الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ضغط روسي على أنقرة في إدلب وجيفري يزور شرق الفرات استعجالاً لإعلان مرجعية سياسية كردية 

ضغط روسي على أنقرة في إدلب وجيفري يزور شرق الفرات استعجالاً لإعلان مرجعية سياسية كردية 

23.09.2020
هبة محمد



القدس العربي 
الثلاثاء 22/9/2020 
دمشق – "القدس العربي": يترجم الجانب الروسي فشله بالتوصل إلى تفاق مرضي مع تركيا، حيال إدلب شمال غربي سوريا، في تصعيد مكثف يأتي في سياق ممارسة ضغوط نحو المزيد من التنازلات المطلوبة وفق الرؤية الروسية، دون الانزلاق إلى معركة عسكرية واسعة بحسب مراقبين، وذلك بالتزامن مع تطور آخر تشهده المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد. 
فقد زار الممثل الخاص للولايات المتحدة الأمريكية لدى سوريا، السفير جيمس جيفري، الحسكة، للقاء القوى السياسية الكردية السورية المتحاورة، وعقد اجتماعاً مع الأحزاب الكردية في إحدى القواعد الأمريكية، ‏وذلك لاستعجالاً للإعلان عن مرجعية سياسية كردية بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د". وأعرب جيفري عن دعمه المباحثات الجارية بين الأكراد في سوريا وفق اتفاقية دهوك"، بينما طلبت مبعوثة الخارجية الأمريكية الأطراف الكردية بترحيل بعض الملفات إلى جولات قادمة، للتسريع بالإعلان عن اتفاق بين الطرفين، وذلك خلال اجتماع عقدته مع المجلس الوطني الكردي وأحزاب كردية يقودها حزب الاتحاد الديموقراطي "ب ي د" في الحسكة. 
وذكر موقع "بسنيوز" الكردي أن السفير الأمريكي أعرب خلال الاجتماع عن دعمه للمباحثات الجارية، وأكد أن "الكرد هم جزء من المعارضة السورية ومكون أساسي من مكونات سوريا" ونقل الموقع عن مصدر مطلع لم يسمه قول الجفري أن "حل الأزمة السورية سوف يكون من خلال قرار مجلس الأمن 2254 "، مشدداً على " ضرورة بناء سوريا ديمقراطية و نظام ديمقراطي في البلاد يضمن حقوق كافة المكونات". 
كما أوضح المصدر أن "جيفري نقل إلى قادة أحزاب الحركة السياسية الكردية السورية دعم واشنطن وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للاتفاق السياسي بين طرفي الحركة الكردية في سوريا، كما شدد على دعم واشنطن والرئيس الأمريكي لتحشيد قوى المعارضة السورية، لدعم الموقف الأمريكي، محملاً خلال اللقاء، كلاً من دمشق وحليفتها موسكو، مسؤولية إفشال العملية السياسية في سوريا والاستمرار في الحل العسكري، ومسؤوليتهما عن عرقلة إحراز أي تقدم في أعمال اللجنة الدستورية وتنفيذ القرار الأممي 2254". 
بدورها، طالبت مبعوثة الخارجية الأمريكية زهرة بيللي، خلال الاجتماع، الجهات المفاوضة في المباحثات، ترحيل باقي القضايا العالقة بين الطرفين إلى الجولة الثالثة من المباحثات، حيث أكدت على ضرورة ترحيل مسألة تداخلات حزب العمال الكردستاني "ب ك ك" وعلاقة حزب الاتحاد الديمقراطي الحاكم "ب ي د" بالعمال الكردستاني إلى جولات مقبلة. وفي هذا الإطار عزا الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي، زيارة المبعوث الأمريكي الخاص جيمس جيفري الذي وصل إلى شمال شرقي سوريا، "من أجل الإعلان عن التوصّل إلى مرجعية سياسية كردية بين الأحزاب المتحاورة". 
وتكتسب هذه الخطوة أهميتها بحسب رؤية المتحدث لـ"القدس العربي" من قدرتها على قطع الطريق على مساعي روسيا لاستمالة الأكراد، لكنه حذر في الوقت نفسه من "إثارة هذه الخطوة قلق ومخاوف أنقرة". وقال عاصي، ‌‎طالما أن تركيا لم تُبدِ موقفاً من المباحثات الكردية – الكردية منذ انطلاقها، فقد يكون ذلك لغياب اليقين إزاء النتائج المتوقعة، بغض النظر عن أي تطمينات أو فرص قد تكون تلقتها من الولايات المتحدة، فعدم إبداء الرفض لا يعني القبول. 
ويُمكن الاعتقاد أن ما قد يُثير قلق ومخاوف تركيا من أي اتفاق محتمل هو أن يكون "غطاءً لتمويل PKK لا سيما في حال عدم وجود صيغة تفاهم بين تركيا وأمريكا حول مصير النفط، وتعزيزاً لمشروع الإدارة الذاتية لا سيما مع عدم الاستجابة لمطالب أنقرة حول إشراك فاعل للمكون العربي، وقاعدة عمليات تُهدّد تركيا خصوصاً إن لم يتم تطبيق وثيقة أنقرة (2019)". 
وانتقالاً إلى الشمال الغربي، يبدو أن اللاعب الروسي مدرك أنه لا بد من التلويح بالعمل العسكري كورقة ضغط لتحصل تنازلات من الجانب التركي ومن المعارضة السورية، فضلاً عن محاولته لوصول لمعلومات عن توزع وانتشار القوات العسكرية المحلية الحليفة لأنقرة. وفي المقابل ستقوم الأخيرة وهيئة تحرير الشام بالرد لتكون الصيغة العسكرية والأمنية الحاكمة لملف إدلب "تصعيداً مضبوطاً". 
ميدانياً، تواصل قوات النظام السوري خرقها وقف إطلاق النار شمال غربي سوريا الذي تم الإعلان عنه في الخامس من شهر مارس/ آذار 2020، حيث تتعمد استهداف المناطق والأحياء السكنية في قرى وبلدات ريف إدلب، لمنع عودة السكان المدنيين إلى مناطقهم. وقال مدير "منسقو استجابة سوريا " د. محمد حلاج إن عدد الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا ناهز 2800 خرق من بينها استهداف بالطائرات الحربية الروسية والطائرات بدون طيار. وخلّفت الخروقات وفقًا للمتحدث، 29 ضحية من المدنيين، واستهداف أكثر من 13 منشأة حيوية في المنطقة. 
واستنكر حلاج خلال حديثه مع "القدس العربي" سياسة غض الطرف الدولي عن التصرفات العدائية والخروقات المستمرة لقوات النظام السوري والتي تستغل من خلالها خرق كافة الاتفاقات الدولية ومتابعة سياسة الإرهاب الممنهجة ضد السكان المدنيين في المنطقة، وقال لـ"القدس العربي": "إن المجتمع الدولي وكافة الأطراف الفاعلة في الملف السوري يجب أن تعي وتدرك أن النظام السوري وحليفه الروسي لن يمتثل لأي اتفاق دولي أو اقليمي، ويجب التحرك الحثيث لحفظ أرواح المدنيين في المنطقة ووقف جرائم الحرب". 
وتزامن القصف الاثنين، مع مواجهات عنيفة بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام وميليشياتها الداعمة، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، قصفاً متقطعاً استهدف مناطق واسعة في منطقة "خفض التصعيد"، حيث قصفت قوات النظام قرى جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي ومواقع الفصائل في سهل الغاب، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي نفذته الفصائل والقوات التركية استهدف تجمعات قوات النظام في سراقب ومحور كفرنبل بريف إدلب. 
وقال المرصد أن الاشتباكات المتقطعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، لم تتوقف منذ الليلة الماضية على محاور الفطيرة في ريف إدلب الجنوبي، وتقاد وبسرطون في ريف حلب الغربي، تزامناً مع قصف مناطق الفصائل في جبل الزاوية في ريف إدلب، وقريتي كفرتعال وتديل بريف حلب، ومحور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية، ومناطق في سهل الغاب شمال غربي محافظة حماة. وتمكنت الفصائل من صد محاولة تسلل لقوات النظام على محور الفطيرة.