الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عام صعب للروس في سوريا بعد 5 سنوات من التدخل!

عام صعب للروس في سوريا بعد 5 سنوات من التدخل!

03.10.2020
مالك الحافظ



روزنة
الخميس 1/10/2020
مع مرور السنة الخامسة من التدخل العسكري الروسي إلى جانب النظام السوري، يأتي عام 2020 كأحد أهم أعوام الحسم لدى الروس في الملف السوري وإنهاء حالة الاستعصاء السياسي الذي قد يؤدي إلى خسارات متعددة للروس، بعد الجرائم والانتهاكات المرتكبة على مدى السنوات الفائتة، والسيطرة على أراضي الدولة السورية وثرواتها.
وإن كانت الأهداف الروسية من التدخل العسكري تصب في خانة دعم النظام السوري بمستويات متعددة، إلا أن الروس حققوا فعليًا مصالح استراتيجية لهم في المنطقة من خلال بناء قاعدتين عسكريتين كبيرتين واحدة جوية وواحدة بحرية، فضلًا عن المطارات الواقعة تحت تصرفها كمطار القامشلي.
كذلك فقد استطاعت موسكو تثبيت نفسها عسكريًا من خلال تعيين موالين لها في أجهزة الأمن والجيش، فضلًا عن تثبيت العديد من المصالح الاقتصادية في سوريا.
استثمارات اقتصادية لا طائل منها!
المستشار المالي والخبير الاقتصادي، يونس الكريم، اعتبر في حديث لـ "روزنة" أن الروس وقعوا في موقف لا يحسدون عليه، بعد العقوبات الأميركية المتزايدة، وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى نزع قيمة جميع الاستثمارات الروسية.
وأضاف "العقوبات تستهدف روسيا وتواجدها العسكري، وبالتالي خسرت موسكو الكثير من قوتها… هناك أيضًا الإحراج الدولي حيث اعتبر أن فشل الدولة السورية سببه هو استحواذ روسيا على المشاريع الاقتصادية التي لم تطلق لأنها بحاجة إلى أموال ضخمة".
و بيّن الكريم أن استثمارات روسيا على الأرض السورية في "مهب الريح"، و هذا الخطر الذي دفع الروس وفق تعبيره إلى زيارة دمشق ضمن وفد رفيع المستوى مطلع شهر أيلول الجاري، وزاد بالقول "روسيا ستخرج بخسائر كبيرة إن لم تسارع على لملمتها، وإيجاد الطريق لحل سياسي يكسب رضى دولي".
ورأى الكريم أن روسيا و على ضوء العقوبات الأميركية وتوقف العملية السياسية، تجد بأن توسعة المشاريع التي استحوذت عليها؛ أمر غير مجدي اقتصاديا، فالاستثمارات وفق الخبير الاقتصادي تفقد قيمتها مع مرور الوقت، بخاصة وأن بنود الاتفاقات تُحدد إطار زمني لانطلاق المشاريع.
كما أشار إلى أهم العوامل التي تؤدي لإفراغ الاستثمارات الروسية من أهميتها والمتمثل بتواجد النفط تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الشمال الشرقي من سوريا، حيث ترتبط الاستثمارات ارتباطًا مباشرًا بالنفط، وهو ما يؤدي بالنتيجة إلى عدم تفعيل ميناء طرطوس.
وأكمل قائلًا "المطاحن التي استحوذت عليه روسيا منذ بداية تدخلها لم تجدي نفعًا، بعد أن كانت روسيا تأمل في أن تستغل سوريا كمنصة بيع حبوب للروس، غير أن ذلك لم ينفع لأن القمح في الشمال السوري خارج سيطرة النظام وتحت سيطرة قسد… التسريبات التي طالت النظام منذ نهاية العام الفائت كانت للضغط عليه من أجل تقديم تنازلات فيما يتعلق باللجنة الدستورية و إنقاذ موقف روسيا".
سوريا مركز استراتيجي لروسيا؟
الكاتب والمحلل السياسي، درويش خليفة، اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن الدور الروسي في سوريا جاء بعد رغبة من موسكو لإعادة تموضعها في المنطقة العربية والشرق أوسطية بعد خسارة وجودها في ميناء البصرة عقب الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، وكذلك افتقادها لحليف مهم في شمال أفريقيا بعد إسقاط نظام القذافي في ليبيا بعد تدخل التحالف الدولي عام 2011.
ولفت خليفة إلى المكاسب الروسية جراء الوجود في سوريا كان أهمها القواعد العسكرية على البحر الأبيض المتوسط والمياه الدافئة التي كانت دائما ما تطمح موسكو الوصول إليها بأقل التكاليف، ودون أي تنازلات للأمريكان في أماكن أخرى. وهو ما أشار إلى أنه مكسب سياسي لها على صعيد سياساتها الخارجية، مستفيدة من تراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.
وتابع بالقول أنه "و في هذا العام استطاعت روسيا للمرة الأولى تجاوز شرق نهر الفرات، وأصبحت على مقربة من وجود قوات التحالف الدولي لدحر داعش في منطقة الجزيرة، عدا عن نشرها لعدة قواعد عسكرية على الجغرافية السورية، أهمها قاعدة حميميم الساحلية، واستحواذها على تنازلات من النظام السوري على شكل عقود طويلة الأجل".
وأردف "فيما يخص الملف السوري وتفردهم بهندسة الحل النهائي، فالروس يدركون جيدا أنهم لا يستطيعون بمفردهم حل شبكة الخيوط المعقدة في سوريا، وبالذات بعد سيطرة القوات الأميركية على حقول النفط وموارد الطاقة وتقديم الحماية لقوات قسد… يوجد اعتقاد سائد لدى الكرملين أن سوريا التي نريد على المياه الدافئة، أصبحت تحت سيطرتنا، ولكن بالمقابل الحلول الجزئية لا تعيد ما تم صرفه على الحرب في مقابل بقاء حليفهم الأسد في السلطة، وهذا يحتاج لتفاهمات عدة مع تركيا وأمريكا".