الرئيسة \  تقارير  \  عشرة اتجاهات تجدر مراقبتها في العام المقبل

عشرة اتجاهات تجدر مراقبتها في العام المقبل

14.11.2021
توم ستاندج


توم ستاندج* – (مجلة الإيكونوميست) 8/11/2021
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية
السبت 13/11/2021
إذا كان 2021 هو العام الذي قلب فيه العالم وجهة المد ضد وباء “كوفيد – 19، فسوف يكون 2022 هو العام الذي ستطغى عليه الحاجة إلى التكيف مع الحقائق الجديدة، سواء في المجالات التي أعادت الأزمة تشكيلها (العالم الجديد للعمل، ومستقبل السفر)، بينما تعيد الاتجاهات الأكثر عمقاً تأكيد نفسها (صعود الصين، وتسريع تغير المناخ). وفيما يلي عشرة مواضيع واتجاهات تجدر مراقبتها في العام المقبل.
الديمقراطية مقابل الاستبدادية. سوف تقارِن الانتخابات النصفية الأميركية ومؤتمر الحزب الشيوعي الصيني بشكل واضح الأنظمة السياسية المتنافسة للدولتين. أيهما أفضل في تحقيق الاستقرار والنمو والابتكار؟ وسوف يستمر هذا التنافس في كل شيء، من التجارة، إلى اللوائح التقنية والمطاعيم، إلى المحطات الفضائية. وبينما يحاول الرئيس جو بايدن حشد العالم الحر تحت راية الديمقراطية، فإن واقع بلده المنقسم والمختل وظيفياً سيكون دعاية سيئة لمزاياه.
من جائحة إلى مرض متوطن. ثمة أقراص جديدة مضادة للفيروسات، وتحسين في علاجات الأجسام المضادة، والمزيد من اللقاحات قادمة على الطريق. وبالنسبة للأشخاص الذين تلقوا المطاعيم في العالم المتقدم، لن يكون الفيروس مهددًا للحياة بعد الآن. لكنه سيظل يشكل بلا شك خطراً قاتلا في العالم النامي. وما لم يتم تكثيف إيصال المطاعيم إلى الناس، سيصبح “كوفيد – 19” مجرد مرض آخر من بين العديد من الأمراض المتوطنة التي تصيب الفقراء -ولكن ليس الأغنياء.
مخاوف التضخم. أدت اضطرابات سلسلة التوريد والارتفاع الحاد في الطلب على الطاقة إلى ارتفاع الأسعار. ويقول محافظو البنوك المركزية إن هذه الحالة ستكون مؤقتة، ولكن ليس الجميع يصدقونهم. وتبدو بريطانيا معرضة بشكل خاص لخطر التضخم المصحوب بركود التضخم بسبب نقص العمالة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واعتمادها على الغاز الطبيعي الباهظ الثمن.
مستقبل العمل. هناك إجماع واسع على أن المستقبل سيكون “مهجّناً في ما يخص العمل”، وأن المزيد من الناس سيقضون أيامًا أكثر في العمل من المنزل. لكن هناك مجالاً كبيراً للخلاف حول التفاصيل. كم يوماً سيعملون، وفي أي الأيام؟ وهل سيكون ذلك عادلاً؟ تظهر الدراسات الاستقصائية أن النساء أقل حرصًا من الرجال على العودة إلى المكتب، وبذلك، فإنهن ربما يخاطرن بتجاوزهن في الترقيات. كما تلوح النقاشات حول مسائل القواعد الضريبية وكيفية مراقبة العمال عن بعد.
ضربة ارتدادية جديدة ضد عمالقية التكنولوجيا. كان المنظمون في أميركا وأوروبا عاكفين على كبح جماح عمالقة التكنولوجيا لسنوات، لكنهم لم يحدثوا أي تأثير في نمو شركات التقنية أو في أرباحها. والآن، أخذت الصين زمام المبادرة، وشنت حملة شرسة على شركات التكنولوجيا لديها. ويريد الرئيس شي جين بينغ منها التركيز على “التكنولوجيا العميقة” التي توفر للبلد ميزة جيواستراتيجية، وليس على التوافه مثل الألعاب والتسوق. ولكن، هل سيؤدي ذلك إلى تعزيز الابتكار الصيني، أم أنه سيخنق دينامية الصناعة؟
العملات المشفّرة تنمو. مثل جميع التقنيات التخريبية، يتم تدجين العملات المشفرة حيث يقوم المنظمون بتشديد القواعد. وتتطلع البنوك المركزية أيضًا إلى إطلاق عملاتها الرقمية المركزية الخاصة. والنتيجة معركة ثلاثية من أجل مستقبل التمويل -بين حشد العملات المشفرة اللامركزية المعتمدة على “بلوكتشين”، وشركات التكنولوجيا التقليدية، والبنوك المركزية- والتي ستشتد في العام 2022.
أزمة المناخ. حتى مع زيادة تواتر حرائق الغابات وموجات الحر والفيضانات، يسود نقص صارخ في الشعور بالإلحاح بين صانعي السياسات عندما يتعلق الأمر بمعالجة تغير المناخ. وعلاوة على ذلك، تتطلب إزالة الكربون التعاون بين الغرب والصين، تمامًا بينما يتعمق التنافس الجيوسياسي بينهما. وينبغي مراقبة عمل فريق أبحاث الهندسة الجيولوجية الشمسية بجامعة هارفارد. في العام 2022، يريد هذا الفريق اختبار استخدام منطاد يطير إلى ارتفاعات عالية لإطلاق الغبار لتخفيف أشعة الشمس -وهي تقنية قد تكون ضرورية، بهذا المعدل، لإكساب العالم المزيد من الوقت لإزالة الكربون.
متاعب السفر. شرع النشاط في الانتعاش مجدداً مع إعادة فتح الاقتصادات. لكن البلدان التي اتبعت استراتيجية “قمع” حتى تكون خالية من الفيروس، مثل أستراليا ونيوزيلندا، تواجه المهمة الصعبة المتمثلة في إدارة الانتقال إلى عالم يكون فيه الفيروس متوطناً. وفي الوقت نفسه، اختفى ما يصل إلى نصف رحلات العمل إلى الأبد. وهذا أمر جيد لصحة كوكب الأرض، لكنه سيئ للسياح الذين كانت تكلفة رحلاتهم تتلقى الدعم من مسافري درجة الأعمال الذين ينفقون مبالغ كبيرة.
سباقات الفضاء. سيكون 2022 هو العام الأول الذي يذهب فيه عدد أكبر من الأشخاص إلى الفضاء كركاب يدفعون أجورًا مقارنة بالموظفين الحكوميين، حيث تنقلهم شركات السياحة الفضائية المتنافسة عالياً. وسوف تنهي الصين إنشاء محطتها الفضائية الجديدة، ويتنافس صانعو الأفلام على صناعة الأفلام في حالة انعدام الوزن. وستقوم وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بصدم مسبار فضائي بكويكب، في مهمة واقعية تبدو وكأنها فيلم من أفلام هوليوود.
منافسات كرة قدم سياسية. ستكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين وكأس العالم لكرة القدم في قطر بمثابة تذكير بكيف يمكن للرياضة أن تجمع العالم معًا -ولكن أيضًا بكيف أن الأحداث الرياضية الكبيرة غالبًا ما ينتهي بها المطاف إلى أن تكون منافسات كرة سياسية. توقعوا ظهور احتجاجات موجهة إلى كلا البلدين المضيفين، على الرغم من أن المقاطعات من قبل المنتخبات الوطنية للحدَثين الرياضيَّين تبدو غير مرجحة.
شكل التطور السريع للقاحات فيروس كورونا المستجد القائمة على تقنية “مرسال الحمض النووي الريبوزي” نقطة مضيئة في العام 2021، وقد استند هذا التطور إلى عقود من العمل لخلق ما بدا أنه نجاح تحقق بين عشية وضحاها. ما التقنيات الناشئة الأخرى التي قد تكون على وشك الظهور؟ يدرس قسمنا الخاص في مقالات أخرى 22 تقنية مرشحة للظهور في العام 2022. وأخيرًا، يحمل هذا القسم اسمًا جديدًا هو “العالم في الأمام”، وهو ما يضعنا في وضع أفضل للتقدم نحو المستقبل. نأمل بأن تؤدي قراءته إلى الشيء نفسه بالنسبة لكم.
*Tom Standage: محرر ملف “العالم في الأمام 2022” في مجلة “الإيكونوميست”.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Ten trends to watch in the coming year