعمرات الهولندي أن يعيّنه من جديد في أندونيسيا، كان لا بد من نشر الكتاب.
وحين نُشرت الرواية في عام 1860، أحدثت جدالًا سياسيًا واجتماعيًا هائلًا، حيث انتابت جسدَ الأمة الهولندية “قشعريرةٌ" من جَرّائها، وأدت في نهاية الأمر إلى إصلاحاتٍ كثيرةٍ.
كتاب حارب الاستعمار
تُروى أحداث الرواية من منظورين متنافرين: في البداية، نلتقي بسمسار القهوة الأمستردامي دروخستوﭘل، الذي تستحوذ تجارة القهوة على كل تفكيره وأفعاله، ويدّعي أنه مخلص لعمله والحقيقة، لكنه في الواقع شخصية كاريكاتيرية.
وتتضح سخرية المؤلف منه من خلال إعطائه اسم بَتافوس دروخستوﭘل، الذي يعني "الهولندي المتحذلق" (باللاتينية والهولندية على التوالي). وحين يلتقي دروخستوﭘل بزميل دراسته القديم ماكس هافلار، وكان قد عاد للتو من جاوا فقيرًا مُعدمًا، نطالع منظورًا مختلفًا للأحداث.
نكتشف هذا المنظور في المخطوطة التي يطلب هافلار من دروخستوﭘل أن يساعده على نشرها. والمخطوطة، التي تُكذِّب رؤية دروخستوﭘل السطحية للأحداث، تروي قصة حياةَ شابٍّ مثالي يعمل في السلك المدني في الإدارة الاستعمارية الهولندية في جاوا، وهو يحاول حماية الفقراء والمستضعفين الجاويين، من جور الزعماء المحليين والحكومة الاستعمارية الهولندية، فلا يُفلِح إلا في دفع الإدارة إلى إقالته.
كتاب قتل الاستعمار
كان كتاب ماكس هافيلار مسؤولًا عن الحركة القومية التي أنهت الاستعمار الهولندي في أندونيسيا بعد عام 1945، إذ كان مفيدًا في تفعيل الدعوة إلى إنهاء الاستعمار في أفريقيا وأماكن أخرى في العالم. وهكذا، ماكس هافيلار هو الكتاب الذي قتل الاستعمار، وفقًا للروائي الأندونيسي برامويديا أنانتا تور.
في الفصل الأخير، يعلن المؤلف أنه سيترجم الكتاب "إلى اللغات القليلة التي أعرفها، وإلى اللغات العديدة التي أستطيع أن أتعلمها". في الواقع، ترجم كتاب ماكس هافيلار إلى أربع وثلاثين لغة. وترجم أول مرة إلى اللغة الإنجليزية في عام 1868.
في أندونيسيا، استشهد بالرواية كإلهام من سوكارنو وغيره من القادة القوميين الأوائل، مثل سفير إندو (أوراسيا) المؤلف ديكر الذي قرأها باللغة الهولندية الأصلية. ولم يترجم الكتاب إلى اللغة الأندونيسية حتى عام 1972. أما المترجم إلى العربية فهو موسى الحالول، أكاديمي ومترجم سوري وُلِد في الرقة في عام 1965.
========================
صدور ترجمة كتاب "حضارات السند البائد" للبريطاني أندرو روبنسون
الإثنين 01/مايو/2017 - 04:16 ص
صدى البلد
 محمد مندور
أصدر "كلمة" الترجمة العربية لكتاب "حضارات السند البائد" للكاتب أندرو روبنسون، ونقله إلى العربيّة د. مصطفى قاسم.
يشير الكتاب إلى أن ثمة إجماع بين المؤرخين وعلماء الآثار على أن الحضارة ظهرت -متزامنة تقريبًا - على الأراضي المروية على طول ضفاف ثلاثة نظم نهرية: دجلة والفرات في بلاد ما بين النهرين، والنيل في مصر، والسند وروافده في شمال غرب شبه الجزيرة الهندية. كما كان للمدن السومرية التي يربو عددها على عشر والتي ظهرت بالقرب من مصب نهري دجلة والفرات بين العامين 3500 و3000 ق.م، أسبقية زمنية بسيطة على الحضارتين المصرية والسندية اللتين انبثق فيهما تعقيد اجتماعي مماثل بعد نحو ما بين قرنين وخمسة قرون.
ويؤكد المؤلف ان الفترة المبكرة لحضارة السند امتدت بين نحو العامين 3500 و2600 ق.م، إذ في العام الأول بدأ استيطان هَرَبّا وربما موهنجو دارو الواقعتين على نهر السند وأحد روافده، اللتين كانتا في أثناء طور "نضج" حضارة السند الممتد بين نحو العامين 2600 و1900 ق.م تضاهيان مدنا مثل ممفيس في مصر وأور في بلاد ما بين النهرين. وبين نحو العامين 1900 و1700 ق.م، ولأسباب غير معلومة حتى الآن، دخلت حضارة السند طورها المتأخر وبدأت المدن السندية في الأفول، والكتابة السندية في الاختفاء، وأخذ الناس يهجرون المدن.
يقول في كتابه : " للوهلة الأولى، تبدو حضارة السند مغبونة مقارنة بالنجمين الحضاريين الآخرين: مصر وبلاد ما بين النهرين، وهو ما يمكن إرجاعه إلى وضعية هذه الحضارة من حيث الإنجاز الفني والمعماري والثقافي والفكري مقارنة بالحضارتين الأخريين من جانب، ومن جانب آخر إلى مدى انكشاف هذه الحضارة وحاضنتها الاجتماعية والثقافية والسياسية للعالم، أيضا مقارنة بالحضارتين الأخريين. فإنجاز هذه الحضارة، أو ما بقي منه، أو ما تكشف منه على الأقل، لا يضاهي بحال من الأحوال إنجاز حضارة مصر وبلاد ما بين النهرين فنيا ومعماريا وثقافيا وفكريا، والأهم من ذلك- أو قل ربما يكمن أحد الأسباب الأساسية وراء ذلك في- أن الكتابة السندية لم تفك رموزها حتى الآن بعد نحو قرن شهد أكثر من مائة محاولة فاشلة لفك مغالقها".
مؤلف الكتاب أندرو روبنسون كاتب وصحفي بريطاني، له نحو خمسة وعشرين كتابًا في الفنون والعلوم، يكتب لمجلات "كارنت ورلد آركيولوجي" و"ذا لانسيت" و"نيتشر آند ساينس". من أحدث كتبه "لغات بائدة – لغز رموز الكتابة التي لم تحل في العالم" World’s Undeciphered Scripts (2009) و"الزلازل – الطبيعة والثقافة" (2012) و"الهند – تاريخ موجز" (2014). كان زميلا زائرا بجامعة كامبردج، وحاليا زميل الجمعية الآسيوية الملكية.
========================
‘إن كنت تبحث عن الله‘.. كتاب جديد
رفوف المكتبات - 01/05/2017 10:26
مدار الساعة - الملفت للانتباه في كتاب" إن كنت تبحث عن الله" لمؤلفه المهندس غيث البطيخي، والصادر حديثاً عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان- الأردن، والذي يقع في (326) صفحة من القطع الكبير، هو أنه يصدر عن شاب يحاول أن يقدم إجابات على العديد من الأسئلة والتساؤلات التي يطرحها ويثيرها الشباب، وهو لا يقدمها بالأسلوب الوعظي التقليدي، بل على شكل حوارات يتكئ فيها على خلفية ثقافية زاخرة مستمدة من مطالعات واسعة وعميقة لكثير من كتب التراث، والفلسفة، والعلوم الطبيعية، لمفكرين وعلماء كبار، عرب وغير عرب. وهو يحاول إيقاد شعلة الأمل مستندا إلى الإيمان بقدرة الأمة على النهوض، وكأنه يسير عكس التيار السائد في مجتمعنا، الذي فقد الإيمان بالأمة وقدرة شبابها على التغيير.
يقيم المؤلف حوارات في ثلاثة مواضيع يتمحور حولها الكتاب، وهي: الإلحاد، والتشدُّد والإيمان، من منظور علمي وفلسفي. أما دوافعه لتأليف هذا الكتاب فهو يشير إلى أنه مثل الآخرين، إنسانٌ سئم التلقين والموروث، والانقياد والانصياع، والقتل والنزاع، وما فُرض عليه من ثقافة وفكر ديني، وملّ التضارب بين أقوال الناس وأفعالهم، وأنه إنسانٌ تعب من تلك الفجوة بين دينونة البشر وإيمانهم.
 ويسأل نفسه: كيف يدّعي الناس الإيمان، وهم يمارسون القتل؟ وكيف يجرؤون على الادعاء أن الله طلب منهم ذلك؟ ويخرج من كل ذلك بنتيجة أن أكثر الناس يفهمون الدين على هواهم، وهم بذلك يشوهون الدين، ويتناقضون مع الفطرة الإنسانية، التي لا تعرف لونا، أو عرقاً، أو جنساً، أو طائفة، أو مذهباً، الفطرة النقية التي لا يحدُّها مكان ولا زمان، والتي تأبى أن تنحاز لأي طرف أو عنوان، تلك الفطرة التي تعلم أن ما بداخلها، أرقى وأعمق من الاعتقاد بأن الإنسان وليد الصدفة، أو نتيجة احتمال رياضي مردود، الفطرة التي لا تقبل إلا العدل والحق، والتي هدفها الخير كله عاجله وآجله، الفطرة التي يولد عليها الإنسان بلا كراهية، ولا أحقاد، أو عنصرية، أو أقنعة أو أدمغة، تلك الفطرة السوية التي يراها الإنسان في نفسه عندما يختلي بوجدانه، ويرى نفسه في  بذور حقيقتها وأصول طبيعتها.
ومن خلال بحثه عن تلك الفطرة، بحث الكاتب عن الله، وعن الوجود والخلق، محكما عقله، مستخدما المنطق، وأسلوب البحث العلمي، وأسس العلم الحديث للوصول إلى نتائجه، فوجدها جميعا مترابطة.
إن هذا الكتاب مُعدٌّ لكل إنسان، سئم الهرطقات، وضاعت به السُبل وضاقت به الحياة، كتاب لكل من أراد العودة إلى الطريق ليهتدي، ويجد ما يُريحه من توافق بين المنطق وهدف الوجود، وهو كتاب يبحر فيه القارئ في مد من الفلسفة، وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والفيزياء، والأحياء، وعلوم الأرض، واللغات، والإدارة، وغيرها، ليصل إلى كهوف الإلحاد، وغابات اللادينية.
والهدف الذي وضعه الكاتب نصب عينيه هو إيجاد حوار عصري ناجح وناجع، يحتمل الصواب والخطأ، ويطمح بالإجابة على أسئلة جوهرية لطالما ما خطرت على أذهان البشرية على مر العصور، أسئلة من قبيل: هل للخالق من وجود؟ وهل هنالك دين صحيح؟ وما أهمية الأخلاق الحقيقية؟ وما الذي يربط الكتب السماوية بعضها ببعض؟ وما بال حالات التشدد التي نراها؟ وما الذي نقع فيه من تحيزات عقلانية، ومغالطات منطقية، عند إيماننا بشيء ما؟ وما قُدرة العلم على الإجابة على كل هذا في زمن العلم والعولمة؟
ويفصح الكاتب عن هدفه من إعداد هذا الكتاب، نافيا أن يكون كتبه بهدف الدعوة، أو لهدم النظريات السابقة، ولا لاتخاذ مواقف تجاه الآراء المختلفة، بل يريده أن يكون نقطة انطلاق لوضع بذرة أمل في فهم معاصر للأديان، ربما قد يخالفها من بعض المعتقدات الجوهرية التي وصلتنا من ثقافتنا والكتب الموروثة وغيرها من المعتقدات الشائعة في زمننا هذا.
ويركز الكاتب على أهمية الحوار بين الناس، الذي من شأنه التقريب بين الآراء، والحفاظ على المشترك بين الناس، والحفاظ على إنسانية الإنسان، فلا يهُم إن كنت مُلحداً أو مؤمناً، مسلماً أو مسيحياً، دهرياً أو يهودياً، بوذياً أو غير ذلك.
الكتاب مبنيٌ على أساس الدين والمذهب الواحد، ولا يُعنى في تفاصيل واختلافات المذاهب والأفكار لأي من الأحزاب والطوائف والشيع المختلفة. فالكاتب يرى أن جميع الأديان قدمت آراء وتأملات في فهم الدين، يمكنها أن تساعد المعرفة البشرية على النمو بعيداً عن النزاع المُمنهج والنقاش المبرمج.
ويرى الكاتب أن الإيمان الحقيقي عبارة عن رحلة، تبدأ بالشك والسؤال والتفكر والتدبر، وتنتهي بمعرفة الحقيقة، واختيار السبيل الأمثل. وأن هذا الإيمان يجب أن يُبنى خطوة بخطوة، حجراً بحجر، وفكرة بفكرة، وبتسلسل منطقي يرتكز بعضه على بعض كالبناء المرصوص.
========================
كتاب جديد يكشف صوراً فوتوغرافية بالألوان للحرب العالمية الثانية
أماني الغامدي(صدى):
كشف كتاب جديد لـ IMPERIAL WAR MUSEUMS عن صور نادرة بالألوان للحرب العالمية الثانية، جمعها من متحف الحرب الإمبراطوري بالعاصمة البريطانية لندن وتم نشرها على موقعه على الإنترنت .
اظهر اختراع التصوير الفوتوغرافي بالألوان قبل عقود من الحرب العالمية الثانية، وساهم في إظهار جوانب مختلفة وكثيرة من الحرب .
وبدأت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945 ،وتعتبر هى الأكبر في التاريخ إذ شارك فيها أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 دولة .
========================
"الكتاب الأسود" تتصدر مبيعات "نيويورك تايمز
"GMT 15:01 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو
 المغرب اليوم  -
تصدرت رواية الكتاب الأسود لجيمس باتيرسون ودافيد ايليس قائمة نيويورك تايمز على مستوى الأعمال الأدبية..فيما احتلت رواية (أكاذيب كبيرة صغيرة) لليان موريارتي المركز الثاني.
وحلت رواية "كذبة متقنة" لليزا سكوت اولاين ثالثا فيما حلت رواية "ساعة الدفن" لجيفري ديفر رابعا، وجاءت رواية " ثراون" التي يتناول فيها تيموثي زاهن جذور شخصية من الشخصيات الشهيرة لما يعرف بحرب النجوم في المركز الخامس والأخير في قائمة نيويورك تايمز للأسبوع الأخير.
وعلى مستوى الأعمال غير الأدبية للكتب الأكثر مبيعا للنسخ الورقية والإلكترونية في الأسبوع الأخير فإنها جاءت كالتالي:
احتفظ كتاب "مدرسة قديمة" لبيل اوريلي وبروس فيرشتاين بالمركز الأول للأسبوع الثالث على التوالي كما استمر كتاب "زوجة حارس حديقة الحيوان" لديان اكيرمان في المركز الثاني هذا الأسبوع.
وجاء كتاب "مرثية هيل بيلي" لجى.دي.فانس في المركز الثالث فيما حل كتاب "أرقام مخفية" لمارجوت لي شيتيرلي رابعا.
وفي المركز الخامس والأخير في قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب للأسبوع الأخير جاء كتاب:" المسيح الحقيقي " لديفيد ليمبوغ.
========================
كتاب : ترامب في مواجهة أوروبا
تاريخ النشر: الجمعة 28 أبريل 2017
يستند الصحفي الفرنسي «جان- لو إزانبرت» في كتابه: «ترامب في مواجهة أوروبا: هل يمكننا تفادي حرب عالمية جديدة؟»، الصادر بعد مرور 39 يوماً على تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، على الاستثمار في نوع مما يمكن تسميته بنظرية مؤامرة اللامعقول، حيث إنه يفترض، كما يبدو من سؤال العنوان، أن شدة عداء ترامب لأوروبا، ومواقفه الخطابية الحدّية ضدها، يمكن أن تكون مؤشراً دالاً على صراع مقبل محتمل بين القارة العجوز والولايات المتحدة، يمكن أن يرقى حتى إلى مستوى نشوب حرب كونية جديدة! ومثلما أن للكاتب فهمه وتأويله الخاصين لمواقف ترامب، له أيضاً تعريفه الخاص لمفهوم أوروبا نفسه حيث يوسع المفهوم ويستعيد المعنى ليشمل روسيا ودول شرق القارة كاملة، في مواجهة أميركا. ولعل هذا مما يزيد أيضاً جرعة اللامعقولية في طرحه، حيث إن الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ظلت هي القوة العظمى التي توفر مظلة حماية أمنية لحلفائها الأوروبيين، في مواجهة ما يفترض أنه تحدٍّ وجودي يتهددهم في الشرق، في عهد الاتحاد السوفييتي سابقاً، ثم روسيا الاتحادية لاحقاً. ومن هنا غرابة رؤية الكاتب المثيرة حول طبيعة التحدي الذي يتهدد أوروبا الآن، ليأتي هذه المرة من الغرب وليس من الشرق، من الحليف المعهود الأميركي وليس من الخصم التقليدي الروسي! ولعل هذا النوع من الإثارة يكون مزاجاً خاصاً في الكتابة يميز أعمال هذا الصحفي الاستقصائي، حيث نشر من قبل أيضاً كتباً أخرى لا تقل في إثارة عناوينها ولامعقوليتها من قبيل: «هل يتعيّن حرق الأمم المتحدة؟»، و«الدولة الفرنسية متواطئة مع جماعات الجريمة»! إلى غير ذلك من العناوين المجدفة في الاتجاه المعاكس لكل ما هو معتاد ومعهود.
وكما يمكن أن نتوقع، فلكون الصحفي «جان- لو إزانبرت» يكتب بطبيعة الحال من الضفة الشرقية -الأوروبية- من المحيط الأطلسي، فقد كان نصيب الضفة الغربية هو كل ما يمكن تخيله من عبارات الهجاء والشيْطنة ونسبة السلبيات والسياسات السيئة إليها، عبر تاريخها الطويل، حتى قبل وصول ترامب إلى السلطة بصفته الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة! ولكن كل ذلك التراكم التاريخي من فائض السلبية السياسية والحروب الطاحنة الدولية التي شنتها أميركا ودمرت بها بلاداً عديدة من العالم، يستدعي نفسه في الذاكرة مع ارتفاع النبرة الخشنة مع كل رئيس أميركي جديد، كما هي حال ترامب الآن. ولذا فإن السؤال عما إن كان هذا الرئيس سيغير في النهاية طبيعة العلاقات الدولية، من الأساس، يطرح نفسه الآن بقوة وإلحاح.
وفي هذا السياق ينقل الكاتب عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أمام العالم «طريقاً صعبة» حقاً في كيفية احتواء سياسات ترامب. وهي صعبة خاصة إذا تذكرنا أن الولايات المتحدة منذ بداية تأسيسها في 1776 وهي تستثمر معظم مجهودها ووجودها في صناعة الحرب، ولذلك فقد أوقع قادة «بلاد الحرب» هذه ملايين القتلى ودمروا بلداناً عن بكرة أبيها، مع ما تبع ذلك من فوضى وعنف وإرهاب وصل حتى إلى أوروبا نفسها، يقول الكاتب. وكل هذا جعل الجميع في القارة العجوز متوجسين منذ البداية من مواقف ترامب المناهضة للاتحاد الأوروبي، والداعمة للنزعات الراغبة في تفككه وتفتته! وهو ما يشكل تحدياً لأوروبا، وليس المقصود طبعاً أوروبا الصغيرة البيروقراطية في بروكسل، وإنما أوروبا الكبرى الممتدة من ليشبونة بالبرتغال إلى فلاديفوستوك في الشرق الروسي! ومن هنا فإن الموقف من الاتحاد الأوروبي إذن، يقول الكاتب، هو أكثر شيء يتعين على ترامب مراجعته. وبعد كل تلك الحروب التي خاضتها أميركا في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا.. الخ، فهل جاء الدور على أوروبا، وإن وقع ذلك فأي شكل سيأخذه العالم، بعد ذلك. بقيت أخيراً الإشارة، بعبارة واحدة، إلى أن كل توقعات هذا الصحفي، الذي أصدر كتابه في 28 فبراير الماضي، ذهبت في اتجاه، فيما ذهبت العلاقات بين جانبي الأطلسي في اتجاه آخر مختلف تماماً، حيث غيرت إدارة ترامب بسرعة موقفها السلبي من الاتحاد الأوروبي، وبقي الحال على حاله.
حسن ولد المختار
الكتاب: ترامب في مواجهة أوروبا
المؤلف: جان- لو إزانبرت
الناشر: IS Edition
تاريخ النشر: 2017
========================
صفقة جديدة.. للاجئين!
تاريخ النشر: الجمعة 28 أبريل 2017
في يوم الاثنين 20 أبريل 2015، استيقظت أوروبا على أزمة اللاجئين العالمية، ونشرت الصحف في أرجاء العالم تقارير مرعبة عن وفاة أكثر من 800 طالب لجوء، غرقوا مع قاربهم قبالة السواحل الليبية. ودعا السياسيون إلى اتخاذ إجراءات، بيد أن ذلك لم يزد المشكلة إلا سوءاً. ووصل إلى أوروبا أكثر من مليون إنسان في ذلك العام، على قوارب متداعية عبر البحر المتوسط بداية، قبل أن يتحسسوا طريقهم سيراً على الأقدام إلى ألمانيا. وخلال ذلك الشهر، زار أكاديميان من جامعة «أوكسفورد»، هما «ألكساندر بيتس» و«باول كولير»، مخيم الزعتري للاجئين في الأردن. وبدا الوضع مأساوياً، حيث كان يعيش زهاء 80 ألف شخص في مدينة مؤقتة ويعتمدون على المعونات، بعد أن وصلوا هناك فارين عبر الحدود السورية القريبة.
ورغم ذلك، كانت الحكومة الأردنية تنشئ منطقة اقتصادية خاصة بجوار المخيم، لإعداد البضائع للتصدير. ويتساءل «بيتس» و«كولير»، في كتابهما «اللجوء.. وتحويل نظام اللجوء المتداعي»: ألا يمكن إبرام صفقة لمساعدة كل من اللاجئين والاقتصاد الأردني، تقدم حافزاً كافياً لحمل اللاجئين في المخيمات الماثلة على اختيار عدم خوض رحلة خطرة صوب إيطاليا أو ألمانيا؟ ومع وصول عددهم إلى نحو 21 مليون نسمة، بلغ تعداد اللاجئين في العالم مستوى أعلى من أي وقت منذ عام 1945، ومن المرجح أن ينمو.
ومعظم من وصلوا إلى أوروبا من السوريين، حيث فر خمسة ملايين سوري من الحرب الأهلية الطاحنة في بلادهم، ثم انضمت إليهم موجة من الأفغان والصوماليين والجنسيات الأخرى، جميعهم ضحايا العنف والاضطراب، من المستبعد أن تتلاشى سريعاً.
ورغم أن وصولهم سبب حالة من الذعر في الدول الصناعية، فإن غالبيتهم العظمى تبقى في الدول النامية، التي تتحمل «الخيار المستحيل» بين البقاء في المخيمات لأجل طويل أو رحلات الموت.
وتظل المخيمات الخيار المفضل للمنظمات الإغاثية، رغم أن نصف من يدخلونها ينتهي بهم المآل لعقدين أو أكثر، ويفضل معظم اللاجئين الخيار الثاني، فيتوجهون إلى المدن في دول مثل تركيا ولبنان من أجل العثور على وظائف بطريقة غير قانونية. وذلك الخيار يقدم جوهر الحل الذي يطرحه المؤلفان، أي السماح للاجئين بالعمل بصورة قانونية في الجوار الإقليمي لبلادهم. ويزعمان أن المطلوب هو صفقة تتضمن جانبين: أن توفر الدول الثرية مزيداً من الأموال للدول النامية القريبة من نقاط النزاع، وبالمقابل يحصل اللاجئون على تصاريح عمل ليظلوا قريبين من بلدانهم ثم العودة إليها أخيراً.
ويقدم الكتاب تفاصيل أكثر حول هذه التوصية، لاسيما أنهما أكاديميا يحاولان علاج مشكلات العالم بدلاً من مجرد تحليلها. وقد ساعد الرجلان في مفاوضات «اتفاقية الأردن»، وهي صفقة عُقدت عام 2016، يمنح بموجبها الاتحاد الأوروبي الأردن ملياري دولار مقابل تصاريح عمل لزهاء 200 ألف سوري في المناطق الاقتصادية المعتمدة على التصدير.
وقد لعبت شركات مثل «آسدا» البريطانية للتجزئة، و«آيكيا» السويدية للمفروشات، دوراً في هذه التجربة. ويؤكد المؤلفان أنه من الممكن إقناع مزيد من الشركات الكبرى بالانضمام إلى جهود مماثلة، باستخدام قوة سلاسل العرض العالمية، إلى جانب الوصول التفضيلي للأسواق الغربية، من أجل مساعدة أضعف شعوب العالم.
وفيما يبدو ذلك الاقتراح مبتكراً، فإنه مثير للجدل عند التفكير فيه، خصوصاً أنه يزعم على عكس الإجماع السائد بين الليبراليين أن الدول الغنية يجب أن تسمح بدخول مزيد من اللاجئين.
وينتقد المؤلفان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وخطابها الشهير في عام 2015، والذي حفّز مئات الآلاف على السعي إلى ملاذ آمن في أوروبا.
وفيما لم يثبت بعد نجاح التجربة الأردنية، فإن إبرام صفقات مماثلة مع دول أخرى يبقى موضع شك. ويشير المؤلفان إلى نجاح أوغندا التي تستضيف نصف مليون لاجئ تسمح لهم جميعاً بالعمل، غير أنهما يقران بأن دولاً أخرى تعاني من مشكلات اللاجئين، مثل كينيا، لا تزال ضد فكرة تصاريح العمل، خشية أن يشجع ذلك القادمين الجدد على البقاء.
وائل بدران
الكتاب: اللجوء
المؤلفان: ألكساندر بيتس وباول كولير
الناشر: ألين لين
تاريخ النشر: 2017
========================
الشعبوية السياسية واستفحال تأثيرها
التاريخ:18 أبريل 2017
كثير من الأحداث السياسية المستجدة في عالمنا الراهن، جعلت المراقبين والمحللين يركزون ويعكفون من جديد على رصد ظاهرة: الشعبوية واستفحالها في الحياة السياسية في عالمنا. وطبعاً، ذاك المصطلح طالما حارت البشرية في تحرير مفهومه وضبط دلالته على وجه من الدقة أو اليقين.
لكنه في كل حال، ينصرف إلى محاولة إقناع جموع الجماهير الحاشدة بأفكار ومصالح فئات تدّعي تمثيلها ورعاية مصالحها. عبر مجموعة أساليب ووسائل. من خلال طرح شعارات برّاقة تروق لهم أو تستهويهم، ومن ثم فهم يساقون إلى حيث يلوكون هذه الشعارات ويؤيدون رافعي لوائها، بصرف النظر عن أي معايير أو تفحص لها.
«ما الشعبوية؟». إن هذا السؤال هو الذي اختار أن يجيب عنه البروفيسور ﭽان- ﭭيرنر موللر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برنستون، في أحدث كتاب أصدره، ليواكب الطروحات السياسية الراهنة حول تيار الشعبوية من حيث رموزه وأفكاره والنتائج التي يمكن أن يفضي إليها.
يعترف مؤلفنا، منذ استهلال الكتاب، بأن مصطلح «الشعبوية» لا يزال موزعاً إلى مفاهيم ومعان عدة، منها الإيجابي ومنها السلبي. وهنا يتابع المؤلف نماذج شهدها القرن العشرين، وتمثلت في الزعامات والمقولات والشعارات التي توجهت إلى إثارة أوسع قطاعات الجماهير (مثلاً: من الناخبين الذين لم يتلقوا تعليماً منظماً عالياً أو جامعياً). وهنا يسوق الكتاب أمثلة من قبيل: هتلر النازي في ألمانيا وموسوليني الفاشي في إيطاليا.
بل يسوق أيضاً مثالاً هو نظام فنزويلا تحت قيادة زعيمها الراحل هوغو شافيز (1954- 2013). ويضاف إلى هؤلاء حقبة برلسكوني في إيطاليا خلال فترة التسعينيات من القرن الفائت.. فضلاً عن دعايات وشعارات أقصى اليمين في الحياة الحزبية الأوروبية، وتمثلها مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا.
وفي كل حال، يذهب الكتاب إلى أن رافعي شعارات الشعبوية، إنما يرسمون لأنفسهم ولمؤيديهم خطوطاً في الفكر والسلوك السياسي، يمكن تلخيصها فيما يلي:
هم يعلنون أنهم مع أوسع القواعد الجماهيرية وضد الصفوة أو النخبة المنتقاة، في حين أنهم، وكما يوضح المؤلف، ينتمون إلى هذه النّخب الساعية إلى تسلّم مقاليد السلطة واحتلال مقاعد الحكم.
يعلنون رغبتهم في إجراء الاستفتاءات الشعبية، وما إن يتمكنوا من السلطة فهم يسعون إلى الانفراد بمقاليد الأمور.
لا يريحهم وجود المؤسسات التي يمكن أن تفصل بينهم وبين قطاعات الجماهير العريضة، ومنها مثلاً مؤسسات الصحافة وسلطات القضاء.
يواصلون ما يصفه الكتاب بأنه عملية «الاستقطاب»، وفي غمارها لا يتورعون عن توجيه كل صنوف الانتقاد إلى النّخب التي يعلنون فسادها وإلى ما يصورونه بأنه تدخلات أجنبية من خارج الحدود.. والمهم هو الحرص على إبقاء الجماهير في حالة استنفار ضد «العنصر الآخر»، سواء كان في الداخل أو من الخارج.
وأخيراً هناك النزعة لدى سدنة هذه الشعبوية، ومن لفّ لفّهم، إلى ما يصفه مؤلف الكتاب بأنه «احتلال - استعمار» الدولة على اختلاف أجهزتها وإمكاناتها، وهو ما يتم باسم الشعب بطبيعة الحال ولا بأس في هذا السياق من تعديل الدستور أو استخدام شتى الوسائل من أجل إسكات أو قهر المعارضين.
والمشكلة أن جماعات الشعبوية عندما يتوصلون إلى مقاليد السلطة على أنقاض النظام الذي ظلوا يوجهون إليه سهام النقد والهجوم.. فهم يتوصلون إلى ذلك من خلال ركوب موجة التأييد الشعبي الذي توليه إياهم جموع الجماهير المتطلعة أصلاً إلى إصلاح الأحوال- إلا أن هؤلاء الشعبويين لا يلبثون أن يتحولوا إلى ممارسة الأساليب التي طالما هاجموها وممارسة السلطات التي طالما ندّدوا بها، وعملوا بالطبع إلى أن يحلو محلّها تحت شعارهم الأثير، وهو توخي المصالح العليا للوطن وجماهيره الغفيرة.
وعلى مستوى دول عدة من عالمنا، يوضّح المؤلف أيضاً كيف أن الشعبوية التي يعالجها الكتاب، فضلاً عن تيار الشعبوية الجديدة (نيو شعبوية كما أصبح يسمى في أوساط الميديا السياسية) امتدت آثارها ومظاهرها إلى ما بين أقطار شرق أوروبا (الشيوعية سابقاً)، حيث تروج الدعوات إلى عقد الاستفتاءات الشعبية بدعوى ضرورة استطلاع آراء أوسع قواعد الجماهير إلى الصراعات المندلعة فيما بين الأحزاب السياسية في إيطاليا.. إلى الحملات الانتخابية (الرئاسية) التي يشهدها المشهد السياسي الأميركي كل أربع سنوات.
والكتاب لا يفوته في كل هذه السياقات، أن ينّبه إلى خطورة الشعارات البرّاقة والوعود الخلّابة التي يجري طرحها وترويجها لزوم الاستهلاك الجماهيري، خاصة عندما يتم مثل هذا الطرح من خلال الميديا الإعلامية المتواطئة مقترناً - في أميركا بالذات- بما تبذله من جهود شركات الدعاية الاحترافية، ومعها أيضاً تنظيمات جماعات الضغط وقوى المصالح (اللوبي)، لصالح هذا المرشح أو ذاك.
ومن إيجابيات هذا الكتاب أنه لم ينزلق في تعريفاته لشعارات الشعبوية إلى حيث يقرنها مثلاً بالفوضوية أو الديماغوجية، وإنما انصبّ تركيز المؤلف - بوصفه أستاذاً لعلم السياسة ومحللاً للسلوك السياسي - على عنصر استثمار واستغلال مشاعر الجماهير ومحاولة التقّرب منها، من خلال ركوب موجة المصالح الجماهيرية والتركيز على ما لحق بهذه المصالح من سلبيات أقدمت على ارتكابها سلطات سابقة ونظم للحكم ماضية.. وإن كانت مآلات هذه السلوكيات السياسية لا تلبث أن تنكشف عن مصالح مستجدة للفئات التي ركبت الموجة واستغلت بساطة الجماهير، لكي تحقق ما كانت تتوخاه أو تطمع فيه من مغانم.
========================
دعوة إلى مزيد من التفهم الإنساني لمأساة العصرالمصدر:
محمد الخولي
التاريخ:11 أبريل 2017
طالما عرف المجتمع العالمي ومنظومات التحكيم الدولي نشوب مشاكل الحدود التي ظلت تثور فيما بين دول عالمنا. ثم جاء انتخاب رئيس جديد لأميركا اسمه دونالد ترامب، ليثير مشكلات الحدود بين الولايات المتحدة وجارتها الجنوبية المكسيك، خاصة وأن ترامب، المرشح الجمهوري، كان قد وعد بإنشاء سور عملاق فاصل بين البلدين المذكورين. وكأنما كان يستعيد بذلك النموذج المشوه المرفوض للسور- الجدار العنصري العازل في الأرض الفلسطينية المحتلة على نحو ما أقدمت عليه إسرائيل منذ سنوات، رغم ما لاقاه الجدار الصهيوني من رفض من جانب محكمة العدل الدولية.
ووسط هذه الملابسات، عكف الأكاديمي الأميركي ريس جونز، أستاذ علم الجغرافيا في جامعة هاواي، على تأليف وإصدار واحد من أحدث كتبه تحت العنوان التالي: «الحدود العنيفة: اللاجئون وحق الانتقال».
ولا يملك قارئ الكتاب، سوى أن يلاحظ كيف يدعو المؤلف إلى سياسة أكثر انفتاحاً وأعمق إنسانية إزاء ظاهرة «هل نقول مأساة» اللاجئين. وهو يدعو إلى ما يصفه بأنه عالم بلا حدود في عصر العولمة الذي يراه سبباً في وجود مستويات وحالات غير مسبوقة من اللامساواة في المداخيل والإمكانات الاقتصادية، وفي المصائر على السواء.
ويرفض المؤلف بناء أسوار أو معازل أو مناطق سدود تحول دون تدفقات البشر اللاجئين أو المشردين أو طالبي النجاة بأرواحهم من جحيم الأوضاع في هذه البقعة أو تلك، مؤكِّداً أن السور أو السد ربما يفضي إلى نتائج مريحة على المستوى المحلي، ولكنه يؤدي إلى تفاقم المآسي الإنسانية حين يزيد ضغط الحشود التي لا تجد مناصاً من عبور البحر على متن سفن غير مؤهلة وبواسطة عصابات تهريب البشر، بل والاتجار في البشر.. وهو ما ينتج عنه، كما يرصد الكتاب، تلك النهايات المأساوية لأفواج عدة من البشر.. ويكفي، كما تشير سطور الكتاب إلى أنه شهد العقد الزمني الأخير مصرع 40 ألف إنسان كان همهم محاولة عبور الحدود طلباً للحد الأدنى من السلامة أو النجاة.
وحين يتحول المؤلف إلى الاقتصاد الدولي وآفاق تطوره، فهو يتوقف ملياً عند ما يرصده من تناقض يراه ماثلاً بين الدعوة إلى فتح الحدود أمام حركة التبادل التجاري وانتقال رؤوس الأموال والاستثمارات فيما بين دول الشرق والغرب أو أقطار الشمال والجنوب، ناهيك عن تبادل السلع والتجارب الإنمائية التي تحمل شعار «الجنوب - الجنوب».
ويكاد المؤلف ينفرد بدعوته التي تتردد أصداؤها عبر فصول وصفحات هذا الكتاب، وهي أقرب إلى دعوة لحدود مفتوحة أمام اللاجئين، مع العمل في الوقت ذاته، على تطبيق وتفعيل نظم وعمليات ضبط الحدود ومراقبة ما يرتبط بها من جرائم مهربي المخدرات أو إفلات المجرمين المدانين بأحكام صادرة عن دوائر القضاء.
وهكذا تتسم هذه الدعوة من جانب المؤلف، بقدر لا ينكر من فضيلة التعاطف ومن الروح الإنسانية، وهو ما جعل مجلة «بوسطون غلوب» الأميركية تذهب في نقدها التحليلي لهذا الكتاب، إلى أننا في حقبة تشهد جائحة الإرهاب وغائلة اللامساواة على مستوى العالم، فضلاً عن تصاعد حمّى التوتر السياسي بسبب مشكلة الهجرة، ما يلزم معه إيلاء الاعتبار الواجب لأفكار مؤلفه، البروفيسور جونز التي تقول: إن فرض القيود الصارمة بوجه المهاجرين الفارّين من أتون الحروب والمجاعات وغارات الإرهابيين، هو أمر يجعل العالم أسوأ.. وليس أفضل في كل الأحوال.
ثم يزيد المؤلف توضيحاً لهذه الصورة حين يبيّن من خلال استقصاءاته البحثية، أن معظم اللاجئين – النازحين – المهاجرين، إنما جاؤوا من أقطار طالما عانت في الماضي من مظالم المد الإمبريالي، ثم ظلت تعيش حياة بائسة خلال مرحلة ما بعد الكولونيالية التي أعقبت جلاء الاستعمار (الغربي) عن أوطانها، تاركةً تلك الأوطان نهباً لمواريث التخلف التقني والعجز الاقتصادي وانقطاع الأمل في مستقبل أفضل.
========================
ظاهرة تهدد شريحة كانت نبع الإبداع والابتكار
التاريخ:25 أبريل 2017
لا يزال التاريخ يؤكد، بل يثبت، أن الطبقة الوسطى طالما كانت صانعة التقدم ورائدة التغيير على مرّ مسيرة البشرية عبر الزمن: منها خرج ونبغ وتألق المفكرون والمبدعون والمخترعون والمجددون والمبتكرون. ذلك رغم ما عصف ويعصف بها من أزمات. تلك هي الحقيقة التي تتردد أصداؤها عبر صفحات واحد من أحدث الكتب الصادرة أخيراً في أميركا، تحت عنوان: «أزمة دستور الطبقة الوسطى». والمؤلف هو المفكر الأميركي غانيش سيتارامان، أستاذ علم القانون في جامعة «ييل» بالولايات المتحدة، إذ يصدر هذا الكتاب في سياق معالجة قضايا حول فكرة مبدئية تقول:
إن وجود طبقة وسطى قوية ومؤثرة وكبيرة الحجم، يشكل أمراً أساسياً يقتضيه وجود و(فعالية) نظام دستوري يُعتد به في أميركا.
والمؤلف يؤكد في هذا المنطلق على أن دستور أميركا.. الصادر بالطبع مع أواخر القرن الثامن عشر، جاء على خلاف معظم الدساتير المقارنة ليشدد على عنصر المساواة الكاملة بين مواطني بلد مستجّد على خارطة العالم كان يعرف باسم «العالم الجديد» وأصبح اسمه الولايات المتحدة الأميركية.
ثم يمضي الكتاب موضحاً أن مفكري ومصممي الدساتير ظلوا يفترضون أن اللامساواة الاقتصادية، بين الفقر والغنى.. وبين العَوَز واليسار. هي أمور محفوفة بحكم تقسيم المجتمعات إلى الذين يملكون والذين لا يملكون.. وكان أن حرص المفكرون الكلاسيكيون على رسم المسار من أجل قيام نظم وحكومات تكون مهمتها الحيلولة دون أن تتحول هذه الانقسامات إلى جذور دوافع محرِّضة على الصراع الطبقي، وأسباب تدعو إلى تعكير السلم الأهلي في مجتمعات الأمم والشعوب.
هنا أيضاً يوضح الكتاب أنه كانت تلك حال معظم حكومات وشعوب الكرة الأرضية. ولكن عندما تتطرق فصول الكتاب إلى أميركا نطالع التأكيد على تكريس حالة المساواة التي يذهب المؤلف إلى أنها كانت المبدأ الأساسي الذي «كان» يتصرف وفقه جيل الآباء المؤسسين للكيان الأميركي.
ثم يخلص المؤلف من هذا الرصد العلمي الذي تؤكده مقولات الكتاب إلى التحذير من أن تزايد اللامساواة، تشكّل ظاهرة سلبية تمس الطبقة الوسطى على وجه التحديد، لا سيما وأنها الطبقة المسؤولة عن إدارة دفة الحياة في مجتمع أميركا، بل وفي أي مجتمع بشري معاصر، وبحيث تجمع هذه الإدارة على نحو ما أسلفنا الإشارة إليه، بين عناصر التجديد الاجتماعي والإبداع الثقافي والابتكار العلمي وهو ما يفسره السؤال الذي عمد مؤلفنا إلى طرحه ضمن سياق عنوان الكتاب وفي عبارة موجزة تقول بالتالي:
لماذا تشكل حالة اللامساواة الاقتصادية تهديداً لجمهوريتنا؟
وهذا سؤال بلاغي (Rhetorical)، كما تقول علوم البيان في اللغة الإنجليزية.. بمعنى أنه أقرب إلى التساؤل الذي يطرح الظاهرة في إطار من التأمل، بل والتحذير دون انتظار للجواب. ومن هنا يذهب البروفيسور أنغوش ديتون، الحائز جائزة نوبل العالمية في الاقتصاد - في نقده التحليلي لهذا الكتاب - إلى أن ما يحذر منه مؤلفنا بشأن تراجع دور الطبقة الوسطى في المجتمع الأميركي ليس مجرد جرس إنذار من مغبة الافتقار إلى عدالة توزيع موارد المجتمع المذكور، بل إن الأمر يفضي إلى حالة أشد خطورة تلخصها كلمات الاقتصادي المرموق السالف ذكره فيما يلي:
المسألة ليست مجرد افتقار للإنصاف، إذ باتت اللامساواة تشكل تهديداً لمبدأ الحكم الرشيد ذاته.
وبناء عليه، يظل الاهتمام، كما يشدد كتابنا، مركزاً على أهل الوسط - الطبقة البورجوازية كما يسمونها أحياناً -، باعتبارهم العنصر الكفيل بالحفاظ على حالة التواؤم، التوافق، الانسجام الاجتماعي وهو ما يكفل للمجتمع الأميركي، ولأي مجتمع معاصر إمكانيات الأخذ بأسباب «الحوكمة» (governance). وهي الحكم الرشيد كما أصبحت تعرف في جنبات عالمنا.
========================
شكيب أرسلان: سيرة بعيدة عن الغموض
الدوحة - العربي الجديد
1 مايو 2017
هذه سيرة للكاتب والسياسي شكيب أرسلان (1869-1946) كما أنجزها المؤرّخ الكندي وليام إل. كليفلاند، وصدرت ترجمتها حديثاً عن "منتدى العلاقات العربية" في الدوحة بعنوان "الإسلام ضد الغرب، شكيب أرسلان والدعوة إلى القومية الإسلامية"، وقد نقله إلى العربية المترجم محمد هيثم نشواتي.
الكتاب، نُشر أوّل مرّة عام 1985، وهو من الأهمية بمكان ليس لأنه سيرة عن كاتب وسياسي إشكالي، بل لأنه يرسم من خلال هذه السيرة صورة للواقع السياسي والثقافي والاجتماعي للعالم العربي في المرحلة التي عايشها أرسلان، وكانت مليئة بالجدل حول قضايا التحرّر العربي ومحاولة تقسيم فلسطين ونهاية الحقبة العثمانية، والدعوة إلى الثورة العربية والصراع مع الاستعمار.
يقدّر كليفلاند مؤلّفات أرسلان بعشرين كتاباً وألفي مقال، ويلفت إلى أن مجلة "الأمة العربية" التي كان يصدرها بالفرنسية موضع اهتمام وحظيت بمقروئية عالية عند المثّقف الأوروبي سواء كان منتقداً أو منحازاً إلى الثقافة التي أتى منها أرسلان.
ويرى صاحب "تاريخ الشرق الأوسط الجديد" أن الوحدة الإسلامية التي دعا إليها أرسلان هُزمت من قبل القومية العلمانية. وكأن جهوده ذهبت سدى، واكتنف الغموض مواقفه وحياته بعد رحيله.
ولكي يحقق كتاب كليفلاند نقلة حقيقة في كتابة سيرة دقيقة قدر الإمكان لـ أرسلان، فقد حاول أن يتوصّل من خلال عائلته إلى الاطلاع على أوراقه ووثائقه غير المنشورة، ولكنه لم يتمكّن من إقناع العائلة بذلك. فقد أكّدت له مي جنبلاط، ابنة أرسلان، عام 1974، أي قبل عقد من صدور السيرة تقريباً، أن أوراق والدها أُرسلت إلى المغرب وهي تحت وصاية الحكومة هناك. من هنا فإن تحدّي كتابة سيرة شخص لا تستطيع الوصول إلى وثائقه هو مهمّة محفوفة بالمخاطر، وقد شكّل هذا الأمر عائقاً دائماً أمام كلّ من حاول أن يكتب سيرة أرسلان بدقّة؛ ومن بينهم كليفلاند، لكن الأخير قبِل هذا التحدي وأنجز كتاباً يعدّ الأبرز لمن يريد دراسة تاريخ المنطقة من خلال سيرة شخصية "أمير البيان" التي كانت فاعلة وناشطة فيها.
يعيد كليفلاند صاحب "صناعة القومية العربية" تصوير المشهد مستعيداً أحد الخيارات "المشؤومة" التي عادت على أرسلان بالمنفى، وهو الوقوف مع دخول الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية إلى جانب ألمانيا، ولم يكن حماسه أقلّ من حماس الجانب الآخر الذي وقف مع بريطانيا وفرنسا حالماً بتحقيق الثورة العربية.
الكتاب صغير الحجم لكنه غني بالآراء التي تحاول تحليل الواقع السياسي والثقافي، حيث يعتبر المؤرّخ أن شكيب أرسلان قد أسّس لموقف إسلامي أو شارك مع المؤسّسين ومن بينهم جمال الدين الأفغاني في صياغة موقف إسلامي من الغرب.
========================
روجر هاردي في «البئر المسممة: الإمبراطورية وإرثها في الشرق الأوسط»: الغرب لم يفهم بعد أسباب نشوء القومية العربية والإسلامية
سمير ناصيف
Apr 29, 2017
 
يؤكد الصحافي والباحث البريطاني روجر هاردي في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان «البئر المسممة» أن الأزمات والنزاعات الناشبة حاليا في العالم العربي لها جذورها في الماضي الاستعماري الذي تعرضت له دول المنطقة خصوصاً في مرحلتي الحربين العالميتين الأولى والثانية وبعد انهيار السلطة العثمانية وتطبيق نظام الانتداب. ومن الصعب، في رأيه، فهم الصراع العربي ـ الإسرائيلي أو نشوء الراديكالية الإسلامية أو أسباب غياب الديمقراطية في الشرق الأوسط من دون العودة إلى هذه الحقبة التاريخية.
وبالتالي، فإن الكاتب يعتبر ان مقاربة كتابه تركز على توضيح خلفيات الصراعات لتحقيق الاستقلال في عشر دول تواجهت شعوبها وقادتها مع استعمار أجنبي كان يسعى بشكل رئيسي للسيطرة على الموارد الطبيعية والنفطية التي توافرت في معظم هذه الدول (الدول العربية وإيران وتركيا) عبر توسيع نفوذه ووجوده فيها.
المقاربة الأساسية في الكتاب هي حسب قوله ان الاستعمار الأجنبي ليس المسؤول حصراً عن التطورات السياسية والعسكرية التي حدثت في المنطقة، برغم ان سياسات الدول الاستعمارية لعبت دوراً هاماً وأساسياً في احداث هذه التطورات، وأن الغرب لم يفهم بعد وحتى الساعة أسباب نشوء القومية العربية والإسلامية.
الدول التي تناولها الكتاب هي تركيا وإيران والسعودية وسوريا وفلسطين والأردن ومصر والعراق والجزائر واليمن.
ويشير هاردي في الصفحة (198) إلى ان بريطانيا وفرنسا فرضتا حدوداً مرتجلة خلال انتدابهما على المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، وهذه الحدود فُرضت لكي تستمر هيمنة الدولتين الاستعماريتين على الخيرات الطبيعية لهذه الدول.
ويضيف ان الدول والمجموعات السياسية التي انبثقت عن مرحلة الانتداب البريطاني ـ الفرنسي لم تتعامل بديمقراطية مع الأقليات الدينية والاثنية المقيمة فيها وبعضها نكّل بهذه الأقليات وهجّرها متهماً إياها بالعمالة للاستعمار ومستخدماً نشوء إسرائيل كحجة للممارسة السلطوية الاستبدادية ضد هذه الأقليات.
ويعتبر ان مرحلة القضاء على الاستعمار والهيمنة الأجنبية على المنطقة لم تصل إلى نهايتها بعد وان المشكلة لم تكن فقط في اتفاقية «سايكس بيكو» التي قسّمت المنطقة بشكل عشوائي بل باستمرار الدول الأجنبية في التدخل السياسي والعسكري في شؤون دول المنطقة حتى الساعة وكأن لها الحق في القيام بذلك أو عبر اختلاق الحجج لتبرير تدخلاتها ولدعم قادة دكتاتوريين لا يتمتعون بتأييد شعوبهم ويخدمون مصالح الدول الأجنبية.
ورغم ان بعض قادة المنطقة، مثل محمد مصدق في إيران وجمال عبد الناصر في مصر وقادة المقاومات العربية والإسلامية، بذلوا مجهودا كبيرا لمواجهة استمرار الاستعمار للمنطقة بشكله الجديد، فإن ثوراتهم ومواقفهم الجريئة أخمدت أو يتم السعي لإخماد ما تبقى منها.
واستند المؤلف إلى مراجع أولية ومقابلات ومطالعة مذكرات كبار اللاعبين السياسيين في المنطقة أو الذين ما زالوا على قيد الحياة، وتوصل إلى نتيجة هي أن الغرب لم يدرك حتى الساعة الدوافع التي أدت إلى نشوء القومية العربية والإسلامية والمقاومات والثورات الداعية إلى التحرر من الهيمنة الأجنبية على شؤون المنطقة في الأشكال المختلفة التي تتخذها حالياً أو انه يتجاهل عن قصد محاولة فهم هذه الدوافع.
في الفصل الأول، يتطرق هاردي إلى تركيا، ويؤكد انه بعد وفاة القائد مصطفى كمال اتاتورك عادت القيادات والجماهير التركية التي أيدته وتبعته إلى اعتناق المبادئ الإسلامية السياسية في وقت تزامن مع تصاعد دور المؤسسة العسكرية التركية وحصلت صراعات بين الجانبين أوصلت إلى القيادة التركية الحالية. ويشير إلى ان معظم القيادات العربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت من نتاج الدور الكبير والطويل الذي لعبته السلطنة العثمانية في المنطقة حتى الحرب العالمية الأولى وخلال بسط سيطرتها السياسية على دولها.
اما أهم ما ورد في الفصل الثاني من الكتاب عن نشوء وتطور المملكة العربية السعودية فهو إشارة الكاتب إلى الوعد الذي قدمه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في نهاية الحرب العالمية الثانية إلى مؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود بان أمريكا ستتعهد بالدعم السياسي والعسكري للسعودية والدفاع عن القضايا العربية، وخصوصا قضية حقوق الشعب الفلسطيني، مقابل السماح لها بالتنقيب عن النفط واستخراجه في منطقة الظهران السعودية الشرقية.
ورأى ان نشاط شركة «أرامكو» في السعودية شكل انطلاقاً لوعي اجتماعي ونقابي واقتصادي في البلد.
ويشير المؤلف انه بعد الحرب العالمية الثانية. تصاعد دور الولايات المتحدة في المنطقة على حساب الإمبراطورية البريطانية، وبالتالي، التي لم تكن مرتاحة لانتشار وتوسع سلطة آل سعود في المنطقة على حساب العوائل العربية المقربة منها.
في الفصل الثالث من الكتاب الذي تناول الوضع في سوريا مطلع القرن الماضي، يشير الكاتب إلى ان الجنرال الفرنسي شارل ديغول كان منزعجاً خلال وبعد الحرب العالمية الثانية بسبب محاولات تقويض دور فرنسا لمصلحة بريطانيا في سوريا ولبنان وأنه اختلف مع وزير الدولة البريطاني لشؤون المنطقة الجنرال ادوارد سبيرز في هذا المجال مما اضطر رئيس الحكومة البريطانية الجديد (آنذاك) انتوني ايدن إلى إقالة سبيرز من منصبه.
وفي الفصل الرابع يتطرق إلى فلسطين، ويشير المؤلف إلى ان قاد الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد مشروع بريطانيا للسماح بهجرة اليهود إلى فلسطين وإقامة وطن لهم في ثلاثينيات القرن الماضي كان عز الدين القسام فيما كان القائد الأقوى والأكثر فعالية ميدانياً في اربعينيات القرن الماضي المقاوم عبد القادر الحسيني. والقائدان استشهدا، فقُتل الأول على ايدي قوات الاستعمار البريطانية في جنين عام 1935 والثاني في معركة قرب القدس مع القوات الصهيونية عام 1948 بعد تنظيمه عمليات مقاومة فاعلة ضد فرض انشاء دولة إسرائيل، علما ان القسام قاد ثورة 1936 ـ 1939 ضد المشاريع الصهيونية المدعومة من بريطانيا في فلسطين.
وفي الفصل الخامس، يتناول دور الملك الأردني عبد الله الأول في المشاريع البريطانية في المنطقة التي طرحها وروج لها وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرتشل والذي وعد الملك عبد الله بانه سيوسع مملكته في الأردن مقابل تعاونه مع بريطانيا في فلسطين. كما يوضح المؤلف دور الجنرال البريطاني جون غلوب الذي جمع القبائل الأردنية في بوتقة الجيش الأردني ودعم العرش الأردني، علماً ان الملك الأردني آنذاك (حسب الكتاب) وعد بان مملكته ستتوسع لتشمل الضفة الغربية العربية لتنسيقه مع بريطانيا، لكن المشاعر القومية العربية والفلسطينية المعارضة لذلك كانت قد تطورت في المنطقة ما أدى إلى اغتياله عام 1951.
وفي الفصل السادس المخصص لإيران، يركز هاردي على أسباب فشل محمد مصدق، رئيس الوزراء في مطلع الخمسينيات، في الاستمرار في مشروعه لتأميم النفط الإيراني رغم تعاونه مع الرئيس الأمريكي هاري ترومان، خلال مواجهته لبريطانيا، إذ ان صعود دوايت ايزنهاور إلى الرئاسة الأمريكية بدل الأمور.
لدى قراءة صفحات الكتاب المعنية بهذا الموضوع، يتبين ان الصراع لم يكن فقط بين الشعب الإيراني والاستعمار البريطاني بل كان أيضا بين بريطانيا وأمريكا للسيطرة على النفط الإيراني علماً ان بريطانيا كانت قد أنشأت ما سمي «بريطانيا الصغيرة» في عبادان (منطقة تواجد النفط الإيراني) التي تعرضت للتأميم عام 1951 عندما حول مصدق شركة النفط البريطانية (AIOC) إلى شركة وطنية.
وفي الفصول التالية يتطرق المؤلف إلى دور الاستعمار في التطورات في العراق والجزائر واليمن في منتصف القرن الماضي وأهمية تسلم الرئيس جمال عبد الناصر السلطة في مصر آنذاك ودعوة عبد الناصر إلى الوحدة العربية لمواجهة الاستعمار وإسرائيل مما أدى إلى وقوع انقلابات عسكرية في المنطقة.
وكان الرئيس المصري تواجه مع الدول الغربية بخصوص ملكية قناة السويس وعدم مساهمة هذه الدول في تمويل سد أسوان فقرر رئيس الحكومة البريطاني انتوني ايدن، بالتعاون مع فرنسا وإسرائيل عام 1956 شن هجوم على مصر وتم إفشاله وإيقافه بفضل تدخل الرئيس الأمريكي ايزنهاور وفرضه هدنة على ايدن وأعوانه أدت إلى استقالته من منصبه. ويركز هاردي في الفصل المخصص لمصر على خطورة التدخل العسكري الميداني للدول الأجنبية في شؤون المنطقة التي تطورت في العقود اللاحقة إلى ان أدت إلى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 الذي كان، في رأيه، كارثياً وما زالت تفاعلاته السلبية مستمرة.
وفي الفصل عن الجزائر، يشير المؤلف إلى ان الرئيس عبد الناصر دعم الثورة الجزائرية ضد فرنسا بتزويد الثوار هناك بالأسلحة والدعم المالي ما ساهم في نجاح هذه الثورة في انتزاع الاستقلال من فرنسا. وبالنسبة إلى اليمن، يؤكد انه لولا نجاح الثورة في مصر بقيادة عبد الناصر لما تصاعدت موجة القومية العربية فيه حيث كان الاستعمار قد أسس محمية نفطية في عدن تحولت إلى ما يشبه الولاية في الإمبراطورية البريطانية.
 
المؤلف:
Roger Hardy : The Poisoned Well, Empire and Its Legacy in the Middle east
Hurst and co. London, 2016
========================
الجرأة.. إرث أوباما في مواجهة منتقديه
عرض/ مرح البقاعي
في كتاب "الجرأة" يتحدث الكاتب والصحفي الأميركي المعروف جوناثان تشايت عن إرث أوباما خلال حكمه للولايات المتحدة ثماني سنوات، ذلك الإرث الذي يجعله -حسب رأي المؤلف- واحداً من "أفضل رؤساء أميركاوأكثرهم تأثيراً".
ويغوص المؤلف عميقاً في سجل أوباما على جبهات السياسات الرئيسة في الاقتصاد والإصلاح الاجتماعي والبيئة والسياسة الخارجية، لـ"يُثبت بالدليل المحسوس" -عبر فصول هذا الكتاب- الأسباب التي توجب أن يحكم التاريخ على الرئيس الأميركي الـ44 بأنه كان واحداً من "ألمع وأعظم رؤسائها".
- العنوان: الجرأة.. إرث أوباما في مواجهة منتقديه
- المؤلف: جوناثان تشايت
- الناشر: كاستوم هاوس
- الطبعة: يناير 2017
- الصفحات: 272
خطيئة أميركا
يحمل الفصل الأول من الكتاب عنوان "خطيئة أميركا الأولى" حيث يتناول المؤلف الحديث عن زيارة باراك أوباما لولاية آلاباما في 7 مارس/آذار 2015، ووقوفه على "جسر إدموند بيتوس" حيث انطلقت منذ خمسين عاماً المسيرة الأولى المطالبة بالحقوق المدنية للسود الأميركيين.
فمنذ أربعة عقود تعرض المتظاهرون للضرب والقمع حين طالبوا بحق شرعي لهم يضمنه الدستور الأميركي. وها هو اليوم أول رئيس أسود في التاريخ الأميركي يقف تحية لذكرى من قضوا من أبناء جلدته، في سبيل أن تشمل الحقوق المدنية كل المواطنين الأميركيين دونما استثناء، وفي مقدمتهم السود الذين حرموا منها طوال عمرهم.
ويمضي الكاتب مقارناً بين الماضي والحاضر في تاريخ الأميركيين السود، مشيراً إلى أن بعض هؤلاء الذين شاركوا في مظاهرات آلاباما منذ عقود ما زالوا أحياء، وبعضهم وصل إلى سدة الكونغرس ممثلاً لولايته كما هو حال عضو الكونغرس جون لويس.
ويضيف تشايت أن "ظاهرة أوباما" استطاعت أن تدوّر زوايا المفارقة العرقية في أميركا، وتخفف إلى الحد الأدنى انعكاساتها على المجتمع الأميركي الذي ظهر فيه حزب الشاي الأكثر تشدداً ويمينية، والذي ناهض سياسات أوباما خلال فترتيْ حكمه. كما استطاع أوباما وبالمقياس نفسه أن يشذب المشاعر العرقية المتعصبة، ويحولها إلى النهج الليبرالي المنفتح على الآخر.
ويرى المؤلف أن هذه التحولات ستستمر بعد أوباما عقودا مديدة، لأن أوباما لم يكن فقط مجرد "المؤثر الأعظم" على الجيل القادم التواق إلى الانفتاح على العصر والآخر المختلف، بل إنه شكّل بالفعل حجر الزاوية لقضية الجيل الجديد وطموحاته.
وفي فصل: "تلافي وقوع كساد اقتصادي جديد"، يمضي الكاتب في شرحه كيف واجه أوباما أكبر تحدّ اقتصادي ومالي واجتماعي منذ فترة رئاسته الأولى، والذي تجلى في الكساد الاقتصادي الذي ورثه عن سلفه جورج بوش الابن، وواجهه منذ سنته الأولى في البيت الأبيض (عام 2009).
ويشرح تشايت تعقيدات الحالة الاقتصادية للبلاد والإصلاحات التي تضمنتها الخطة الإستراتيجية الاقتصادية والمالية لأوباما، والتي نفّذها ليجنّب بلاده الوقوع في مأزق الكساد الكبير، وطبعاً وسط ممانعة من قوى الضغط (اللوبيات) وأصحاب المصالح.
ويشير إلى نجاح أوباما في تطبيق أجندة اقتصادية متقدّمة، رغم التشويش والتعطيل الذي كان يمارسه خصومه من الجمهوريين الذين كانوا يسيطرون على الأغلبية في الكونغرس، إذ كان بإمكانهم تعطيل أغلب مشاريعه التي تحتاج إلى موافقة مجلس النواب لإقرارها.
لكن أوباما تمكّن فعلاً من تمرير قانون الإنعاش الاقتصادي وإعادة الاستثمار، الذي يهدف إلى إعادة العافية للاقتصاد الأميركي الذي عانى من انعكاسات الأزمة المالية العالمية في ذلك الوقت.
وقد شمل هذا القانون عناصر تحفيزية للاقتصاد، منها زيادة الإنفاق الفدرالي على الرعاية الصحية والتعليم وخفض الضرائب والاستثمار في البنى التحتية. وهكذا استطاع أوباما أن يعبر باقتصاد بلاده هذه الأزمة ويمنعها من التحول إلى كساد طويل الأمد.
الخيبة غير المتوقعة
يمضي تشايت في كتابه متحدثاً -بالتفصيل وفي فصول منفردة- عن "أوباما كير"، وهو برنامج الضمان الصحي الذي يعتزّ به، وكذا عن إنجازات الرئيس في حماية البيئة والحد من الانحباس الحراري في البيئات الصناعية، وعن اعتماده الدبلوماسية في الأزمات الدولية لتجنيب بلاده ويلات الحروب فيما وراء البحار.
"على الصعيد الدولي وسمعة أوباما وشعبيته العالمية؛ يرى مؤلف الكتاب أن حيازة أوباما لجائزة نوبل للسلام عام 2009 بعد تسعة أشهر فقط من وصوله البيت الأبيض، لا يتعلق بإنجازاته بقدر ما يتعلق بالرسالة العالمية التي أرسلها وصوله إلى سدة الحكم في أميركا، وما رافقها من انقلاب المناخ السياسي "
ورغم ذلك فإنه يفرد أطول الفصول باسم: "حتمية خيبة الأمل"، وفيه يكتب أنه لم يكن من الممكن تفادي الاعتراف بخيبة أمل زملائه اليساريين في نهاية الثماني سنوات من حكم أوباما.
ويضيف أن التعليقات المكتئبة تأتي من قادة اليسار الأميركي، ومن دائرة أوباما الضيقة من الإعلاميين البارزين ممن شكلوا ماكينة تلفزيونية لحشد الدعم له مثل راشيل مادو وتوماس فرانك، وحتى الفنان صاحب اللوحة الشهيرة التي رسم فيها أوباما وأسماها "الأمل" -وهو شيبارد فيري- كان يشعر بالخيبة!
يحاول تشايت تحليل هذه الظاهرة التي تجلّت في خيبة واضحة كان من المفروض أن تكون احتفاء بفترة رئاسة أوباما التاريخية؛ فيقول: قد تكون العوامل التي تقف خلف تنامي شعور الخيبة ذاك ترجع إلى وسائل الإعلام التي رسمت توقعات غير واقعية وأحيانا مستحيلة التحقيق.
وكذلك قد تكون دوافع الحنين (النوستالجيا) إلى الفترات الرئاسية السابقة في التاريخ الأميركي، مثل عهود فرانكلين روزفلت وجون كينيدي وجيمي كارتر، حيث كان الأميركيون يرغبون بقوة في استعادتها مع أوباما.
لكن تشايت يرى أن العامل الأقوى في تنامي خيبة الأمل من أوباما يكمن في الليبراليين أنفسهم، لأنهم يحتفون بالمظاهر التي تصاحب وصول رئيس ديمقراطي إلى البيت الأبيض أكثر من اهتمامهم بالبرنامج الفعلي الذي سيجلبه هذا الرئيس إلى أميركا، وهل هو جادّ وقادر على تنفيذه!
وبدلاً من السير في برامج التنمية والإصلاح؛ كان الليبراليون مشغولين بالجزالة التي تحملها لغة أوباما وخطاباته الرنانة، ومنغمسين حتى آذانهم في مقارنات وهمية له مع الرؤساء السابقين الذين يتوقون إلى رؤيته على صورتهم.
أما على الصعيد الدولي وسمعة أوباما وشعبيته العالمية؛ فيفيد تشايت بأن حيازة أوباما لجائزة نوبل للسلام عام 2009 بعد تسعة أشهر فقط من وصوله البيت الأبيض، لا يتعلق بإنجازاته بقدر ما يتعلق بالرسالة العالمية التي أرسلها وصوله إلى سدة الحكم في أميركا، وما رافقها من انقلاب المناخ السياسي وبداية عهد جديد يختلف تماما عن عهد جورج بوش الابن.
وبمعنى آخر؛ فإن أوباما تم تكريمه لإنجازه الوصول بحد ذاته، وما سيجلب إلى أميركا والعالم من دبلوماسية دولية قد لا تشبه ما مرت به في مرحلة سلفه التي امتدت من 2001 إلى 2008.
فقد تمكن أوباما من أن يستبدل إدارة جمهورية سريعة الفعل ورد الفعل -الذي قد يكون مدمراً كما في حالة الحرب على العراق- بدبلوماسية "عاقلة ومتأنية وبراغماتية، تتجنب الغوص في رمال الحروب المتحركة".
 
========================