اخر تحديث
الجمعة-03/05/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ضبطُ السياسة ، بالدين ، واجب.. وتوظيفُ الدين لخدمتِها ، منكَر!
ضبطُ السياسة ، بالدين ، واجب.. وتوظيفُ الدين لخدمتِها ، منكَر!
27.11.2018
عبدالله عيسى السلامة
راجت مقولة شيطانية ، من سنوات ، عدّة ، هي : لا سياسة في الدين ، ولا دين في السياسة !
وترجمتها ، إلى الواقع ، تعني - بكلّ بساطة - أنّ المتدّين ، لايجوز، أن يعمل في السياسة..وأنّ السياسي ، يجب أن يبتعد، عن الدين، وعن سائر مايَمتّ إليه، بصلة ، حين يمارس العمل السياسي !
وبمعنى أشدّ وضوحاً: كلّ سلوك سياسي نظيف، مرتبط بالدين، أو بالخُلق الكريم، مرفوض ، لدى مروّجي هذه المقولة الخبيثة ! وبالتالي : كلّ تفكير نظيف ، يوصِل ، إلى السلوك السياسي النظيف ، مرفوض ؛ بلْ محّرم ، بلْ مجرّم ، لدى أصحاب هذه الفلسفة البائسة !
والنتيجة : أن تصبح السياسة ، مستنقعاً قذراً ، لا مكان فيه ، لأيّ عنصر نظيف، ذي خلق كريم ! وبالتالي : هو مقصور، على الحشرات ، الصغيرة والكبيرة .. وعلى المخلوقات ، التي تستطيع العيش ، في المستنقعات ! ومَن أراد العيش فيه، عليه أن يكون حشرة ، أو تمساحاً ، أو نحو ذلك !
لاندري ، من أين جاء أصحاب هذه الفلسفة ، بها ! فسيّدُهم ، الذي علّمهم القاعدة، التي يتعاملون بها : الغاية تبرّر الوسيلة .. هو، ذاتُه ، يَنصح أميرَه ، بأن يتعامل، مع شعبه ، تعاملاً طيّباً ، وأن يمارس الأعمال النبيلة ، التي تُكسبه حبّ شعبه ورضاه ، إلاّ في حال تهديد الحكم ، من قِبل جهة معيّنة ؛ فيحب التعامل معها، بلا رحمة ! وبَعد أن يبطش بها ، يعود ، إلى الأخلاق الكريمة ، في التعامل ، مع شعبه ، وتأمين سائر وسائل الراحة ، لهذا الشعب .. وتوظيف كلّ وسيلة ، تحقّق أهدافه ، في حماية كرسيّ حكمه ، من ناحية .. والمحافظة ، على رضى شعبه، من ناحية ثانية !
فهل سَبق أصحابُ هذه الماكيافيلّية ، أستاذَهم ، وانتقلوا ، إلى مرحلةِ ما بعدَ الماكيافيلّية ، وهي المرحلة ، التي ليس فيها ، أيّة قيمة خُلقية ، ممّا تعارفَ عليه البشر الأسوياء ؛ بله القادة ، المسؤولين، عن قيادة شعوبهم ، بالعدل والإنصاف والرحمة !
ولن نتحدّث ، هنا ، عن التديّن المزيّف ، الذي يمارسه كثير، من الحكّام والساسة، على أنه وسيلة ، لخداع الشعوب ، ويوظّفونه ، عبر ممارساتهم الخاصّة ، وعبر الاتّكاء ، على علماء السلطة ، الذين يبيعون دينَهم ، بعَرَض من الدنيا ، زهيد .. أو أولئل ، الذين يَبيعون دينَهم ، بدنيا غيرهم !