الرئيسة \  واحة اللقاء  \  صوملة سوريا.. مرة أخرى

صوملة سوريا.. مرة أخرى

30.05.2016
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الاحد 29/5/2016
 لن يكون اكراد "سوريا الديمقراطية" قادرين على اقتحام عاصمة الخلافة في سوريا، لكنها رغبة واشنطن في توليف جيب كردي مسلّح ومدرّب ليكون المسمار في دورها وحجم حصتها من سوريا، وهو الدور الذي كان جاهزا في العراق قبل اجتياحه بالقوات الاطلسية عام 2003، مسمار روسي في طرطوس واللاذقية، ومسمار اميركي في الرقة.
-.. "صوملة" سوريا؟
-.. نعم، والاشد قسوة ان الصومال كان – وما يزال – فراغاً من السلطة والسيادة الوطنية، في حين ان التمزيق هو – مع الاسف – هو خطة القوى الكبرى.
هل ما يجري في العراق يساعد او يتكامل مع ما يجري في سوريا؟
-.. نعم لكن ايران أخذت مكان روسيا في التوليفة الشيطانية، وما على المراقب سوى متابعة تفصيلات ما يجري الان في غرب العراق، فهناك جيش عراقي يُعد لاجتياح الفلوجة، ومعه مستشارون اميركيون، وقوات جوية اميركية، في حين يتحشد وراء الجيش مجموعات الحشد الشعبي وبحضور الجنرال سليماني.. وهذا الحشد هو عملياً الحرس الثوري الايراني نسخة كربون.
والسياسة الاميركية بمتاجرتها بكرد الشمال السوري تخطئ خطأ فاحشاً، لان ولاء هذه المجموعة هو لحزب العمال الكردستاني التركي، وهو بهذا سيستعدي تركيا على هذا الفصيل وحلفائه، وسيخرّب على حلفائه الاميركيين بما يملك من نفوذ في المجموعات الاسلامية وبقايا العلاقات غير المحرّمة مع داعش.
والذين يعرفون اوضاع المعارضة السورية المسلّحة وتشتتها الى 85 فصيلاً له دلالات كلها خارج سوريا، يعرفون ان واشنطن لا تثق بها لتكون اداتها الطيعة في مخططاتها، ولذلك تلجأ الى الاكراد، وهم الذين اعطوها "الانتصار" الوحيد في عين العرب.
نتذكر ونحن نعيش هذه الايام ذكريات الثورة العربية، ونتذكر الشهيد المؤسس والاستقلال، نتذكر مشروعه: سوريا الكبرى كما طرحه في مطالع الاربعينيات من القرن الماضي، فرفضته "الكتلة الوطنية" ورفضته مصر، ورفضه نوري السعيد الذي وسع البيكار بمشروع الهلال الخصيب، ورفضه آخرون من وراء الكواليس، وكان الشهيد يرى بعينيه المتفتحتين على المستقبل ان القوى الكبرى كلها تؤيد وجود الدولة اليهودية، وكان بدعوة سوريا الكبرى يهدف الى تقليل حجم "السرطان" كما وصف الكيان الصهيوني، فاتهم بانه صاحب مشروع استعماري، وكانوا لا يجدون غضاضة في شتم سايكس- بيكو.